No Script

ما في خاطري

«بانت فيلچا»

تصغير
تكبير

في مطار أحد الدول الأوروبية كنت واقفاً مع أصدقائي أنتظر إنهاء إجراءات دخولنا، فعند وصولنا لاحظنا أن الطوابير تملأ القاعة وكنا نشاهد طوابير جديدة في كل دقيقة بعد وصول الطائرات، وبعد فترة طويلة من الانتظار بدأ الموظفون بمناداة المسافرين من أصحاب الجنسيات الأوروبية لإنهاء إجراءاتهم فشاهدنا عدداً كبيراً يتجه إلى صف آخر مخصص للمواطنين الأوروبيين فقط، وبعد فترة طويلة من الانتظار بدأ الموظفون بمناداة بعض الدول الأخرى التي لا تنتمي للاتحاد الأوروبي وبالفعل اتجه بعض المسافرين لذاك الصف وبقينا نحن الكويتيين وبعض العرب وبعض الآسيويين نتفرج على البقية، وهم ينهون إجراءاتهم، حتى قام أحد الموظفين بمناداة المسافرين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وبالفعل شاهدنا بعض مواطني الكيان الصهيوني يتجاوزون الصفوف ليخلصوا إجراءاتهم بكل يسر، ونحن كالعادة نكتفي بالمشاهدة، وبعد فترة طويلة من الانتظار قاربت الساعة والنصف الساعة بقي فقط في الصف مجموعة من العرب وبعض الجنسيات الأخرى القليلة، فالتفت للخلف فلم أشاهد أحداً، فنحن بعد ما كنا في منتصف الصف أصبحنا آخر القادمين في القاعة.

لا أخفيك سراً عزيزي القارئ، أن ما شعرت به من ألم وضيق عند مناداة مواطني الكيان الصهيوني كان كبيراً، وترك في نفسي أثراً أشعر به حتى يومنا هذا - رغم أن من حق أي بلد أن يضع الأولوية لبعض الجنسيات ويفضلهم على الآخرين، ولكن المؤلم أن ترى بعض الدول لا تلتفت لعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المظلوم، بل تفضلهم على بقية الجنسيات وتضع لهم الأولوية، واليوم يتكرر هذا المشهد وهنا أستذكر المثل الشعبي الذي يقول «بانت فيلچا» بعد المواقف الشديدة التي اتخذتها بعض الدول اتجاه روسيا بعد الحرب على أوكرانيا، وهذا لم نشاهده ولم نشعر به منذ زمن طويل مع الحروب العديدة التي حصلت لشعوبنا العربية والإسلامية، فردة الفعل عند البعض كانت مختلفة فالإنسانية لديهم أصبحت تُقاس بمعايير أخرى مرتبطة بالعرق واللون والدين وتفوح منها رائحة العنصرية، والمحزن أن ترى البعض من بني جلدتك يستميت للدفاع عن الغرب وعن قضاياهم ويتناسى قضاياه ومآسي بني جلدته، وهذا الموقف الذي اتخذته بعض الدول يبيّن لنا أن بعض الدول ليست مثالية كما كنا نراها، فالإنسانية لدى البعض مختلة وغير متزنة.

فهذه المواقف تعطينا درساً في ترتيب الأولويات، وأن نكون عنصريين في تعاملنا مع القضايا العربية والإسلامية، فيكون التعاطف بالدرجة الأولى لمواطني الدول العربية والإسلامية، فهم أولى بالاهتمام والعطف وألا ننتظر أحداً أن يشفق علينا فنحن أولى بقضايانا، وهذا الأمر لا يعني أن نسكت عن قول الحق فلا نظلم أحداً، وأن يكون العدل سائداً في الحكم على القضايا المختلفة، ونرفض أي اعتداء يؤدي إلى الدمار سواء كان ضحيتُه مسلماً أو عربياً أو غير ذلك.

Twitter: @alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي