على الهواء

ذكريات أبو الحسن في كفاحه الديبلوماسي

تصغير
تكبير

بدأت رحلة الديبلوماسي السفير محمد أبوالحسن، من جامعة القاهرة كلية الاقتصاد، والعلوم السياسية، ومسيرة الالتحاق بوزارة الخارجية الكويتية.

تلقى ثقافة كسب الآخرين والبعد عن التناحر السياسي السائد بين دول عربية وتعلّم من الشيخ ناصر محمد الأحمد، سفير دولة الكويت في إيران، وتلقى منه ثقافة الحيادية التي وضع منهجها الشيخ عبدالله السالم وتعلّم أبو مهند مزيداً من الثقافة الديبلوماسية من رموز الدولة الشيخ جابر الأحمد، الشيخ صباح الأحمد والشيخ سالم صباح السالم، والشيخ سعد العبدالله، والشيخ صباح الخالد، حيث كان عضواً في الوفد الدائم منذ 1983 وعايش أزمة الحرب العراقية - الإيرانية حتى وضعت الحرب أوزارها... بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 598 واجه أهل الكويت ورموزها صدمة الغدر من الجيش العراقي وتهاون البعض من تطمين بعض الرؤساء أن الأمر مجرد مناورة عسكرية... كيف صدّق قادة الجيش أن تكون الحشود المتاخمة للحدود هي مناورة، وكيف تكون المناورة في الطريق المتجه نحو الكويت وهو عبارة عن أسواق ومقاهٍ وكراجات... والرؤساء العسكريون يدركون عدم صحة المناورة.

العماد مصطفى طلاس استدعى السفير محمد العدساني وقال له أبلغ دولتك أن الجيش العراقي يريد اجتياح الكويت في احتلال أهوج،

وأدرك حقيقة الغزو الرئيس حافظ الأسد والسيد الخميني، والشيخ الضرير كشك... الجيش الشعبي العراقي وقادته إذا مرّ بهم كويتيون قادمون من العراق وفي اتجاههم إلى الكويت كانوا «يمزقون جوازاتهم ويضعون أيديهم على رقابهم بمعنى أننا قاتلوكم لا محالة».

الرئيس حسني مبارك والملك حسين اللذان يعرفان أن هذه الحشود للانقضاض والاحتلال طمأنا قيادة الكويت أن لا نية لاحتلال الكويت، في هذه الفترة الحرجة أبلغ المرحوم فيصل الحجي، أبوالحسن نبأ تعيينه مندوباً دائماً لدولة الكويت في الأمم المتحدة اثر تعيين المندوب الدائم السفير عبدالله بشارة، أول أمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وترعرع أبوالحسن في مدرسة ديبلوماسية عريقة مع راشد عبدالعزيز الراشد، عندما كان وكيلاً لوزارة الخارجية.

وكان في محيط السلك الديبلوماسي عبدالرحمن العتيقي، وعبدالله زكريا الأنصاري، والسفير عيسى الحمد، والسفير مصطفى عبدالصمد، والسفير عبدالمحسن الدويسان، والسفير عبدالحميد البعيجان، والسفير طارق الرزوقي في سفارة الكويت بباريس.

ووسط هذه المدرسة الديبلوماسية تم تعيين أبوالحسن مندوباً دائماً لدولة الكويت كما أكد له السفير سليمان ماجد الشاهين، وكان حينذاك مديراً لمكتب معالي الشيخ صباح الأحمد الصباح.

هكذا صار أبوالحسن سفيراً للكويت ومندوباً دائماً لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة وعمل مع أمناء الأمم المتحدة المتعاقبين والرؤساء والسفراء، وكيف قدم المغفور له الشيخ جابر الأحمد كلمته المؤثرة أمام الجمعية العامة: (لقد جئت اليوم حاملاً رسالة شعب أحبّ السلام وعمل من أجله ومدّ يد العون لكل مستحقها، وسعى للخير والصلح، وتعرّض أمنه واستقراره ليد العبث... محنة الكويت هي قصة مأسوية لذلك جئت هنا لهذا المحفل شاكراً لكم هذا التضامن العالمي، لأعرض عليكم قضية بلادي العادلة لأترك لضمائركم مصير شعب وأمة إلى آخر الكلمة التي استقبلت بتصفيق مع وقوف ممثلي الشعوب والأمم في أحر استقبال مؤازرة للكويت وحباً متبادلاً معها... وأحاطت الشعوب والأمم دولة الكويت.

قال معالي الديبلوماسي العريق بتوفيق من الله كان في المسرح العالمي بوش الأب وثاتشر رئيسة وزراء انكلترا، أصرا على استقطاب شعوب العالم لتحرير الكويت من أسرها، وكتب الله سبحانه لهذه المناصرة التوفيق والنصر.

شكرا للنجم الديبلوماسي السفير محمد أبوالحسن، على إهدائي كتابه القيم (ذكرياتي حقائق وخفايا).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي