No Script

استكمالاً لخطة التحول التي أطلقها نهاية 2019 بعنوان «صياغة المستقبل»

«المركزي» للبنوك: تخلّصوا من بنيتكم القديمة... وتحوّلوا رقمياً بالكامل

تصغير
تكبير

- التحوّل المستهدف يحمي البنوك من هجرة عملائها لمصارف أخرى
- «بوبيان» أفلح في النمو سوقياً على حساب منافسيه من البنوك الإسلامية بابتكاره تكنولوجياً
- «المركزي» وفّر للبنوك البيئة المتكاملة لإتمام الارتقاء التقني سريعاً
- شيفرة السر للتفوق مصرفياً باتت رقمية في الوقت الحالي
- إنجاز جميع خدمات العميل إلكترونياً دون الحاجة إلى زيارة الفرع مطلوب رقابياً

علمت «الراي» من مصادر مطلعة، أن مسؤولي بنك الكويت المركزي طلبوا من صانعي السياسات في البنوك المحلية، التسريع بعملية التحول رقمياً، والتخلص من البنية التقليدية، على أن يكون التحول تكنولوجياً بالكامل، ويشمل جميع خدمات البنوك، استكمالاً لخطة التحول التي أطلقها نهاية 2019، بعنوان «صياغة المستقبل».

ولفتت المصادر إلى أن الناظم الرقابي زاد في الفترة الأخيرة دفعه لمسؤولي بعض البنوك في هذا الاتجاه، وتشديده عليهم، إلى الدرجة التي وصل معها التحفيز إلى مجالس الإدارات، حيث طلب منها العمل على تبني رؤى دقيقة للتحول، مرتبطة بإستراتيجية تستعين في إعدادها بمستشار عالمي، على أن تعكس التأثيرات المختلفة للتغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، وبما يتكيف بالفعل مع مسار التحول المستهدف بالخدمات، والتطبيقات المالية.

معاملات مصرفية

وقالت إن التحول المستهدف لا يقتصر على زيادة قائمة الخدمات الرقمية، بل التحول بالكامل بما يمكّن البنوك من تنفيذ جميع متطلبات العميل دون حاجته لزيارة الفرع، موضحة أن ذلك يتضمن جميع المعاملات المصرفية، والتي يأتي على رأسها الاقتراض، وفتح الحسابات، وغيرها من العمليات التي لا تزال رغم تقدم البنوك فيها تحتاج لمراجعات وتوقيعات من العملاء.

وذكرت المصادر أن ضغط «المركزي» على مسؤولي البنوك بهذا الخصوص صحي، ويأتي من باب تحفيزها على الاستفادة من ثورة الإمكانات التقنية، التي باتت تميز الأسواق محلياً وإقليمياً وعالمياً، مشيرة إلى أن التحول المستهدف يحمي البنوك من هجرة عملائها لصالح محافظ مصارف منافسة، والتي يمكن أن تتعرض لها مع بنوك خارجية، أو عبر أفرع البنوك الأجنبية المتواجدة في الكويت، إذا لجأت للاستفادة من تحوّلات مجاميعها تقنياً، في استقطاب عملاء إضافيين، لا سيما الشريحة التي تتسع يومياً من العملاء المتطلعين، والمطلعين رقمياً.

حصة سوقية

ولفتت المصادر في هذا الخصوص إلى تجربة بنك بوبيان، والذي نجح بشهادة مسؤوليه في أن يحتل المركز الثالث بين البنوك المحلية في الكثير من المؤشرات المالية، من حيث حجم الأصول والحصة السوقية، وذلك بعد الارتفاع الكبير المحقق في مؤشرات الحصص السوقية التي لم تكن تذكر، إذ لم تتجاوز 1 في المئة 2009 ووصلت 11 في المئة للتمويل المحلي بصفة عامة في 2021، بينما ارتفعت حصته من تمويل الأفراد إلى 16 في المئة.

ومصرفياً يمكن تفسير هذه الأرقام بأن «بوبيان» أفلح في النمو سوقياً على حساب باقي البنوك التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية، ووضع نفسه حسب تصريحات مسؤوليه في مصاف البنوك المحلية والإقليمية كبنك مبتكر رقمياً، ليتربع مع ذلك على عرش البنوك الإسلامية الأكثر انتشاراً بين فئة الشباب الكويتيين.

مسار طبيعي

وأفادت المصادر بأن شيفرة السر للتفوق مصرفياً باتت رقمية في الوقت الحالي، حيث تمثّل البنوك الرقمية المسار الطبيعي والجيل القادم للتحولات التي تشهدها الصناعة المصرفية، خصوصاً في ظل تزايد اعتماد العملاء على بعض الخدمات الرقمية والتطبيقات المالية التي تقدمها شركات الـ«Fintech» وشركات الاتصالات وبعض شركات التكنولوجيا الرائدة عالمياً.

ونوهت المصادر إلى أن «المركزي» وفر للبنوك البيئة المتكاملة التي تساعدها في إتمام التحول التكنولوجي سريعاً والارتقاء تقنياً، موضحة أنه مهّد الطريق لمرحلة رقمية جديدة للقطاع المصرفي الكويتي، بفضل جهوده التي أرست دعائم بنية تحتية تكنولوجية هائلة، وإطاراً واضحاً لبيئة رقابية وتنظيمية أثمرت عن ريادة البنوك المحلية في إطلاق الخدمات الرقمية المتطورة على مستوى المنطقة.

الناظم الرقابي عزّز علاقة البنك بالعميل... عبر الشاشة

ذكرت المصادر أن ضمن معطيات الدعم الرقابي في توفير البيئة التحتية، اعتماد التوقيع الإلكتروني، وتوفير جميع الإمكانات التي تعزز علاقة البنك بعميله عبر الشاشة، وليس مباشرة من خلال الأفرع.

ولفتت إلى أن «المركزي» ألزم البنوك بتأسيس وحدة رقمية وأخرى للتخطيط الإستراتيجي، دورها تحويل خططها إلى واقع رقمي، تندمج فيه كل عملياتها التشغيلية وخدماتها ومنتجاتها خلال 3 سنوات، بدأت منذ العام الماضي.

وأضافت أنه يتعين على البنوك تشييد بنية تحتية تكنولوجية هائلة، وتطوير أنظمتها الرقمية، لزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، باعتبار أن التطور الرقمي يمثل المحرك الرئيسي للنمو المستقبلي في كل الأسواق، ضمن رؤية عصرية متكاملة تلبي احتياجات وتطلعات العملاء، على أن يكون ذلك من خلال تصميم أفكار وخدمات ديناميكية تناسب نمط حياتهم المتغير يومياً بالابتكار.

يشار إلى أن السوق الكويتي يتميز بقاعدة شبابية، حيث تقل أعمار ثلثي الكويتيين عن 34 عاماً، كما يعد معدل استخدام الهاتف المحمول والإنترنت في الكويت بين الأعلى عالمياً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي