د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / كل عام وأنتم بخير

تصغير
تكبير
ها هو العام الجديد 2010 بدأ يزحف باتجاهنا، وقد أهال التراب على عام 2009 بكل عنجهية وكبرياء معلناً انتصاره، فالزمن لا يرجع إلى الوراء أبداً، بل هو في تقدم دائم، ولا أخفيكم سراً فأنا متفائل بالعام 2010، فهو من الناحية الشكلية أكشخ من صاحبه الذي وّلى إلى غير رجعة، بكل ما فيه من أنات وطن، وصراعات وفتن، واختلافات وإحن.

ها هو العام الجديد أتى بكل زهو وقد قال «العود» كلمته، التي أتمنى أن يَعِيَها الكبير والصغير، قال كلمته التي أرجو أن تكون الكلمة الفصل في الكثير من القضايا التي أشغلت الشارع السياسي وشغلتنا معها، بل وألهتنا عن الكتابة في ما ينفع من قضايا التنمية.

ها هو العام الجديد بحلته القشيبة، وقد تابعنا كيف يحتفل به العالم بالألعاب النارية ابتداء من سيدني وانتهاء بجزر هاواي، أما نحن فكنا نتابع شريط المسجات في القنوات الفضائية، ونتصفح مواقع الإنترنت والمنتديات والمدونات وتقليب مسجات الخدمات الإخبارية لنتابع أحدث الأخبار التي لم تقدم ولم تؤخر، وماذا قال فلان وماذا رد عليه علان؟

أتمنى في العام الجديد أن ننزع تلك السنة التي مضت من دفتر حياتنا، بعد استفادتنا من أحداثها المريرة، ثم نكورها ونرميها في أقرب حاوية للقمامة. لا نريد أن نتذكر الأحداث فهي لا تمتُّ لمجتمعنا بصلة أبداً أبداً، صدقوني... فلقد كانت نزغة شيطان رجيم أراد بنا أمراً، ولكننا كنا أكبر من وسوساته وأعظم من قدراته الخارقة. لقد حاول ولكنه اصطدم بصخرة الوحدة الوطنية التي أشارة إليها حضرة صاحب السمو، كما اصطدم بتمسكنا بالدستور وبدولة القانون التي يستطيع كل فرد أن يعبر عن رأيه، كما يستطيع أي فرد آخر أن يقاضيه من خلال القانون.

نعم... تراخت الحكومة ممثلة ببعض وزرائها بعض الشيء، ولكنها انتبهت أخيراً، وهكذا هو الحراك الاجتماعي والسياسي بين شد وجذب، وهكذا هي الشعوب الحية التي يحق لنا أن نفخر بانتمائنا لها، بفئاتنا وأعراقنا وأصولنا ومذاهبنا وأدياننا كلها.





د. عبداللطيف الصريخ

مستشار في التنمية البشرية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي