No Script

أبعاد السطور

الإنسان الذي لا يقع !

تصغير
تكبير

إن الخلاصة من علاقاتنا الطبيعية بالآخرين على سائر اختلاف مسمياتهم، سواء كانوا أقارب أو معارف أو جيراناً أو أصدقاء أو زملاء هو المنفعة، أي أن نتبادل معهم المنفعة عندما نحتاج إليها بلا مِنة أو تعالٍ أو أذى. لكن للأسف هناك صنف من البشر لا يحب أن يُنفع أحداً طرق بابه، ولا يبادر في مساعدة أي أحد يستحق المساعدة، ودائماً يتهرب بشكل أو بآخر من أن يقف موقفاً مملوءاً بالشهامة والمروءة مع من جرت الأيام لغير صالحه، وهذا الصنف من البشر يشبه تماماً أُنثى الحِمار (الأتان)، التي لا تُخرج من ضِرعها إلا القليل من الحليب الذي فقط يكفي ولدها، وهي قادرة على أن تُخرج كميات مضاعفة منه، وذلك لأن أنانيتها الكبيرة جعلتها تُدمن على هذا النهج.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفع الناس لبعضهم: (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ). وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْناً، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ).

وفي هذا الموضوع يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: الناس بالناس مادام الحياء بهم والسعد لاشك تارات.. وهبات وافضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده.. للناس حاجات لا تمنعن يد المعروف عن احد ما دمت مقتدراً.. والعيش جنات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم.. وهم في الناس اموات في نهاية المقال، لا يسعى إلى بذل المعروف في الناس إلا إنسان صاحب روح رفيعة، وأخلاق شامخة، وفكر مملوء بالنور، ويد مخضبة بطيب الإحسان، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: «صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متّكأً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي