No Script

فلسفة قلم

السماء تبكي... لا تبتسم

تصغير
تكبير
بصراحة ودي ابتسم، ولكن على ماذا ابتسم؟ خلال الأيام القليلة الماضية شهدنا طفرة مخيفة في مستوى بشاعة تمثيل جرائم القتل التي تنذر بمستقبل مجتمعي مجهول، على اعتبار أن الجرائم متصلة بشكل كبير بحالة المجتمع وطبيعته، وبالتالي بعيداً عن حالات الجرائم المنفصلة والصادمة التي كل منها لها ظروفها الخاصة غير المبرّرة، إلا أنها تؤكد مجتمعة أن هناك أزمة في طبيعة المجتمع ككل... كيف ابتسم؟ على وقع أصوات الانفجارات وصافرات الإنذار صباحاً ومساءً، تتصدر أخبار الاجتياح الروسي لأوكرانيا الإعلام المرئي والمكتوب، ما ينذر بأزمات دولية خانقة بعد ثورة الدب الروسي وبالتالي الأوضاع الإقليمية مقلقة جداً، ولهذه الأزمة خصوصية لأننا أمام انقسامات عالمية وإعادة تشكيل وترتيب في العلاقات الدولية، ونحن في دول الخليج العربي بالتحديد أمام تحديات كبيرة ومستقبل مجهول... كيف ابتسم؟ أما السياسة المحلية فحدّث ولا حرج، إذ تعيش في حالة شلل تام، وكأنني أشاهد الحكومة تفرح بالعطل والإجازات حتى لا تواجه النواب الذين أضاعوا البوصلة السياسية كما الحكومة، فهم يطالبون الحكومة في برنامج عمل واضح وأغلبهم لا يملك برنامجاً سياسياً، يسيرون بطرق متداخلة وأجندات وأدوار متضاربة، كل يغني على ليلاه، وليلى الحكومة أكلها الذيب ومن يدري قد يأكل الحكومة بأكملها قريباً... كيف ابتسم؟ حتى فريق مانشستر يونايتد، الذي يعدل الحالة المزاجية عندي أحياناً، يعيش في مرحلة توهان وتخبط يشبه حال حكومة سمو الشيخ صباح الخالد وحلفائه النواب... على كل حال اعذروني على هذا الكم الكبير من التشاؤم ولكن بصراحة كلما أدرت وجهي في ناحية وجدت أسباباً كثيرة تدعوني للتشاؤم، ولذلك فضّلت المساهمة في هذا الجو العام لأزيدكم شوية تشاؤم على تخديركم بالعبارات السفسطائية الوهميّة وترديد... (ابتسم أنت في الكويت). من الآن حتى أعود لحالتي الإيجابية الطبيعية، إذا هطل المطر لن أقول (السماء تحتفل)، بل سأعتبرها حزينة على حالنا وسأقول (السماء تبكي)، سوف أهرب من الواقع إلى القانون ملاذي المريح، ولكن ليس قانون الدكتور عبيد الدولي وصولاته العالمية، ولا قانون الدولة الذي يطبق بمزاج، وإنما إلى قانون العازف التركي المبدع آيتاش دوغان، لأنه القانون الذي يعدل مزاجي هذه الأيام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي