No Script

حروف نيرة

لقمة في بطن جائع...

تصغير
تكبير

المساجد من الأماكن التي يعظّم بها الله تعالى، والتي تجمع المسلمين لذِكره وعبادته، وبناؤها عمل صالح عظيم الثواب، يُدخل صاحبه الجنة، كما في الحديث الشريف: (من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله) متفق عليه، ولا شك أن بيوت الجنة ليست كالدنيا؛ فموضع شبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها.

العمارة في الأرض ببناء مسجد، أو تخصيص قطعة أرض للعبادة والذكر من الأعمال الطيبة، ونوع من أنواع الصدقة الجارية، ويقع في أذهان بعض المسلمين أن الصدقة الجارية تنحصر في بناء أماكن العبادة، إلا أننا نرى كثيراً منها صار مهجوراً؛ لأن عددها كبير جداً، كما أن الغالب في بناء المساجد اليوم دَفْع مبالغ طائلة لعمل واحد، والأولى تسخير المال في ما يفيد كل الطبقات، وتوزيع المال في العديد من أعمال الخير، كبناء المستشفيات، وتوفير العلاج ودور الرعاية، وبناء المدارس والمؤسسات التعليمية، ومساكن للمشرّدين، وتوفير الأكل لإعانة الفقراء في بلاد تصيبها مجاعة تهدّ قوة أهلها وتقعدهم عن الحركة وتتسبّب في موتهم بسبب الجوع، فكثير من البلدان يعاني سكانها من الفقر وانخفاض مستوى المعيشة وحرمان أبنائها من التعليم والخدمات الصحية، فجمع التبرعات لتلك الأعمال يخدم البسطاء المنتشرين في أنحاء العالم، وكما قيل: لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع... فمن يملك المال الكثير لا يقتصر صدقته وتوزيع ماله في التبرع لبناء مسجد، ويحرم الفقراء من الأكل والمرضى من العلاج والجهلاء من العلم.

ومن جانب آخر، يجب توصيل تلك المبالغ بيد الثقات، فلا يشترط توصيلها بالاعتماد على الجهات والمؤسسات الخيرية التي انتشرت، فالمتصدق يكون على يقين من صدق وأمانة حاملها؛ فلا يدفع الأموال إلّا بعد التقصي والتحري لتوصيل تلك الأموال إلى من يستحقها، والأفضل تسليمها بيديك إلى المحتاج إن تيسّر لك ذلك، أو الإشراف على عمل الجهة التي تقوم بذلك، فهي صدقة تحمل أجراً لفاعلها، وفيها راحة لكل فقير ومحتاج.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي