No Script

حديث القلم

صمتكم غريب!

تصغير
تكبير

أزمة إسكانية حقيقية تعيشها الكويت، وتعيشها عشرات الآلاف من الأسر الشابة، والحكومة تتعامل مع هذه القضية ببرود شديد، وكأنها حكومة في بلد آخر غير الكويت، أو كأنها تتعامل مع شعب غريب غير كويتي، فانعدام الشعور بمعاناة هذه الأسر يفسر بهذا الشكل، خاصة وأن الأمر ظل على مدى سنوات دون حلول حتى وصلنا إلى مرحلة التذرع بعدم قدرة بنك الائتمان على تمويل تلك القسائم الجديدة، وبعد مساومات وضغوط نيابية وافقت الحكومة أخيراً على تحويل مبلغ كبير لبنك الائتمان، حتى يتمكن الأخير من تمويل جميع القسائم الجديدة التي ينتظرها أصحابها بفارغ الصبر.

الغريب في الأمر، أنه منذ إعلان الحكومة عن هذه الأموال التي تم تحويلها إلى بنك الائتمان، لم نسمع أو نشاهد مسؤولاً واحداً في الرعاية السكنية يتحدث عن أذونات البناء، أو طريقة تسليمها، أو حتى الخطة الزمنية أو أي شيء آخر، صمت مريب وتكهنات في وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهم قال تسليم أذونات البناء في شهر فبراير، الذي راح ثلثه كإجازة رسمية بمناسبة الأعياد الوطنية، دخلنا في شهر مارس والصمت سيد الموقف، وسيأتي شهر أبريل ويتذرعون بشهر رمضان والصيام وقصر وقت الدوام الرسمي، وهذه المراوغات ستظل كذلك حتى تحسم الأمور من قبل شخص مسؤول. الأغرب من كل ذلك، شركات المقاولات تقريباً كلها تقر بأنه إذا ما تم منح أذونات البناء الجديدة، فإن أسعار مواد البناء وأجور العمال سوف تقفز وتتغير، طيب أين الدور الحكومي في هذا الجانب؟ تركتم المواطنين بلا سكن، والإيجارات تنهش الجزء الأكبر من رواتبهم، ولم تسيطروا على أسعار العقار ولا أسعار الإيجارات، وحينما اقترب حلمهم بات هاجسهم الأكبر قضية الأسعار المتوقع ارتفاعها، فما هو دوركم بالضبط حتى نعرف؟

** وخزة القلم: أقسم بالله العظيم، لو كان عند الأشقاء في الإمارات أو قطر، منطقة سكنية سيئة كمنطقة جليب الشيوخ، لما سكتوا حيال ذلك يوماً واحداً، ولحاسبوا جميع الجهات المتهمة بالتقصير والإهمال، ولعالجوا المشكلة من أساسها، خاصة وأنها منطقة تقع في الجهة المقابلة لاستاد جابر، الاستاد الدولي الوحيد في الكويت! twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي