No Script

مشاهدات

الشعب الكويتي بين النخب والحمقى

تصغير
تكبير

في كل عام من شهر فبراير يتم البدء بالاحتفالات الوطنية بمناسبتين مميزتين، بل هما نعمتان لا تقدران بثمن، أنعم الله سبحانه وتعالى على ديرتنا الحبيبة بهما، وهما نعمة الاستقلال، والأخرى نعمة التحرير من براثين المعتدي الغاشم.

وهي مناسبات مميزة في قلوب الكويتيين المحبين لوطنهم العزيز.

بالفعل هي أفراح الكويت، نحتفل فيها بمشاركة أبنائنا وأسرهم، والمقيمين الشرفاء على أرضنا الطيبة، وكم هو جميل الروح والحس الوطني والولاء للكويت، فالمواطنون المخلصون للكويت والمقيمون المحبون لهذا الوطن الغالي يشاركوننا الأفراح بكل سعادة ومحبة وتعم مظاهر الفرح في قلوب جميع من يعيش بهذه الأرض الطيبة.

فكيف ننسى الجريمة الكبرى التي روعت أهل الكويت في فجر يوم الخميس 2/ 8/ 1990.

فبين ليلة وضحاها، انقلب الحال من سلم إلى حرب، ومن استقرار إلى تشتت في أرض الله الواسعة، ومن حالة الأمن والأمان إلى حالة الخوف والذعر... مصابنا كان كبيراً، عانينا لمدة 7 شهور متتالية، فيها الكثير من الأحداث والقصص المؤلمة، فلقد كانت طعنة بالظهر من جارٍ مسلم، يصعب علينا نسيانها، ولم يتمكن الغزاة أبداً بأن يضعفوا جبهتنا الداخلية، بل بالعكس ازداد تماسكنا، وتلاحمنا، وتكاتفنا، وكنا كالأسرة الواحدة نساعد ونساند كل منا الآخر.

فالشعب الكويتي، سطر أروع ملحمة من التضامن والتعاون، والوحدة الوطنية في تلك الظروف الصعبة، ورصوا صفوفهم ضد الغازي المحتل، وقفوا كسد منيع ضد كل من حاول بث الفتنة بيننا، والعدو كان واحداً وهو المحتل الغازي، ملحمة مليئة بالأحداث البطولية والحزينة، فيها تجلت المقاومة والبطولة في سبيل الحرية، وكتبت أحداثها بدماء شهدائنا الأبرار، وبصرخات اليتامى، والأرامل، والثكالى، ممن فقدن أبناءهم وأقرباءهم وأحباءهم.

- في الغزو غادرت جميع العمالة الوافدة البلاد عائدين إلى أوطانهم (وذلك من حقهم) خوفاً على أرواحهم فتوقفت جميع الأعمال في مؤسسات الدولة، انتفض الكويتيون الصامدون والذين أثبتوا للجميع أصالتهم رجال ونساء أقوياء بكرامتهم وعزتهم، ظهر معدنهم المشرف خلال ما واجهوه من ظلم وطغيان، واشتدت عزيمتهم والتفوا حول قيادتهم الشرعية في مشهد من النادر حدوثه، وقاموا بجميع الأعمال المختلفة الصغيرة والكبيرة والإنسانية والحيوية، بالرغم من خطر المواجهة، وبفضلهم استمرت الحياة في الكويت المحتلة دون أن تغيب عنها الخدمات العامة والأساسية طيلة 7 شهور، بالفعل، ابن الوطن هو الركيزة والأساس الذي يعتمد عليه في الأزمات.

مواقف الحمقى:

ونحن هنا نشاهد تلك الملحمة الوطنية والفزعة الكويتية المميزة، يطل علينا بعض الحمقى من ذوي الجهل المركب في الفكر والقول والفعل والتدبٌر، باللقاءات الصحافية ينعت أبناء شعبه بصفات غريبة وغير مستساغة ولا تمت للحقيقة بصلة، مثل (اتكاليين لا يعملون / ليس بحاجة لهم بالأعمال/ بالإمكان الاستغناء عن نصف الموظفين / إلغاء المكافئة عن الطلبة في الجامعات/ وقف بدل الإيجار / فرض الضرائب / إيقاف توزيع المنازل/ الكويتي في فمه ملعقة من ذهب).

بالفعل هؤلاء حمقى بسبب التصريحات السلبية وغير المقبولة وغير المهنية ولا يثقون بأبناء وطنهم، يتعرضون لمواطنيهم بالسوء، وبالتالي لن تكون أسرهم وأقاربهم وأبناءهم بمنأى عن ذلك؟

كم هو مؤلم أن نرى تلك التصريحات غير المسؤولة من هؤلاء ممن لا يثقون بأبناء شعبهم.

- للتذكير، بعد التحرير تم تشكيل فريق وطني لإطفاء حرائق آبار النفط المشتعلة مكون من 25 كويتياً، ومن مختلف التخصصات، وتعاملوا باحترافية مع الحرائق و بدأوا بعمليات الإطفاء قبل وصول الفرق الأجنبية وكان لهم الدور الكبير في السيطرة على الحرائق بوقت قياسي خلافاً لما ذكرته الفرق الأجنبية بأنها ستحتاج إلى سنوات طويلة لإخماد آخر بئر.

- مواقف مشرفة من المتطوعين الكويتيين في جمعيات النفع العام للمساهمة في أي طارئ، سواء كان صحياً أو إنسانياً أو كارثياً، ففي الأزمات تكون الوقفات البطولية والوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة.

مواقف النخب:

- سنة 1995 تم تكليف الشيخ علي سالم العلي مديراً عاماً لمؤسسة الموانئ الكويتية، وكونه كان مع المقاومة ومتواجداً بالكويت في فترة الغزو يتواصل مع القيادة الشرعية في الدمام ومع المقاومين وأبناء شعبه في الداخل، عرف معدن الكويتي ووثق بأبناء شعبه ولإيمانه بقدرة أبناء وطنه من إدارة العمل، اتخذ قراراً جريئاً بالاستغناء عن خدمات جميع العاملين الوافدين والأجانب والخليجيين، والاعتماد فقط على الكوادر الوطنية في إدارة المرفق البحري المهم والذي يعتبر شرياناً للاقتصاد الرئيسي للبلاد وذلك لغاية مهمة، وهي التأكيد على أهمية العمل في الأماكن والمنافذ الحيوية يجب أن يعتمد على تشغيلها بالكوادر الوطنية كي لا تتأثر الأعمال إن كانت هناك أزمة ما في المستقبل، وبالفعل أثبت الكويتيون قدراتهم على إدارة المرفق الحيوي بامتياز.

- ثم تسلم المسؤولية خلفه الشيخ صباح جابر العلي، الذي كان قريباً من موظفيه ووثق بقدراتهم وكفاءتهم، واستمر على النهج نفسه، وحفز الموظفين العاملين في الإدارات غير المنتجة إلى النقل إلى الإدارات الفنية التي تعاني من النقص بل حرص على تحقيق قدر عالٍ من التنمية البشرية، واستثمر العنصر البشري بابتعاث الموظفين إلى الخارج لاستكمال الدراسة البحرية والأكاديمية ونيل الشهادات العليا لرفع كفاءة العاملين.

وكذلك توقيع بروتوكول مع الحرس الوطني لتدريب منتسبيه على الأعمال الإنشائية، الرافعات الجسرية والونشات والمعدات الثقيلة، تحسباً لأي طارئ قد يحدث مستقبلاً.

- هؤلاء المسؤولون الذين يجب الاحتذاء بهم وليس الحمقى المدعين الذين لا يفقهون ما يقولون.

فالأحمق هو الإنسان غير المحنك وقليل النباهة يتصف بالضعف والسذاجة والجهل، والنخبوي هو كل من يجمع بين العلم والصلاح ويكون محباً لكل ما فيه الخير للوطن والمواطن.

ختاماً،

رحم الله أبطال التحرير ورموز الوطن

الشيخ / جابر الأحمد الصباح

الشيخ/ سعد العبدالله الصباح

الشيخ / صباح الأحمد الصباح

الشيخ / فهد الأحمد الصباح

الشيخ / سعود الناصر الصباح

وشفى الله الشيخ / جابر خالد الصباح، ولن ننسى شهداءنا الأبرار، من رجال وشباب، ونساء وفتيات، وما قدموه من تضحيات جليلة للوطن العزيز، سائلين الله عز وجل، بأن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء.

كم يا اغسطس كنت قاسياً

وكم يا فبراير كنت حانياً

- بالوحدة الوطنية والحرص على تكاتفنا وتعاوننا في ما بيننا، والسعي نحو العمل الجاد تظل الكويت منارة الخير بحكامها وشعبها الوفي.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي