No Script

أبعاد السطور

الجزء السفلي من وجه بوتين

تصغير
تكبير

استفزتني فكرياً لكتابة هذا المقال صورة غلاف مجلة TIME الأميركية العالمية في نسختها للأسبوع المنصرم، حيث وضعت صورة للزعيم الروسي بوتين يبدو فيها نصف وجهه العلوي، وفي النصف الآخر السُفلي من الوجه يقاسمه الأنف والشنب والفم الزعيم النازي هتلر! ولا شك أن هذا التصميم لغلاف المجلة المذكورة هو تصميم جاء على الجرح.

الزعيم بوتين أعلن الحرب على أوكرانيا واجتاحها وقتل ناسها وشردهم، وحرق أراضيها ودمر مرافقها، كل هذا من أجل أن أوكرانيا أرادت أن تبني وتُنمي نفسها في كل الميادين بعيداً عن الهيمنة والغطرسة والطمع والطغيان الروسي، وذلك عبر التحاقها وانضمامها للدول الأوروبية عسكرياً وصناعياً وعلمياً واقتصادياً، مثلها مثل العديد من الدول التي كانت من ضمن دول الاتحاد السوفياتي الذي تفكك في عام 1991 ثم أصبحت الآن ضمن حلف الناتو.

بوتين وهتلر بنفس القلب الدموي، وبنفس الطموح التوسعي، وبنفس العنجهية والغطرسة، ومثلما كان هتلر يجتاح أراضي جيرانه من الدول بلا أعذار حقيقية كذلك بوتين اعتاد على اجتياح الأراضي الأوكرانية، وجعلها تحت تهديد السلاح النووي أراضي روسية! كما فعل في جزيرة القرم الأوكرانية التي احتلها في عام 2014 وهي لا تزال تحت سطوة الروس!

ولقد صرّح بوتين قبيل فترة، أن أوكرانيا تابعة للإمبراطورية الروسية ولا بد أن يتم استرجاعها ولو كانت دولة مستقلة ذات سيادة، وتصريحه هذا يدل على أطماعه السياسية المبيتة ضد أوكرانيا، وعدم احترامه للسياسات الدولية والقوانين العالمية.

لقد اعتادت أوكرانيا على التدخلات الروسية الدائمة بالمناطق الشرقية التابعة لها، المقابلة للحدود الروسية، حيث إن بوتين يدعم المتمردين الانفصاليين الأوكرانيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، لكي يكونوا لعبة في يده وسكيناً في خاصرة أوكرانياً، حيث إن آخر دعم من بوتين للانفصاليين كان في تاريخ 21 فبراير 2022، وهو اعترافه باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا كجمهوريتين مستقلتين!

ليس هناك دولة ولا شعب على وجه الأرض يرضى بالذّل، وبوتين يريد أن يجعل أوكرانيا وشعبها في ذُلّ دائم، وأظن أن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا هذه الأيام ستكون حرباً سوف يخسرها بوتين، لأن هذه المرّة الأوكرانيون لم يتركوا وحدهم كلقمة سهلة في فم الدب الروسي، بل إن هناك دولاً أخرى عُظمى ودولاً صديقة لأوكرانيا سوف تقوم بنصرتها أمام الطغيان والظلم الذي اعتاد بوتين أن يعاملها به.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي