No Script

«ثقافة الشركة» أسهمت في نجاحها

«غوغل»... صعود صاروخي لا يخلو من انتقادات وتشكيك

تصغير
تكبير

- الشركة توفر لموظفيها أفضل بيئة عمل بامتيازات لا تمنحها غيرها
- دعاوى تصف «غوغل» بكيان احتكاري يمد أذرعته الأخطبوطية في شتى مجالات تكنولوجيا المعلومات
- نجاح «غوغل» حوّل اسمها إلى فعل دخل قواميس اللغة الإنكليزية في بريطانيا وأميركا

لكي نقدّر أهمية وجود ظاهرة اسمها «غوغل» في حياتنا الراهنة، ربما علينا أن نتأمل في احتمال أننا سنستيقظ ذات صباح لنجد أن الظاهرة اختفت من الوجود، وأن «غوغل» لم تعد أكثر من ذكرى. مليارات من الذين اعتادوا العيش مع «غوغل»، والتعيّش من ورائها، سيجدون أنفسهم فجأة على قارعة طريق من دون أي علامات ترشدهم إلى مكانهم أو الى أي مكان آخر.

بهذا المستوى من الأهمية أصبحت «غوغل» وذلك خلال ما يزيد قليلاً عن 25 عاماً، وإذا وصفنا اليوم صعود الشركة بأنه كان صاروخياً فلا شك في أننا سنستخدم ذلك الوصف لأننا نفتقر إلى صفة أكثر تعبيراً عن المسار الذي اتخذته الشركة خلال ربع قرن.

كانت بداية المسار عام 1995 عندما خطرت لطالبي الدراسات العليا في علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد الأميركية، لاري بيج وسيرغي برين، فكرة البحث عن طريقة للربط بين صفحات الإنترنت. وأدرك الطالبان الشابان عندئذ أن الطريقة ستكون قاعدة لمحرك بحث جديد، كان أول تطبيق لها هو على موقع ستانفورد الخاص عام 1996. وكما يقول التعبير الإنكليزي الدارج فإن بيج وبرين منذ ذلك الحين لم ينظرا إلى الخلف.

وليس أدل على المكانة التي كانت «غوغل» تكتسبها كأقوى محرك بحث على الإنترنت من أن محرك البحث الأقدم المتمثل في شركة ياهو، سعى للاستحواذ على منافسه مقابل 3 مليارات دولار، ولكن «غوغل» رفضت الصفقة لاعتقادها، كما أشيع، بأن قيمتها تبلغ أكثر من 5 مليارات. والمفارقة الساخرة هي أن القيمة السوقية الحالية لـ«غوغل» وشركتها الأم «ألفابيت» تقدر بـ840 مليار دولار في حين أن شركة فيريزون اشترت «ياهو» عام 2017 لقاء أقل من 5 مليارات دولار! ولعل أفصح تعبير حول الصعود الصاروخي لـ«غوغل» يتمثل في أن اسمها أصبح يُستخدم كفعل، بمعنى (يبحث)، حيث دخل قواميس اللغة الإنكليزية المعروفة في بريطانيا وأميركا.

تطور مذهل

سر هذا النجاح يكمن حسب موقع «بي بي سي» في إدراك مؤسسي الشركة منذ البداية ضرورة لجم الكم الهائل من المواد الموجودة على الإنترنت وتبويب نتائج البحث حسب شعبيتها. ولكن «غوغل» لم تنم يوماً على أمجادها، فربع القرن الماضي يشهد على التطور المذهل الذي حققته من بداياتها كمحرك بحث مبتكر إلى عملاق للتكنولوجيا، وصاحبة أكبر قيمة سوقية بين الشركات العالمية.

وكما هي العادة مع النجاح يأتي الانتقاد والتشكيك، خصوصاً في ما يتعلق بالانطباع الذي يرى أن الشركة تهيمن على السوق بشكل غير منصف وأن هذا يمنحها نفوذاً يمكّنها من تجنب دفع الضرائب المقررة. وهذا يفسر الدعاوى القضائية في المحاكم العالمية من قبل العديد من الحكومات التي ترى في الشركة كياناً احتكارياً يمد أذرعته الأخطبوطية في شتى مجالات تكنولوجيا المعلومات، ويستغل ما يجمعه من معلومات عن المستخدمين لزيادة السيطرة عليهم من خلال الإيهام بأن هذه المعلومات تخدمهم في نهاية المطاف، لأنها تساعد محرك البحث على تقديم نتائج أسرع وأكثر دقة.

ولكن «غوغل» تعتبر أن الجانب الأكبر من نجاحها يرجع إلى ما يعرف بـ «ثقافة الشركة» التي تطبقها على المديرين والعاملين على حد سواء، فهي على سبيل المثال تفخر بأنها توفر أفضل بيئة عمل لموظفيها مصحوبة بمنحهم امتيازات لا تمنحها معظم الشركات الأخرى، مثل تقديم وجبات مجانية للعاملين.

ولا شك في أن النجاح الأسطوري للشركة أدى الى لفت الأنظار إليها، وبالذات من الحكومات، الأمر الذي يضعها بصورة متزايدة على مسار تصادمي مع حكومات بلدان مختلفة. كما أن السهولة الظاهرية التي حوّلت بها فكرة بسيطة نسبياً إلى عملاق تجاري تغري الكثيرين بمحاولة تقليدها.

وينقل موقع «بي بي سي» عن برايان ويزر من مجموعة «بايفوتال ريسيرتش» اعتقاده بأنه ليس من الصعب إنشاء محرك بحث جديد بدليل وجود الكثير منها الآن، كما أنه بإمكان المستخدمين التحول بسهولة الى أي محرك بحث جديد أكثر فعالية. وهذا لا يعني أن «غوغل» مهددة بالأفول، على الأقل خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة، كما يقول ويزر.

1.726 تريليون دولار

بحسب موقع «كومبانيز ماركت كاب»، بلغت القيمة السوقية للشركة الأم لـ«غوغل»، «ألفابيت»، 1.726 تريليون دولار في فبراير الجاري، وهو ما يجعلها رابع أكثر الشركات قيمة في العالم من حيث القيمة السوقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي