No Script

من الخميس إلى الخميس

باقية ما بقيت الشمس

تصغير
تكبير

بعد انتهاء الاحتلال العراقي للكويت قامت قلة من الكويتيين أصحاب الأملاك ببيع ممتلكاتهم في الكويت وإخراجها للخارج.

كان هؤلاء القِّلة يعتقدون أن الكويت لن تتحمل صدمة ما بعد الغزو، باعوا الوطن في أول فرصة؛ واشتروا أملاكاً في أميركا، لأنها برأيهم أكثر أمناً، ومضت السنون واهتزّت أميركا بأزمة الرهن العقاري، وانخفضت قيمة أملاكهم بينما ارتفعت أسعار عقاراتهم التي باعوها في الكويت أضعافاً مضاعفة، إنها الكويت يا سادة باقية ومباركة.

هذه الأيام، نحتفل كلنا بأعياد الكويت، نتذكر كيف مضت علينا أيام الاحتلال وكيف تلاحمنا وتكاتفنا كجسدٍ واحد، ثم نتذكر بعدها كيف نسينا تلك اللُحمة وبدأت بيننا الخلافات؛ وزادت الهواجس حول مستقبل الكويت، وكلما مرّت علينا أعيادنا الوطنية كلما أعادت لنا الأمل وزادت المطالبات بسماعِ أخبارٍ تُطمئن الناس على مستقبل أبنائهم بعيداً عن فتح الخزائن؛ والاعتماد على مصدرٍ واحدٍ للثروة.

في إطلالة صحافية لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في 16 فبراير، شكر هيئة تشجيع الاستثمار المباشر وحثّهم لمزيد من تنوع مصادر الدخل، تنوع مصادر الدخل هي الكلمة السحرية التي هي أكبر هدية لنا في احتفالاتنا بالعيد الوطني وعيد التحرير، كلُنا نتمنى أن نحتفل بعد خمس سنوات بأعيادنا الوطنية وقد تحولت تلك الكلمة المهمة إلى واقع، واقع يجعل البترول واحداً من مصادر دخلنا وليس أغلبها، بهذا تُدار الكويت بالطريقة الصحيحة.

هدية عظيمة قدّمها سمو ولي العهد للشعب؛ وما علينا إلا أن نتفاعل معها؛ وتبدأ المؤسسات المعنية بوضع الإستراتيجية والخطط ومؤشرات الأداء وتحدد بدقة الأهداف والتاريخ الزمني من أجل تفعيل تلك التوصية، لا نتمنى أن نتكاسل في مثل هذه التوصيات، فهي فرصةٌ لو ضاعت سيكون ثمنها غالياً جداً، هذا هو الفرق بين شعبٍ وشعب، شعبٌ يعلو وشعب يموت. الكويت باقية ما بقيت الشمس تشرق من شرق الأرض، إنها بلدنا التي نعشقُ ترابها ونرضى منها بالقليل، وتحمل عنا في صدرها أوزارَ الغربةِ، وتحمينا من حزن الضياع وقلة الحيلة وضياع الكرامة، وطني الكويت سلمت للمجد.

يا شبابنا آمنوا بالوطن، فهو لكم كل شيء، لا تَدَعوا أحداً مهما كان أن يُفقِدَكُم ثقتكم بالكويت، ومهما أفسد المفسدون، أو تعالت أصوات المُغرضين، أو ازداد عدد الظالمين فهم بالنسبة للكويت مجرد غُثاء يطفو فوق بحرها سرعان ما تتخلّص منه عند أول شاطئ لتدفنه فيه.

الكويت ستبقى وستعلو، وكما خسِرَ الرهان من باع أملاكه بعد الغزو؛ سيخسرُ كلّ من شكّك فيها، وسيربحُ من آمن بها وعمل من أجلها وأخلص في عطائه لها، ستبقى بلادي دُرّة البلدان، وأجمل الأقطار، وسيبقى قلبي يَرجِف بحبها؛ وعيني تدمعُ لرؤيتها كلما أقبلتُ بعد سفر وعُدتُ بعد غربة، إنها الكويت وطني الخالد، إنها فوقَ كلّ خلاف؛ وأعلى من كلّ هاجس وأسمى من كل صراع. وطني الكويت سلمت للمجد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي