ديرةٌ جميلة هواؤها عذب، ننشد إلى تربتها ونستظل بظلالها، نسكن في هدوئها ونتلذذ بسكينتها، أرواح أهلها سُور لها يدافعون عنها في وقت المِحن.
الأيام تشهد والمواقف تحكي والمشاهد تقول:
«يا بو سالم عطنا سلاح»
هذا هتاف أهلها يوم أن اعتدي عليها.
ما أجمله من قول، قولهم لأميرهم الشيخ/عبدالله السالم، طيب الله ثراه.
كلهم خرجوا لاستقبال الشيخ/صباح السالم، طيب الله ثراه، وهو يقول لهم:
كلي بكلك ممزوج ومتصل
والنائبات التي تؤذيك تؤذيني
هكذا أنشد الكويتيون إلى أرضهم ودافعوا عنها بكل ما يملكون، فسمّاهم أميرهم الراحل الشيخ/ جابر الأحمد الجابر الصباح كويت الأسرة الواحدة.
هكذا أهل الكويت... إنهم يدافعون عنها بكل ما يمتلكون بالسراء عن طريق العمل والجد والاجتهاد والمثابرة، وفي الضراء يبذلون النفس والنفيس من أجل بقائها.
ما أجمل الكويت، وما أبهى معانيها وما أحسن تراثها وإشارات أهليها.
ونحن اليوم نستذكر عيدنا الوطني الواحد والستين.
نستذكر كل خير وعمل دؤوب ونظرات مفعمة بالأمل وأيدي قوية تعمل على إعمال العمل.
ونستذكر الذكرى الواحدة والثلاثين من الغزو العراقي الآثم على تربة هذه الأرض الطيبة، نستذكر البواسل من أبناء الوطن الذين دافعوا عن تربته بكل ما يملكون، ونتذكّر الشهداء الذين ذهبت أرواحهم فداء ودفاعاً عن أمهم الكويت.
إنهم أكرم منا جميعاً، أحياء عند ربهم يُرزقون وإن دماءهم لتنمو أزهاراً يانعة تنثر عبيراً كله إصرار وعزيمة وشجاعة وإخلاص.
ما أجمل وطن الخير، وديرة الآباء، القلوب مغمورة بالحب لهذا الوطن الرائع.
كلما تقدمت الأيام ازدادت القلوب حباً لكويتنا العزيزة.
رحم الله الدكتور/ عبدالله العتيبي يقولون لي لماذا تحب الكويت؟ لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟
فقلت: اسألوا البحر عن موجه
وقلت: اسألوا الفجر عن نوره
وقلت: اسألوا الطير عن وكره
وقلت: اسألوا الورد عن عطره
إذا ما عرفتم لهذا جواباً عرفتم لماذا أحب الكويت...
عاشت ديرة الشموخ.