No Script

ابعاد السطور

النائب زكي قِدرة!

تصغير
تكبير

لست ضد الحكومة على طول الخط، وكذلك ليس بيني وبينها عقد اتفاق ينص على أن أمتدحها وأُصفق لها 24 ساعة، فإن أحسنت الحكومة بقراراتها التي تخدم المواطن شكرتها كما ينبغي، وإن أساءت بقراراتها هاجمتها بالرأي كما ينبغي دون حقد أو كراهية، لذا أنا في هذا المقال أقول بالفم المليان:

(شُكراً يا حكومة)، نعم شُكراً للحكومة لأنها لم تحضر الجلسة الخاصة التي عُقدت يوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير 2022، لمناقشة تقرير لجنة الشؤون الداخلية والدفاع، في شأن الاقتراحات بقوانين لتعديل القانون رقم 27 لسنة

2016 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 35 لسنة 1962 في شأن انتخابات أعضاء مجلس الأمة، وهي «إلغاء عقوبة المساس بالذات الإلهية والأنبياء والذات الأميرية من قانون الانتخاب، والاكتفاء بالعقوبات المنصوص عليها في التشريعات الأخرى».

وشكري هذا للحكومة لأنها لم تتعاون مع النواب في تشريع قوانين تسمح وتُسهل التعدي على الذات الإلهية والأنبياء والذات الأميرية في قانون الانتخابات، رغم أن المساس بالذات الإلهية والأنبياء والذات الأميرية أمر لا يُقبل من أحد في جميع الأحوال مُطلقاً، وليس فقط في ما يتعلق بشؤون الانتخابات أو أي أمر دنيوي آخر.

ومن وحي تلك الجلسة البرلمانية التي كانت يوم الثلاثاء 15 فبراير 2022 والتي لم يكتمل نِصابها، لفت نظري حال بعض النواب في تعاملهم مع تلك الجلسة، الأمر الذي يجلب للمواطن الدهشة والضحك معاً (!) حيث إن بعض النواب مواقفهم في ما يخص (قانون المسيء) وبعض المواقف الأُخرى في داخل البرلمان رمادية ومتبدلة (!) وكأنهم لا يملكون رأياً ثابتاً ولا منهجاً واضحاً، ولا يملكون من أمرهم شيئاً، وحالهم هذا ذكرني بحال المعلم (زكي قِدرة) الذي لعب دوره الفنان عادل أدهم في فيلم (حكمتك يا رب)، يوم أن داهمته الشرطة ليلقوا القبض عليه هو وبقية العاملين في المسلخ ليلاً بحضور سيدتهم صاحبة المسلخ التي لعبت دورها الممثلة سناء جميل، حيث قال له الممثل حسين فهمي، ضابط المباحث في الفيلم، بأنه هو مصدر كل المشاكل، فرد عليه زكي قِدرة وقال: «أنا بريء يا سعادة البيه، هي المعلمة وإحنا كلنا صبيانها، ادبح يا زكي قِدرة... يدبح زكي قِدرة، اسلخ يا زكي قِدرة... يسلخ زكي قِدرة».

في نهاية المقال، اللهم سهل لنا أمر اختيار نواب يمثلوننا في البرلمان لا يتبدلون ولا يتلونون ولا يشبهون زكي قِدرة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي