زملاء الوسط الفني في المشهد الأخير: رحمه الله لم يؤذِ أحداً
ثرى الكويت احتضن... «حبيب الجميع» جاسم عباس
الخلوق، حبيب الجميع، لم يؤذِ أحداً في حياته...
كثيرة هي الصفات التي أجمع عليها محبو الفنان الراحل جاسم عباس الذي ووري جثمانه الثرى، أمس، في مقبرة الصليبخات، بعد أن غيّبه الموت، أول من أمس عن 52 عاماً في المستشفى الأميري، إثر تعرّضه لارتفاع في السكري أدى إلى تسمّم في الدم، تاركاً خلفه سيرة طيّبة عطرة.
وشهد مراسم التشييع حشد غفير من المعزين، حرصوا على وداع عباس الذي بدأ مشواره الفني فوق خشبة المسرح عام 1982 بأعمال متنوعة، أبرزها «افتح يا سمسم»، «الحبوبة»، «أليس في بلاد العجائب»، «وندي»، و«القطاوة»، إضافة إلى كواليس المسلسلات التلفزيونية مثل «إلى الشباب مع التحية»، «عيال قرية»، «جلثم وميثة»، وآخرها «محمد علي رود» في جزئه الثاني الذي كان يواصل تصوير مشاهده تمهيداً لعرضه في الموسم الدرامي المقبل، إلى جانب إطلالته بفيديو كليب مع الفنان راشد الماجد لأغنية «في أمان الله» في العام 1994.
وقد تقدّم مشيعي عباس من الوسط الفني كل من داود حسين، عبدالله غلوم، عبدالعزيز الحداد، فيصل العميري، علي الحسيني، يوسف البغلي، عماد العكاري، عبدالعزيز الصايغ، محمود بوشهري، حسين المهدي، عبدالله عبدالرضا، نصار النصار، المغني جاسم محمد، عصام الكاظمي، هاشم مرزوق، الإعلامي خالد الراشد، المخرج حسين دشتي، المخرج هاني النصار وغيرهم، إضافة إلى أفراد عائلته وعدد من أصدقائه.
«مخلص ومؤدب»
«الراي»، التقت عدداً من زملاء الفنان الراحل خلال التشييع، وكانت البداية مع الفنان عبدالله غلوم، الذي قال: «عملت معه في أربعة أعمال (مسلسل واحد وثلاث مسرحيات)، وأعرفه منذ أن كان في التاسعة من عمره. كان مخلصاً ومؤدباً، وقد كانت له مَعزّة خاصة عندي واحترمته كأنه ابني، واليوم لا نطلب له سوى الرحمة».
«صديق عمري الذي لم يؤذِ أحداً»
من جانبه، قال الإعلامي خالد الراشد: «أطلب منكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لصديق عمري الذي لم يؤذِ أحداً طوال حياته، ولم يشتكِ منه مخلوق. وصحيح أن الدنيا (صفعت فيه يمين يسار)، لكنه كان قوياً لآخر يوم من عمره، (خليتني ورحت يا جاسم)».
«لم نرَ منه سوى كل خير»
بدوره، تحدث الفنان داود حسين، قائلاً: «لا نملك كبشر سوى الدعاء، ويشهد الله أننا لم نرَ منه سوى كل خير، لقد كان دائماً مبتسماً محباً صديقاً للجميع، ناشراً بيننا طاقته الحلوة. الموت حق علينا، وقد جئنا موقتاً لهذه الدنيا ثم بعدها سنرحل إلى دار الخلود، وقد سبقنا جاسم إليها وأدعو الله أن يكون في جنات النعيم، وأن يصبّر أهله وكل محبيه».
«حبيب خلوق»
أما الفنان هاشم المرزوق، فقال: «عظّم الله أجرنا وأجر كل محبي الراحل، لقد كان صديق عمري ورفيق دربي في كل مشواره (مو يوم أو سنة)، كان إنساناً حبيباً خلوقاً (وما في أحد بالكويت ما يحبه)، الله يرحمه ويغمّد روحه الجنة».
«ترك أثراً كبيراً»
ونعى الفنان حسين المهدي جاسم عباس بقوله: «عظّم الله أجر ذوي الراحل وأسكنه فسيح جنانه، لم نعرف منه سوى الابتسامة والطيبة والتواضع، كان خلوقاً والبسمة لا تختفي من على وجهه دائماً، ترك أثراً كبيراً في الوسط الفني ولن ننساه كونه مرتبطاً بطفولتنا ومراهقتنا، ومنذ صغرنا ونحن نتابع أعماله، كما لم نعتد سوى أن نناديه بالغالي والطيب والحبيب بوحَمّود».
«مُصاب جلل»
وذكر فيصل العميري: «لا أعلم ماذا أقول، هذا مُصاب جلل، مثواه الجنة بإذن الله، وتعجز الكلمات عن وصف خلقه وأخلاقه، الذي لم يزعل مخلوق منه. لا تسعفني الكلمات سوى اللهم يرحمك يا بومحمد ومثواك الجنة إن شاء الله».
«كان أخي وأبي»
أما شقيقه عبدالوهاب عباس، فقال: «هو أخي وأبي، هو كل شيء بالنسبة لي».
«الإعلام» ناعية عباس: رحلة عطاء ممتدة
نعت وزارة الإعلام الراحل واصفة إياه بـ«أحد نجوم الساحة الفنية وفنان الزمن الجميل» ويُعد أحد النجوم الذين قدموا إسهامات بارزة للأعمال الفنية الكويتية، وشارك في العديد من الأعمال الفنية، لاسيما الموجهة للطفل.
ونقلت الناطقة الرسمية باسم الوزارة أنوار مراد تعازي ومواساة وزير الإعلام والثقافة الدكتور حمد روح الدين إلى أسرة الفقيد والأسرة الفنية، داعياً المولى أن يُسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.