No Script

في سابقة فريدة استطاع علاجهم من «سرطان جذيعات الشبكية»

فريق طبي كويتي يبلسم أوجاع الأطفال... من «المرض الخبيث»

تصغير
تكبير

- تشكيل الفريق تم في ظروف طارئة مع بدء الجائحة
- طفل واحد من بين 17 ألف مولود يصاب بهذا المرض
- تشخيص وعلاج 10 أطفال أعمارهم بين 3 أشهر حتى سنتين

كونا- استطاع فريق طبي كويتي أن يبلسم أوجاع عدد من الأطفال من المرض الخبيث (سرطان جذيعات الشبكية)، حيث آلى على نفسه إلا أن يلفهم بحنانه ورعايته، رغم كل الصعاب وصولاً إلى مرحلة الشفاء، وشكل حالة إنسانية وطبية بكل معانيها ومعاناتها، لتثبت أن الكويتيين مثال يحتذى في إثبات الإرادة رغم صعوبة التحديات.

ففي وقت تحيي دول العالم اليوم الثلاثاء اليوم العالمي لسرطان الأطفال والتضامن معهم تبرز تجربة تستحق الإجلال والتقدير أبطالها فريق كويتي متخصص بعلاج سرطان (جذيعات الشبكية) عند الأطفال والرضع كون نفسه بنفسه وضرب مثالاً في رعاية وبلسمة أوجاع فلذات الأكباد بعد مراحل مكثفة من العلاج والجراحات الدقيقة والفحوصات الروتينية مسجلين تجربة مُثلى لم تسمح بخطف طفولتهم بل أثبتت أن الإيمان بإرادة الحياة وخالقها كفيل بانتصار الأمل.

وكانت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) السبب في ما حققه الفريق من نجاح خصوصاً أنه تم تشكيله في ظروف طارئة مع بدء الجائحة في فبراير 2020 وإغلاق المطارات الذي حال دون سفر الأطفال المرضى إلى الخارج لتلقي علاجهم أو استكماله.

وقال رئيس مركز البحر للعيون ورئيس مجلس أقسام العيون واستشاري طب وجراحة العيون الدكتور عبدالله البغلي، إن تشكيل فريق طبي لعلاج هذا النوع من السرطانات الخطيرة يعتبر سابقة طبية فريدة من نوعها وإنجازاً كبيراً يحسب لوزارة الصحة ودولة الكويت ويرفع اسمها في المحافل الطبية الدولية.

ومن جانبه، قال رئيس الفريق ورئيس وحدة الحول للأطفال في مركز البحر للعيون الدكتور عدنان الوايل «قمنا بتشكيل فريق متكامل بظروف دقيقة جدا ليضم جميع التخصصات المطلوبة كعيون الأطفال وجراحة الشبكية ومحجر العين وأطباء أورام الأطفال وأطباء الأورام والعلاج الإشعاعي إضافة إلى أطباء أشعة المخ وأعصاب الأطفال وأطباء في علم الجينات لعلاج وتشخيص الحالات الجديدة إضافة إلى متابعة المرضى الذين كانوا قد تلقوا علاجهم في الخارج ما قبل جائحة كورونا».

من ناحيتها، قالت الدكتورة آلاء العلي المكلفة متابعة عمل الفريق، إن مرض سرطان جذيعات الشبكية يعتبر من أخطر أنواع الأورام السرطانية التي تصيب خلايا شبكية العين للأطفال إذ تنمو هذه الأورام بسرعة فائقة مبينة أن عدم تشخيصها المبكر والتأخر بعلاجها قد يؤديان لفقدان حياة الطفل.

وأضافت العلي وهي من أولى الطبيبات الكويتيات الحاصلات على التخصص النادر بجراحة الشبكية والسائل الزجاجي وعيون الأطفال والحول أن الفريق تولى تشخيص وعلاج 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر حتى سنتين إضافة إلى الأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج بالخارج وجميعهم في مراحل متقدمة من العلاج.

بدوره، قال رئيس (الوحدة سي) في قسم العلاج الإشعاعي والأورام بمركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور أحمد بوشهري لـ (كونا) إن هناك تقدماً كبيراً في تقنيات وأساليب العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان جذيعات الشبكية وأغلب الحالات التي تتطلب تدخل العلاج الإشعاعي هي الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للجراحة والعلاج الكيماوي.

وأضاف بوشهري أنه«في الآونة الأخيرة تم علاج حالة متقدمة لطفلة بالعلاج الإشعاعي المتقدم ولله الحمد حالتها مستقرة ولم تعد توجد أي علامات وآثار للمرض».

من ناحيتها، قالت استشاري أشعة مخ وأعصاب للأطفال في مستشفى ابن سينا الدكتورة فاطمة دشتي إنه يتم تشخيص ومتابعة حالات الأطفال بواسطة الرنين المغناطيسي فقط ولا يتم عمل أشعة مقطعية لئلا يتعرض الأطفال للأشعة.

يذكر أن سرطان (جذيعات الشبكية) ورم سرطاني سريع النمو يصيب خلايا شبكية العين عند الأطفال فقط وكثيراً ما تكون أمراض الأطفال مختلفة جداً عن الأمراض التي تصيب عيون البالغين علما أن طفلا واحدا من بين 17 ألف مولود يصاب بهذا النوع من السرطان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي