No Script

«الراي» جالت على بائعي الورد واستطلعت آراء المشترين

«Valentine's Day»... «دبدوب» ووردة حمراوان لا يكفيان

تصغير
تكبير

الحب، وما أدراك ما الحب... هو الشعور الذي إن أصاب سهمه القلب عاش صاحبه متيماً، حتى أصبح عاشقاً يرى الدنيا جميلة، تشّع بأنوار البهجة والسعادة، وبأنغام ترقص عليها طيور الحب، وبأيام شموعها لا تنطفئ محتفلاً العشاق طوال سنين العمر.

هكذا هو الحب، الذي يصادف «عيده» يوم 14 فبراير، والمعروف عند المحبين بيوم «Valentine's Day» الذي له حالة خاصة يتبادل فيه كل محب الورود والهدايا، إضافة إلى الخروج في أجواء هادئة ورومانسية تحت أضواء الشموع.

«الراي» واكبت أجواء الاحتفال، واستطلعت آراء الناس، كما زارت بعض محلات الزهور والهدايا لمعرفة كيفية الاستعداد لهذا اليوم، وإن كان الحب مرتبطاً بالقيمة المادية، وهل يعتبر الورد أو «الدبدوب» الأحمر كافيين للتعبير عن الحب؟

هدايا... غالية الثمن

البداية كانت مع شيخة جمعة، التي تريد حباً حقيقياً كاملاً، فقالت: «تقديم الورد الأحمر في يوم الحب ليس كافياً، فالحبيب لابد أن يثبت لحبيبته أنه يحبها كثيراً ويقدم لها الهدايا غالية الثمن، مثل شقة أو سيارة. أما سبب تبادل العشاق للورد الأحمر تحديداً، لأنه لون الحب والعاطفة والرومانسية ولون الإغراء والمغامرة، وتأثيره سريع على نبضات القلب. أما الألوان الأخرى من الورود، فلا أفضلها في هذا اليوم. في النهاية، أرى أن الحب مرتبط بالقيمة المادية والمشاعر الحقيقية».

من جانبها، ترى الجازي السنافي أن الهدية هي ما يُقدم لشخص ما إكراماً وتقديراً، وأضافت: «هو تعبير عن الحب، وفي نظري لا يحتاج إلى تكلف، وشخصياً أرى أن الهدية تكمن في رمزيتها حتى لو كانت كلمة طيبة صادقة نابعة من القلب. في النهاية، هو شعور وإحساس متبادل، كما يختلف مفهوم الهدية من شخص إلى آخر، فبعض النساء يفضلن الهدية الثمينة كالذهب والمجوهرات والماركات، والأخريات يفضلن الرمزية كالزهور».

وأردفت: «من وجهة نظري، الحب هو شعور وإحساس، فكيف يُربط بالماديات! ومن يربط مشاعره بالماديات، فهو شخص لا يعرف المعنى الحقيقي للحب اللامشروط. والحب ليس حبيباً وعاشقاً فقط وما نراه في الأفلام، بل هو أشمل من ذلك... هو بمعناه السامي الذي يجعلك تشعر بالحياة والذي يدفعك للنجاح والتضحية ومواساة أحبائك ورعايتهم، والذي يضفي معنى للحياة التي نعيشها ويجعلنا بشراً أفضل وأسمى».

أما أسرار العلي، التي رفضت أن تحصل على هدية دب أحمر، فقالت: «لا أرى مانعاً من احتفال الناس بعيد الحب لأنه يوم ومناسبة ممكن أن يفرح بها الشخص و(يتدلع) ويهدي أيضاً من يحب في حياته. نحن كل يوم من أيام السنة نعيش الحب، لكن 14 فبراير هو يوم مميز ونحصل فيه على الهدايا».

وعن نوعية الهدية التي تفضلها، قالت: «بالمختصر المفيد (دب أحمر لا، ومرفوض)، وأكيد أنني سأكون سعيدة لو حصلت على هدية كانت بخاطري مهما كان ثمنها، ويكفي أن الشخص قد تذكرني وأرسل شيئاً ما».

وفي ما يخصّ الورد الأحمر، قالت: «شخصياً لا أحب الورد الأحمر، في حين شدني الأبيض والأصفر، ويمكن على الصعيد التجاري أن يكون يوم الحب قد ارتبط مع كل شيء لونه أحمر، وفي النهاية يعود الأمر لما يحبه المرء».

وفيما أكدت هيا السند أنها ليست مع أو ضد الاحتفال بعيد الحب، رأت أنه «أمر جميل أن تتذكر أحباءك وتعطيهم الهدايا كنوع من التقدير. وبالنسبة إليّ، أرى أن الهدية ليست بقيمتها (مو شي مادي)، بل أمر معنوي، ومهما كانت يكفي أن الطرف الآخر قد تذكرني. كما أنه ليس شرطاً أن تكون الوردة حمراء اللون، لكنه أمر اعتدنا عليه بأنه يرمز إلى الحب، في النهاية هو أمر عادي (مو غلط أختار ألوان ثانية)».

ورأى عبداللطيف العباسي، أن تقديم الورد كهدية للتعبير عن الحب قد يكون محبباً لدى بعض العشاق مع لحظات رومانسية هادئة وخروج للتنزة ولتناول العشاء في ضوء الشموع. وأضاف: «في المقابل، هناك من الزوجات من يفضلن الحصول على هدايا غير الورد الأحمر، ومنهن من تكتفي بالخروج وتقديم التهنئة والاحتفال معاً ليتجدد الحب بين الزوجين».

وأردف: «الحب يتنوع مع تنوع العاشقين، وله ارتباط مادي مثلما له ارتباط بالمشاعر. لذلك، نجد أن المحبين عليهم أن يتنوعوا في تبادل الهدايا، إذ أحياناً يقدم كل منهما للآخر وردة أو مشاعر حقيقة وثقة متبادلة، وأعتقد أن هذه هي أغلى أنواع الهدايا بين كل اثنين يحبان بعضهما».

الورد... سوق نشط

قالت مريم جاسم، وهي صاحبة أحد محلات الزهور: «عادة، نبدأ بالاستعداد في وقت مبكر للاستعداد لهذا اليوم من خلال عمل أفكار جديدة ومميزة، كما نقوم بشراء الورد الأحمر الذي يكون عليه الطلب الأكبر، فالزبائن يفضلونه لأنه يعبر عن السعادة وهو من الألوان القوية المحفزة لمشاعر الحب، وبرأيي لا مانع باختيار ألوان أخرى غير الأحمر في عيد الحب على حسب رغبة الزبون».

وتابعت: «الاحتفال لا يقتصر على فئة عمرية محددة، والوردة الحمراء قد تكون كافية للتعبير عن الحب من دون تقديم هدية أخرى ثمينة، وهذا يعتمد على طبيعة رغبة المرأة كونها في بعض الأحيان تكتفي بالورد، وفي أحيان أخرى تريد هدية مع الورد»، مردفة: «الحب مرتبط بالقيمة المادية والمشاعرالحقيقية، لذلك لابد ألا يكون المحب فقيراً بالمشاعر ولا فقيراً مادياً».

من جانبها، اعتبرت فاطمة سلطان المرزوقي، صاحبة محل ورد، أن «الورد أو الهدية مهما كانت قيمتها، لا تعبر عن الحب، إذ لا يوجد شيء يعبّر عن ذلك أكثر من صدق المشاعر والعطاء، ودائماً يقاس الحب بالأفعال والرقي بالتعامل ومُداراة الطرف الآخر».

وعن ارتباط الحب باللون الأحمر قالت: «الورد الأحمر وعلاقته بالحب هو معتقد إغريقي قديم، وتداوله الغرب، أما عند العرب، فاللون الأحمر يدل على القوة والخطر والجمال. وفي الحالتين، الحبيب دائماً يرى من يحب جميلاً، لذلك اتفق العالم على أن الأحمر يمثل الجمال والحب»، مردفة: «أما الوردة السوداء فهي من أغلى الزهور بالعالم، وفيما إن كان لونها أصفر أم أحمر أو حتى أسود، فهو يرجع بالأخير إلى ذوق الشخص، وهناك العديد من زبائني اختاروا زهوراً غير الجوري وألواناً غير الأحمر لأن الطرف الآخر يحب هذه الألوان والأنواع».

وبسؤالها عن نشاط سوق الورد، قالت: «هو نشط، لأن البعض يعتبره نوعاً من أنواع (البرستيج)، ومع انتشار المنافسة وتعدد الأذواق وسهولة البحث في الإنترنت و(السوشيال ميديا)، أصبحت الغالبية تعمل كمصمم ومنسق للزهور، ما زاد من نشاط البيع».

إقبال... على الدب الأحمر

أكد أحمد، وهو مدير أحد محلات الألعاب الكبرى، أن نشاط سوق بيع الدببة، لا سيما الوردي «بات نشطاً جداً، وكثير من الزبائن يرغبون في الحصول عليه لتقديمه كهدية، وهو أفضل من الموسم الماضي بكثير جداً، وتشعر بأن الناس أصبح لديها الطمأنية في شراء الهدايا المتعلقة بعيد الحب».

أما دريد السبسبي، مدير أحد محلات الهدايا والألعاب الكبرى، فقال: «السوق ليست كما كانت في الماضي، والإقبال ضعيف مقارنة بما قبل جائحة كورونا. لا أعلم هل الناس لم يعودوا يحتفلون بعيد الحب، أم أنهم تخلوا عن شراء الدب الأحمر. وحالياً، الإقبال الأكبر هو على شراء الدب ذي الحجم الكبير جداً الذي يصل طوله إلى مترين وسعره 50 ديناراً كويتياً. أما الدببة الأخرى صغيرة الحجم، فالإقبال عليها بسيط رغم أنها مغلفة ومعقمة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي