وجع الحروف

الدكتور العجيري رحمة الله عليه!

تصغير
تكبير

عظم الله أجر الجميع بفقيد الكويت الدكتور صالح العجيري، وألهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والسلون، وإنا لله وإنا إليه راجعون... نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

الدكتور صالح العجيري، الرئيس الفخري للنادي العلمي، حيث يوجد مرصد العجيري الذي تعلم على يديه الكثير.

كان عالم فلك يمتلك العلم والمعرفة، ويتميز بشخصية متواضعة، وحتى بعد بلوغه سن 100 عام كان يقول «ما زلت أتلقى العلم»، وهنا تبرز قيمة العلم ومستجداته لدى العالم.

إنها دورة الأيام و«إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب». نتابع مع مرور الأيام الأخبار... شخص يولد باكياً وحوله الناس فرحون، وشخص يموت وحوله أناس تبكي على فقدانه حزناً... والكيس من اتعظ.

ما بالنا في هذه الحياة الدنيا لا نتعلم من الدروس، ونعد العدة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ويبقى العمل الصالح.

وفي هذه المناسبة نرى مثالاً لعالم جليل وغيره الكثير ممن أحزننا فقدانهم، تركونا ووراءهم بصمة وأعمال خير صالحة: فلماذا لا نتعلم؟ أستغرب من أحبتنا أشد الاستغراب، فكم من فرد امتلك علماً ومعرفة وثقافة صالحة لا يجد مكانه الصحيح سواء في الجانب العلمي والبحثي أو حتى الوظائف بمختلف مستوياتها بما فيها القيادية والإشرافية.

تجاهلنا لأصحاب الهمم والكوادر الطيبة السمعة هو أقصر طريق لفقدان الإنتاجية والتنمية بشقيها الاقتصادي والبشري.

وتجاهل البعض لمصدر رزقه كان حلالاً أم حراماً لا يفلته من الحساب أمام رب عادل، لا تغيب عنه صغائر الأعمال، ولنا في قوله تعالى «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره»! لن ينفعك مثقال ذرة من كبر أو تعالٍ أو تحيز لفئة دون أخرى أو ظلم أو تجاوز... فكل شيء ستحاسب عليه.

لنتعظ من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت»، فملذتك في الحياة الفانية إما أن تكون عن طريق الحلال أو الحرام... ولك في كثير من الناس قد غابوا وما زالت سمعتهم حية بيننا وآخرون أحياء لكن سمعتهم ميتة بيننا والخيار لك.

الزبدة: أسأل الله الرحمة والمغفرة للدكتور صالح العجيري، ولجميع موتى المسلمين. أحبة لنا فقدناهم وما زلنا نتذكر عطاءهم وحسن أقوالهم وتدبيرهم للأمور ومنهم تعلمنا الكثير... الله يرحمهم ويغفر لهم.

وهنا أود أن أوجه النصيحة لكل فرد غره بريق الحياة ومغرياتها، وغفل عن «هالك اللذات» أن يتوقف ولو للحظة ليسأل نفسه الأسئلة الآتية:

ـ هل ما تقوم به خير؟ وهل أديت الأمانة الموكلة إليك؟ وهل ما جنيت من مال، حلال مصدره أم حرام؟ ومن ثم ابحث عن الإصلاح لذاتك ولأسرتك ولمجتمعك فأنت مساءل أمام الله عز شأنه... الله المستعان.

[email protected] Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي