No Script

فلسفة قلم

«أصحاب ولا أعز»... ورحلة اليوغا

تصغير
تكبير

الضجة العربية والهجوم الذي حصل على فيلم «أصحاب ولا أعز» لم تكن على المشاهد التي عرضت جانباً ضيّقاً من واقع سيئ موجود عندنا، ولا نستطيع أن ننكره، ولكن الغضب كان بسبب تركيز شخصيات الفيلم على مثل هذا الواقع الضئيل والتصرفات المرفوضة، وتأصيلها وتعميمها على الكل، حتى بدا الأمر أن لا شخصية من شخصيات الفيلم كانت بالنهاية سويّة أو مستقيمة حتى المراهقين.

الأدهى من هذا كله، هو قبول وتقبل ودعم هذه التصرفات الشاذة على أساس انها تندرج تحت حرية التصرف والحرية الشخصية وانها طبيعية، ما معناه انه تم نقل ثقافة غربية بحذافيرها من فيلم إيطالي والقيت في كل بيت ضمن المجتمع الشرقي ومعظمه محافظ، وبالتالي هذه الرسائل السلبية وهذه التصرفات السيئة إذا وصلتني داخل منزلي، وهي تخالف معتقداتي الدينية وثقافتي وأسلوب حياتي، قطعاً ستضرني وتضر اسلوب عيشي.

مثل هذا الشيء ينطبق على رحلة اليوغا النسائية البرية مع فارق التشبيه... فمثل هذه التصرفات التي لها وجود محدود بواقعنا، واحياناً تكون قانونية واهدافها جيدة ومنطقية كالرياضة والتأمل، ومن حق من يرغب بممارستها أن يمارسها، ونعلم ان هناك تصرفات انفتاحية وثقافة غربية أكبر من رحلة اليوغا البرية في الكويت، ولكن الاعتراض هو انه ليس من الحق تأصيلها وتعميمها على أساس انها حرية شخصية ومن اللزوم القبول بها.

المجتمع ككل في أي بلد، اذا لم يحكمه دين، تحكمه ثقافة عيش وطريقة حياة، ومن غير المنطقي وتحت ذريعة الحرية الشخصية التعدي والتمرد على ما هو سائد.

اختصاراً، القاعدة عامة وواضحة وتطبق على أي ظاهرة سلبية أو ظاهرة دخيلة... ومن باب الحرص التذكر، في حال ازيل غطاء الحياء عن المثلية، ماذا ستكون النتيجة؟ وعليه فان (أي عمل أو تصرف قد تصل اضراره من قريب أو من بعيد لشخص غيرك أو يمس حرية معتقد أو طريقة حياة من حولك في مجتمعك الصغير أو الكبير، لا يحق لك انك تشيعه وتعممه وتطلب من المجتمع ان يتقبله تحت غطاء حرية التصرف).

وبالتالي، حتى لو كانت الأهداف جيدة وقانونية، فيجب احترام طريقة عيش الغير، لأن الأفعال التي قد يراها البعض صحيحة، قد يراها البعض الآخر خلاف ذلك، ومن حق المتضرر ان يقول بصوت عالٍ وبكل حرية يجب أن تتوقفوا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي