No Script

من الخميس إلى الخميس

هلمّوا نتغيّر

تصغير
تكبير

من السهل أن نلخص أزمة الثقة في نفوسنا ونغوص في أعماق تاريخنا، لنستشهد ونتهم ونفسر روح الخنوع لدينا تجاه الثقافات الأخرى، لكن نحن نتكلم عن اليوم، وعن شعبنا الخليجي الشاب الذي ما زلنا نفرض عليه بتصرفات مسؤولينا عدم الثقة فيه.

في حياتي مررت بمسؤولين كثيرين في الكويت وفي الخليج العربي، أحد أهم ملاحظاتي عنهم أن عقدة الإنسان الغربي (الخواجة) متمكنة من نفوسهم وبشدة؛ وإليكم أمثلة؛ مسؤول كبير في دولة خليجية يرعى مؤتمراً دولياً، يحرص على لقاء العلماء الغربيين فقط ويدعوهم إلى بيته، رغم أن العلماء الضيوف فيهم علماء كبار أيضاً، ولكنه فقط يختار الغربيين منهم، لم يدعُ أحد أشهر العلماء العرب المشاركين ودعا عاملة في مجال إداري لمجرد أنها غربية!

قبل عقود سمعت مسؤولاً كبيراً في الصحة يخبرني أن أتجنب دعوة الأطباء مهما كان علمهم من غير العالم الغربي، وآخر، كنا نعقد مؤتمراً تحت رعايته ومن التقاليد أن نلتقي به مع الضيوف؛ وقد تم تحديد اللقاء بنصف ساعة وللأسف سافر ضيوفنا الغربيون الخمسة قبل اللقاء؛ وذهبنا للموعد مع أطباء كبار من آسيا والعالم العربي، ما إن دخلنا عليه حتى تغيرت تعابير وجهه واختصر اللقاء بخمس دقائق، وآخر، يجتمع مع الأطباء ليخبرهم صراحةً بأنه يريد دعوة أطباء ذوي عيون زرقاء. وقبل سنوات دخل المشفى مريضٌ من أهل النفوذ وتم طلب طبيب غربي لمعاينة حالته، وما أن حضر الطبيب حتى كانت المفاجأة أنه أحد الأطباء الصغار الذي كان في المشفى الذي تدربت فيه أنا في بلده هناك، الطبيب عرفني وعرفته، انحرج ولم يُعقب ولم يضف شيئاً لتوصيات أطباء الكويت.

تغيّر شعب الخليج؛ وكبر الصغار وأصبحوا نوابغ؛ وما زال مسؤولونا في الخليج يُحسنون الكلام عن الخبرات الوطنية في خطابهم السياسي؛ ويُخفون داخل أنفسهم ثقتهم فقط في خبراء وعلماء الغرب، إلى متى هذه العقدة التي جعلت الحكومة الكويتية تستعين برئيس وزراء بريطانيا ليُعطي تحليلَ واقعٍ وحلولاً لبعض قضايا الكويت، فيقوم الرجل بلقاء الخبراء الكويتيين ويستمع لهم ويخط ما اقترحوه ويسلمه للحكومة ويعود برزمة محبة وغيرها.

إذا قلنا للمسؤولين: إن في الكويت عقول هي الأعلم والأدرى، يقولون: طبعاً، وإذا قلنا لهم: اعتمدوا على أبنائكم، قالوا: أكيد، ولكننا في وادٍ ؛ وهم في وادٍ آخر، هلمّوا نتغيّر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي