No Script

ضمن إستراتيجية المؤسسة نحو تحقيق عوائد مجدية من أموالها غير المستثمرة على المدى الطويل

500 مليون دينار ودائع «التأمينات» بالبنوك... الأدنى في 6 سنوات

تصغير
تكبير

- 7 مليارات سحبتها المؤسسة من ودائعها بـ 2021
- دفاتر بعض البنوك لا تتضمن أي رصيد من هذه الودائع
- هيكلة قطاع استثمارات «التأمينات» بفريق وخبرات استثمارية كويتية
- السحوبات المجدولة أكدت نجاح البنوك في ترتيب سلم استحقاقاتها بعيداً عن المال الحكومي
- «هيئة الاستثمار» لا تخطّط لتسييل أي من ودائعها أقله في المستقبل القريب

علمت «الراي» من مصادر ذات صلة، أن مسؤولي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية نجحوا خلال الأشهر الماضية في خفض نسب الأموال غير المستثمرة إلى معدلاتها المستهدفة، مرجحة أن تكون «التأمينات» سحبت من ودائعها في 2021 نحو 7 مليارات دينار.

وبيّنت المصادر أن «التأمينات» سحبت جميع ودائعها من بعض البنوك، حيث لا يوجد لديها هناك في الوقت الحالي أي أرصدة بخلاف حساباتها الجارية، فيما لا تزال تحتفظ في بنوك أخرى بودائع قصيرة الأجل يقارب إجماليها نحو 500 مليون دينار، مفيدة بأن السحوبات المنفذة شملت جميع المصارف التي تحتفظ لديها بأرصدة ادخارية، وبنسب متفاوتة وصلت في بعض المصارف المحلية إلى 100 مليون دينار، في حين بلغت بأخرى 50 مليوناً.

أغراض استثمارية

وذكرت المصادر أن سحوبات «التأمينات» المنفذة في 2021 جاءت لتغطية أغراضها الاستثمارية المحددة في إستراتيجيتها، وأن ذلك يستقيم مع خطتها الخمسية الحالية، والتي تستهدف تخفيض معدل الأموال غير المستثمرة التي كانت تبلغ نهاية مارس الماضي نحو 4 في المئة، بعد أن كانت تشكل 6.7 في المئة من إجمالي أصول المؤسسة كما في 31 ديسمبر 2020.

ومن الجدير بالذكر أن عملية إعادة هيكلة المؤسسة بدأت مطلع 2017 من خلال إعادة هيكلة قطاع الاستثمار عبر توسعة حجم الفريق الاستثماري وتعزيزه بخبرات استثمارية كويتية لإعادة بناء القطاع ومحفظة المؤسسة الاستثمارية، ووضع إجراءات عمل مؤسسية وفق أفضل الممارسات العالمية، إضافة إلى تقديم الدعم المستمر واللامحدود للسلطات المعنية بالتحري والتتبع لجميع الاستثمارات السابقة، علماً أن الأموال غير المستثمرة كانت تبلغ نحو 42 في المئة من إجمالي المحفظة الاستثمارية للمؤسسة كما في 31 مارس 2016.

مخاطر منخفضة

ونوهت المصادر إلى أن زيادة تركز «التأمينات» استثمارياً على حساب أصولها النقدية يهدف لزيادة عوائدها، إلى الحدود التي تضمن تقليص العجز الاكتواري المحقق، موضحة أن المؤسسة كانت تحصل على فوائد على أموالها المودعة لا تتجاوز 2 في المئة، في حين تحتاج لعائد يقارب 8.5 في المئة، لتفادي العجز الاكتواري الذين يمكن أن تتعرض له بسبب استثماراتها النقدية الكبيرة، علماً بأن العجز الاكتواري يقارب حالياً 6.25 في المئة.

وأفادت المصادر بأن «التأمينات» تحظى بفريق مهني متميز يحرص على اتباع إستراتيجية استثمارية واضحة تهدف إلى تحقيق عوائد مجدية على المدى الطويل وبمعدل مخاطر منخفض وبالتعامل مع أفضل شركات إدارة الأصول، موضحة أنه في حال تذبذب الأسواق، فإن محفظة المؤسسة مهيأة وبشكل متوازن لتخطي الانخفاضات بأقل تأثير، نتيجة تنوع أصولها واتباع المؤسسة سياسة متحفظة في إدارة المخاطر.

ويبدو أن خفض مسؤولي «التأمينات» لنسب الأموال غير المستثمرة لديها إلى أدنى مستوى مسجل في 6 سنوات، لا يعكس نجاح نموذج المؤسسة فحسب، بل يؤكد أيضاً متانة البنوك المحلية في معالجة تحديات السيولة التي نتجت من هكذا سحوبات ضخمة ومجدولة، لا سيما أنها متأتية من جهة حكومية كانت تعتمد عليها المصارف بشكل كبير في ترتيب سلم استحقاقاتها ولسنوات طويلة.

تعديل الأوضاع

وأوضحت المصادر أن سحوبات «التأمينات» الكبيرة تظهر وبوضوح أن البنوك عدّلت أوضاع السيولة لديها، بأدوات جديدة أظهرت كفاءة عالية، من قبيل إصدارها لسندات طويلة الأجل، مستغلة انخفاض أسعار الفائدة في الفترة الماضية، مشيرة إلى أن تحركات البنوك في هذا الخصوص جاءت مبكرة ومنذ أن تلقت من «التأمينات» ما يؤشر على أنها ماضية قدماً في عدم تجديد ودائعها، سواء التي حلت أو شارفت على الاستحقاق.

وقالت «البنوك بدأت منذ فترة في تغيير خططها للسيولة بطريقة تتضمن أكثر من سيناريو يقلل الضغوطات غير المرئية»، مبينة أن أسعار الفائدة على الودائع المستقرة، خصوصاً التي تتجاوز آجالها العام ارتفعت في بعض البنوك إلى 2.5 في المئة، ما يزيد من كلفة الأموال على البنوك، إلا أن استقرار مستويات السيولة يعد اختباراً قوياً نجحت البنوك في تجاوزه.

وحول موقف الهيئة العامة للاستثمار وبقية الجهات الحكومية الأخرى من السحوبات المصرفية، أكدت المصادر أن خطط هذه الجهات بالنسبة لأموالها المودعة مستقرة، وأنه لا يوجد لدى البنوك أي إشارات تخالف ذلك، موضحة أن «هيئة الاستثمار» وحسب اتصالات أخيرة أجرتها مع المصارف لا تخطط لسحب أي أموال من ودائعها، أقله في الفترة القريبة المقبلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي