No Script

بقرادوني يعتبر قبول المبادرة الكويتية مدخلاً لحرب في لبنان وحمادة وواكيم وفتفت يردون: هي خريطة طريق للإنقاذ

تصغير
تكبير

- حمادة: الكلام عن حرب أهلية هروب نحو المزيد من الانحناء أمام طهران والدخول من دون رجعة بمحور الممانعة المشؤوم
- واكيم: لا ننادي بحرب مع «حزب الله» لكنه هو مَن يأخذ البلد نحو حروب خارجية وربما داخلية
- فتفت: التهديد بحرب أهلية يعني الاستسلام المطلق لسيطرة السلاح والسعي لرفع الاحتلال الإيراني هو لإنقاذ البلد

لم تخرج بيروت من دائرة ترقُّب الردّ الخليجي على الجواب الذي قدّمته على المبادرة الكويتية التي باتت الإطار الناظم لمعالجة أزمة لبنان مع دول مجلس التعاون، وفق ورقة البنود الـ 12 التي لاقى مضمونها مجلس الأمن وترتكز على القرارات الدولية ذات الصلة بسلاح «حزب الله»، واعتماد «بلاد الأرز» سياسة النأي بالنفس، ووقف تحوّلها «منصة عدوان لفظي وفعلي» على بلدان الخليج، واحترام المواعيد الدستورية لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مايو وأكتوبر المقبلين، وإنجاز الإصلاحات المالية والهيكلية لمعالجة المسببات التقنية للانهيار الشامل.

وبعد ارتكاز لبنان في ردّه على المبادرة الخليجية على إعلاء «أولوية السلم الأهلي» وفق المقاربة القديمة - الجديدة التي تعتمد على «مناورات كلامية» وتمييزٍ بين احترام القرارات الدولية (المتعلقة بـ«حزب الله») وبين تنفيذها الذي «يؤدي إلى حرب أهلية»، لاقى الوزير السابق كريم بقرادوني هذا المنطق معتبراً (عبر موقع «ليبانون ديبايت») رداً على «الورقة الكويتية»،أن «المسألة الجوهرية ‏فيها هي المتعلّقة بحزب الله، والباقي كله نقاط قابلة للبحث والتطبيق»، ومعلناً أنه «في ‏موضوع الحزب لم يفهموا بعد أن لبنان لا يمكنه أن يتحمّل الصراع مع حزب الله، ‏فالصراع مع الحزب يعني الحرب، ومَن يرغب بالذهاب إلى حرب في لبنان يقبل ‏بالورقة الكويتية»، وداعياً الى «ترك موضوع حزب الله للمعالجات اللبنانية». ‏

وأضاف بقرادوني، الذي كان من «الحلقة الأضيق» حول الرئيس اللبناني ميشال عون، وأحد أعضاء «خلية السبت» التي تعوّد «الجنرال» أن يلتقيها أسبوعياً حتى انتخابه رئيساً (أكتوبر 2016) والتي ضمّت أيضاً وزير الخارجية الحالي عبدالله بوحبيب، الذي حَمَلَ الردّ اللبناني على المبادرة الخليجية إلى الكويت: «سلاح حزب الله إقليمي وجزء من حلّ أكبر بكثير من لبنان، فلماذا ‏تحميله لنا؟ وأنا أطرح سؤالاً هنا: الذي يتكلّم بسلاح الحزب ليتفضل ويحلّه، ‏حاولوا بالعام 2006 حلّ موضوع حزب الله عسكرياً والنتيجة أن دول مجتمعة لم ‏تتمكّن من ذلك، فهل المطلوب اليوم من لبنان حلّ أمر لم يتمكّنوا مجتمعين من القيام ‏به»؟

في المقابل، بقيت المبادرة الكويتية بمختلف مندرجاتها محور احتضان من أطياف سياسية واسعة في لبنان، وهو ما كرّره عبر «الراي» ‏النائب المستقيل مروان حمادة الذي قال «إن عدم الأخذ بالمبادرة الكويتية هو الذي سيؤدي إلى حرب أهلية وإلى تفكك لبنان. نحن نطالب بتنفيذ اتفاق الطائف، وما القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 وتوابعها إلا نصوص تطبيقية للدستور ولاتفاق الطائف».

وأضاف: «الأخوة الكويتيون الذين أتوا حاملين اقتراحات جدية تحتمل التطبيق المبرمج مع إصرار على تنفيذها والالتزام بذلك، طالبوا لبنان ببدايةِ التنفيذ كي يؤخذ موقفه على محمل الجد.

أما الكلام عن حرب أهلية فهو هروب نحو المزيد من الانحناء أمام طهران والدخول من دون رجعة في محور الممانعة المشؤوم، في حين أن الأفكار الكويتية تمثل خريطة طريق لإنقاذ لبنان، من دون أن يعني ذلك الانقضاض العسكري على أيّ من مكوناته إنما التصميم على توحيد مرجعية الحرب والسلم وبدء سحب السلاح غير الشرعي و حل الميليشيات».

وفي السياق نفسه، أعلن نائب «القوات اللبنانية» عماد واكيم عبر «الراي»، أن مضمون كلام بقرادوني «هرطقة سياسية الهدف منها الدفاع عن سلاح حزب الله من أجل مصالح خاصة.

أما المبادرة الكويتية فهي ببنودها السيادية مطلب ثلاثة أرباع الشعب اللبناني. ولولا سطوة السلاح لكانت مطلباً لكل اللبنانيين».

وقال: «استعادة الدولة اللبنانية سيادتها لا يمكن أن تؤدي الى حرب أهلية، أما الاستمرار تحت تهديد السلاح فلن يساهم إلا ببقاء الوضع المهترئ على ما هو.

لقد رأينا ماذا حل بنا وكيف يدفع اللبنانيون ثمن السياسة الإيرانية في لبنان والإقليم. والمطالبة بالتخلص من هذه التأثيرات السلبية لا تعني حرباً أهلية، بل التهديد بالحرب هو ذرّ للرماد في العيون لتمويه الحقائق».

وأضاف واكيم «ليس صحيحاً أن حزب الله قادر بسلاحه على تركيع اللبنانيين، كما ليس صحيحاً أن اللبنانيين يريدون محاربة حزب الله بالقوة.

فهو مكوّن لبناني كسائر المكوّنات في البلد، والمشكلة ليست في وجوده كحزب بل في سلاحه وسيطرته على قرار الدولة كما نشهد حالياً، وتحكُّمه بقرارات الحرب والسلم واقتياده لبنان إلى مشروعه الذي تحوّل معه البلد وشعبه رهينة.

فالحكومة مثلاً برئيسها ووزير خارجيتها تعلن وقوفها مع الأشقاء العرب فيما يطالعنا السيد حسن نصرالله بخطاب معاكس يواجه فيه كل العرب فيما هو داخل الحكومة».

وختم: «المبادرة الكويتية ممكن تطبيقها وهي لمصلحة لبنان لأنها لا تطالب بأمور لمصلحة الدول العربية بل بمبادئ تخص السيادة اللبنانية وتدعم وحدة قرار الدولة.

واليوم نحن لا ننادي بحرب مع حزب الله، لكنه هو مَن يأخذ البلد نحو حروب خارجية وربما داخلية.

وكما قال الدكتور سمير جعجع فإن المبادرة الكويتية تشكل هدفاً نضالياً لجميع السياديين وهي أعادت في بنودها الاعتبار للقضية اللبنانية، وثبّتت مطالب اللبنانيين في وثيقة تعكس رؤيتهم للخروج من الأزمة وإعادة لبنان إلى سابق عهده من الاستقرار والازدهار، وأهيمتها في كونها خليجية وعربية ودولية وتجسِّد مطالب اللبنانيين التاريخية بالالتزام بالدستور واتفاق الطائف ومقررات الجامعة العربية وقرارات الشرعية الدولية».

وفي الإطار نفسه، أكد النائب والوزير السابق، رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» أحمد فتفت، لـ «الراي»، أن «من المؤسف أن يَصدر كلام كهذا عن رجل سياسي لبناني.

فالدولة قيد الانهيار على كامل المستويات، سياسياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً وقضائياً، وما سبب هذا الانهيار إلا غياب الدولة في ظل وجود سلاح غير شرعي».

وأضاف: «لا يمكن إعادة بناء لبنان من دون مقومات الدولة.

وتطبيق القرار 1559 هو حاجة لبنانية قبل أن تكون عربية.

أما التهديد بحرب أهلية فيعني الاستسلام المطلق للهيمنة الإيرانية وسيطرة السلاح، كما يعني أن هذا السلاح مخصص للداخل ولتخويف مَن يعارضه.

ومَن يقول كلاماً كهذا يعني أنه يستسلم للسلاح وبات يسلّم ببقائه إلى أجَل غير مسمى.

وفي الواقع العكس هو الصحيح، لأن بقاء السلاح مدمّر في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه البلد.

هذا الانهيار الذي بدأ في العام 2011 مع ظاهرة القمصان السود وانفجر في العام 2019».

وتابع أن «السعي لرفع الاحتلال الإيراني هو لإنقاذ البلد وليس لرميه في الحرب، وهذا مسار طويل كما حصل مع مقاومة الاحتلال السوري.

وليس المطلوب المواجهة بالسلاح، بل انتظار اللحظة المناسبة التي تحتاج الى قرار وطني جامع يَفرض نفسه بدعم عربي ودولي.

وهذا بالذات ما نسعى اليه من خلال المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني، الذي يطمح لأن يكون جبهة عابرة للطوائف تتضامن فيها الأطراف السيادية كافة في الداخل والخارج مع الدول العربية والغربية لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان.

وأول انتصار حققناه هو تكريس كلمة احتلال، على الهيمنة الإيرانية، والمطلوب أن تبقى الشعلة مضاءة بانتظار اللحظة المناسبة التي لا بد آتية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي