القرشي... «البروفيسور» و«المدمّر»

القرشي... بـ 10 ملايين دولار
القرشي... بـ 10 ملايين دولار
تصغير
تكبير

منذ تسلمه مهامه خلفاً لـ«أبوبكر البغدادي»، لم يظهر أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، علناً أو في أي من إصدارات تنظيم «داعش» ولا يعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته.

وعند تعيينه في منصبه في نهاية أكتوبر العام 2019، لم يعنِ اسمه شيئاً للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية. حتى أنّ بعضهم طرح إمكانية أن يكون شخصية وهمية، وقال عنه مسؤول أميركي رفيع المستوى حينها إنّه «مجهول تماماً».

وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد سعيد عبدالرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت رصدت في أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قيادياً في التنظيم، لكنّه مع ذلك كان «خليفة محتملاً» للبغدادي.

وضاعفت المكافأة في يونيو 2020 إلى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء «للإرهابيين الدوليين».

وبحسب موقع «المكافآت من أجل العدالة» الأميركي، فإنّ المولى، الذي «يعرف أيضاً باسم حجي عبدالله» كان «باحثاً دينياً في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دوراً قيادياً كبيراً» في التنظيم.

وتولى المولى مهامه بعد أيام معدودة من مقتل البغدادي ليل 26 - 27 أكتوبر 2019 في عملية أميركية في إدلب.

وقد عرف «أبو إبراهيم» بعدد من الألقاب أشهرها «البروفيسور» و«المدمر».

وفقاً لغين بيير فيليو، المحلل في جامعة ساينس بو في باريس، لعب القرشي دوراً رئيسياً في حملة «داعش» لتصفية الأقلية الإيزيدية في العراق «من خلال المذابح والطرد والعبودية الجنسية».

وُلد أبوإبراهيم، على الأرجح عام 1976، في بلدة تلعفر، لعائلة تركمانية، وهو ما أثار استغراباً كبيراً، لأنه نادراً ما يصعد رجل من غير العرب إلى الصفوف الأمامية في «داعش»، التي حكمت في أوجها أجزاء واسعة من العراق وسورية.

دفعت أصوله العرقية، الأمم المتحدة للتنبؤ في تقرير لها بأنه قد يكون «خياراً موقتاً حتى يجد التنظيم زعيماً أكثر شرعية، يمكنه بالتالي الحصول على الدعم الكامل من باقي فروع التنظيم».

تخرج من كلية العلوم الإسلامية في الموصل، وعمل مجنداً في الجيش خلال فترة حكم صدام حسين، وانضم إلى صفوف «القاعدة» بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، وفقاً لمركز أبحاث مكافحة التطرف.

تولى دور المندوب الديني والقانوني الشرعي العام للتنظيم، وفي 2004، ألقت القوات الأميركية القبض عليه ووضعته في سجن بوكا، حيث التقى البغدادي.

تم الإفراج عن الرجلين في وقت لاحق، وبقي أبوإبراهيم إلى جانب البغدادي عندما تولى زمام الفرع العراقي لـ «القاعدة» عام 2010، ثم انشقا لإنشاء تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، الذي أصبح لاحقاً «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية» (داعش).

في 2014، رحب أبوإبراهيم، بالبغدادي في الموصل وتعهد الولاء والدعم الكامل لـ «داعش» للسيطرة بسرعة على المدينة، وسرعان ما أثبت نفسه، وحظي بثقة كبيرة بين أعضاء التنظيم بسبب وحشيته، خصوصاً بعد القضاء على الذين عارضوا قيادة البغدادي.

واعتقد المحللون أن القرشي، سيسعى لإثبات نفسه من خلال سعيه لإعادة إحياء التنظيم الضعيف مقارنة بـ«العصر الذهبي للخلافة» (2014 - 2019)، ويحاول الالتزام من تراجع الالتزام الأميركي في المنطقة وانخراط القوات التي تنشرها أجهزة الدولة العراقية في مكافحة وباء كورونا.

وأخيراً، تبنى «داعش»، عبر حساب «وكالة أعماق» الدعائية التابعة له على «تطبيق تلغرام»، «الهجوم الواسع» على سجن غويران في الحسكة، بهدف «تحرير الأسرى المحتجزين بداخله».

وفشلت العملية في تحقيق أهدافها، واستسلم أعضاء «داعش» بعد مواجهات دامية، أسفرت عن مقتل 500 شخص على الأقل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي