No Script

فلسفة قلم

قطر... حفاوة وثقافة وتعايش

تصغير
تكبير

كثيرة تلك الأشياء التي حرمتنا منها جائحة كوفيد-19 ومتحوراتها، وها نحن لا نزال نصارع بالعلم والوعي آخر المتحورات «أوميكرون» والذي قد لا يكون الأخير، إلا أننا ولله الحمد، قطعنا شوطاً كبيراً في فهمنا للتعايش مع الفيروسات وإيجابيات نتائج الفحوصات بإيجابية الحالة النفسية وأسلوب حياة أكثر أمناً بتطبيق الاشتراطات الصحية، ولعل تلك الاشتراطات قد تلازمنا طوال حياتنا مثل إلغاء «حبة الخشم» من قاموس السلام الخليجي، وارتداء الكمامات في الأماكن المكتظة بالناس تيمناً بالشعب الصيني.

من الأشياء التي افتقدناها في الجائحة هي المحافل الثقافية التي بدأت العودة بخجل مثل معارض الكتاب والمسابقات الثقافية في مختلف الدول العربية حتى أطل علينا معرض الدوحة الدولي للكتاب، ولم أصدق الخبر حتى بادرت في المشاركة بالمعرض بتدشين كتابي الأول (خارج المألوف) في أجواء ثقافية احترازية حتى تشكلت لديّ قناعة خالصة بأن عودة الحياة الطبيعية بالكامل بات مطلباً ضرورياً متزامناً مع التزام بالاشتراطات الصحية، وقانوناً صارماً يطبق على الجميع، فمن غير المنطقي أن نلغي المحافل الرسمية ونهيم بالمقاهي والمجمعات وسط تناقض صريح!

لفت انتباهي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي استمر لعشرة أيام، حالة التعايش الجبرية مع الفيروس التي وصل لها الناس، فقد جسد المشاركون أسلوب التعايش مع الفيروسات بشكل مثالي، وأقول جبرية لأن القانون في المعرض كان صارماً في عدم التخلي عن الكمامة مع تباعد اجتماعي، بالإضافة إلى التدقيق المتشدد على ضرورة تلقي اللقاح والطاقة الاستيعابية التي لم تتجاوز الـ30 في المئة لنسبة التواجد داخل المعرض باستخدام الباركود دخولاً وخروجاً.

مع نهاية المعرض، وهذا العرض المثالي للانتقال إلى مرحلة التعايش وعدم إرجاء المحافل العامة وتأجيلها، أهنئ وزير الثقافة في دولة قطر الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني على نجاح معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والثلاثين والذي أقيم في وقت صعب جداً بحضور «أوميكرون» غير المرحب فيه، وأتقدم بالشكر الجزيل للأشقاء في دولة قطر على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، على أن نلتقي إن شاء الله في أوضاع صحية أحسن، أحسن الله لنا ولكم ودمتم سالمين يا أهل قطر.

hamadaljedei@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي