«هيئة الاتصالات» لم تتلقَّ أي شكوى تداخل ترددي منذ أُطلقت شبكاتها بـ 2019
لماذا تخاف شركات الطيران في أميركا من الـ «5G»... وتُحلّق في نطاق الكويت بأمان؟
- الكويت تستخدم للاتصالات نطاقاً ترددياً منخفضاً يزيد الحيّز مع الطيران
- أوروبا والمنطقة تختلف في تردداتها عن أميركا ما يجعلها في مأمن من التشويش
بينما تسارع شركات الطيران العالمية الكبرى لإعادة جدولة رحلاتها إلى أميركا أو حتى إلغائها، قبيل نشر شبكة الجيل الخامس قرب المطارات الأميركية (من المقرر دخول القرار حيز التنفيذ أمس)، برز السؤال محلياً: ماذا عن الكويت؟
وإلى ذلك، أكدت مصادر مسؤولة في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك في شركات اتصالات محلية، أنه لا يوجد في الكويت أي تداخل ترددي بين إشارات شبكات «5G» وأجهزة قياس ارتفاع الطائرات، بما يؤشر لاستبعاد التأثير على قراءات الارتفاع التي تلعب دوراً رئيسياً بهبوط بعض الطائرات في الطقس السيئ، مطمئنة بأن نطاق ترددي شبكات الـ«5G» محلياً والطيران ليس قريباً، بالمعدلات التي تثير قلق التداخل مثلما يحدث في أميركا.
ولفتت المصادر إلى أنه منذ يونيو 2019 بدأت شركات الاتصالات المحلية رسمياً في إطلاق شبكات «5G»، وقبلها سنة تجريبية، ومنذ ذلك الوقت لم تتلقَّ «هيئة الاتصالات» أي شكوى سواء من إدارة الطيران المدني أو من شركات الطيران تفيد بوجود تشويش على رادار الطائرات عند الإقلاع والهبوط.
وبيّنت أن التداخل الترددي يتحقق إذا كان التردد المستخدم في خدمة الاتصالات سواء «5G» أو«4G»، هو نفسه المستخدم للطيران، مشيرة إلى أن نطاق التردد المحدد محلياً للاتصالات مختلف عن أميركا، ومبينة أن الكويت ودول المنطقة عموماً تستخدم ترددات منخفضة عن ترددات الطيران، ما يقلل من إمكانية التداخل ويزيد من الفارق بين نطاقيهما.
وأكدت الإدارة العامة للطيران المدني أنها تتابع المستجدات في هذا الشأن وأنها ستستخدم جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على سلامة الحركة الجوية في أجواء الكويت.
أميركياً، لم يهدئ إعلان شركتي اتصالات لاسلكية إرجاء تشغيل بعض الأبراج المخاوف المتعلقة بتداخل الإشارات وسلامة الطيران، شركات الخطوط الجوية، فيما يتركز الاهتمام مبدئياً على طرز طائرات معينة أبرزها «بوينغ 777».
وفي وقت سابق، أعلنت «طيران الإمارات»، وهي أكبر مشغل لطائرة «بوينغ 777» في العالم، أنها ستعلق رحلاتها إلى 9 وجهات أميركية اعتبارا من الأربعاء (أمس)، وهو الموعد المحدد لنشر خدمات الجيل الخامس اللاسلكية، فيما ستواصل رحلاتها إلى مطار جون كنيدي في نيويورك، ولوس أنجليس وواشنطن.
وفي اليابان، ذكرت شركتا الطيران الرئيسيتان «أول نيبون» والخطوط الجوية اليابانية أنهما ستقلصان أعداد الرحلات بطائرات «بوينغ 777»، فيما أوضحت «أول نيبون» أنها ستلغي رحلات أو تغير نوع الطائرات المستخدمة في بعض الرحلات المتجهة للولايات المتحدة.
وبينت «لوفتهانزا» الألمانية أنها ألغت رحلة من فرانكفورت إلى ميامي وتقوم بتغيير بعض الطائرات من «بوينغ 747-8» إلى «747-400»، فيما ستغيّر الخطوط الجوية النمساوية التابعة لـ«لوفتهانزا» طائراتها المستخدمة في الرحلات إلى نيوارك في نيوجيرزي من «777» إلى «767».
وكانت طائرات «بوينغ 777» ثاني أكثر الطائرات ذات الجسم العريض استخداماً في الرحلات الجوية من وإلى المطارات الأميركية في العام الماضي بنحو 210 آلاف رحلة، ولم تسبقها سوى «بوينغ 767»، بحسب بيانات موقع «فلايت رادار 24» الذي يرصد حركة الطيران.
النطاق في أميركا قريب جداً
حول سبب ظهور مشكلة نشر شبكات الجيل الخامس بالقرب من المطارات في أميركا وعدم ظهورها في أوروبا مثلاً، يؤكد مختصون أن نطاق التردد لشبكات الجيل الخامس في أميركا هو بين 3.7 الى 3.98 غيغاهرتز، بينما نطاق التردد لأجهزة قياس ارتفاع الطائرات يتراوح بين 4.2 الى 4.4 غيغاهرتز، بمعنى أن النطاق قريب جداً، أما في أوروبا فإن النطاق يتراوح بين 3.4 إلى 3.8 غيغاهرتز، أي بعيد نسبياً ولا يشكل خطراً على رادار الطائرات عند الإقلاع والهبوط.
