No Script

«الأبيض» سيلامس الساحل.. وبردٌ «قطبي»

«لبنان المتجمّد».. مع العاصفة «هبة»

تصغير
تكبير

«.. لبنان المتجمّد». هكذا ستكون «بلاد الأرز» بعدما وُضعت في عين عواصف متلاحقة بدأت تضربها، وستشتدّ على مدى «أيام جليدية» ستزحف معها الثلوج إلى مشارف الساحل الذي ستشمله موجات الصقيع وتلامس درجة الحرارة فيه 1 وسط رياح عاتية تناهز سرعتها 100 كيلومتر في الساعة وأمطار غزيرة.

وفي حين أُطلق على المنخفض الايسلندي الآتي من القطب الشمالي اسم «هِبة»، فإن «الأبيض» الذي سيكلّل نحو 70 في المئة من مساحة لبنان لن يتلقفّه أبناء الوطن المنكوب بالانهيار المالي على أنه «هدية» لن يلتقطها إلا محترفو وهواة التصوير لتوثيق لوحات ثلجية جَمالية، وعشاق التزلّج لممارسة رياضةٍ ستغذي التراكماتُ المتوقَّعة حلباتها بثلوجٍ بـ «صلاحية أسابيع».

فلبنان الذي يصارع واحدة من 3 أعتى أزمات مالية عرفها العالم منذ 1850، صار أبناؤه يواجهون كل شيء «باللحم الحي»... الجوع والمَرَض والبرد. وبهذا «المثلث» المُفْجِع سيواجه اللبنانيون العاصفة بـ «صدور عارية» وبلا «دروع تدفئة» باتت خارج متناول الغالبية الساحقة منهم (ناهيك عن النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين)، في ظل الانقطاع الكبير في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي التي تراوح بين 4 و6 ساعات وارتفاع تكلفة اشتراكات مولدات الأحياء، وتحليق أسعار المازوت والغاز.

وقبيلها وصولها، بدا لبنان متحفزاً لـ «هِبة» وسط تحذيرات من سلوك الطرق الجبلية وترْك الحرية للمدارس لفتْح أبوابها أو إغلاقها كل واحدة بحسب موقعها الجغرافي، فيما لم يُترك للمواطنين خلف جدران المنازل الباردة سوى اعتماد «تحصينات» من حواضر البيت، من أغطية لمَن لم يجد سبيلاً لاقتطاعٍ فلسٍ لسدّ رَمَق للتزوّد بجرّة غاز أو مازوت أو حَطب كي لا تتحوّل البيوتات... برّادات جليد.

ومنذ ساعات صباح الثلاثاء خرج المعنيون ليرسموا خريطة الطريق التي ستسلكها العاصفة، بدءاً من رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت محمد كنج الذي أكد أنها ستأتي على 3 مراحل وستزيد سرعة الرياح في المرحلة الأولى وفق المناطق، موضحاً أن «المرحلة الثانية تبدأ فجر الأربعاء وحتى صباح الخميس حيث تتساقط الأمطار بغزارة كما تتساقط الثلوج مساء اليوم نفسه بدءاً من 700 متر».

وأضاف: «تنتهي العاصفة صباح الخميس، إلا أنّ ما ينتظرنا في المرحلة الثالثة أصعب، اذ سنشهد انخفاضاً غير مسبوق في درجات الحرارة ما يؤدي الى موجة صقيعٍ وجليدٍ على ارتفاع 700 م، وقد تصل درجات الحرارة في الساحل إلى حدود الدرجة الواحدة».

وفي السياق نفسه، قال المختص بالأحوال الجويّة الأب إيلي خنيصر إنّ «المنخفض الجوي الآتي إلى لبنان فعاليته عالية، وستتأثر المناطق البقاعية بتدني الحرارة بشكل كبير، وستراوح بين -5 إلى -7 تحت الصفر. أما على ارتفاع 1000 متر، فستكون الحرارة ما بين -3 إلى -4 درجات تحت الصفر».

وأعلن خنيصر في حديثٍ إذاعي أنّ «لبنان سيتأثّر بثلاث عواصف ثلجية متتالية، تستمر لغاية 3 فبراير المقبل»، مشيراً إلى أنّه «مساء الثلاثاء، يدخل المنخفض الجويّ المصحوب بأمطار متفرقة على الساحل، والثلج يتساقط بدءاً ارتفاع من 1000 - 1100 متر في البقاع».

وأضاف: «مع تقدّم ساعات المساء، تدخل الكتلة القطبية، ويتدنى تساقط الثلوج إلى 800 - 900 متر». أما صباح الاربعاء، فقال إنّ «الجبهة القطبيّة الأشدّ قسوة تضرب لبنان، وتتدنى درجات الحرارة مع غزارة في الأمطار على الساحل.

وتبدأ الثلوج بالتساقط على ارتفاع 700 - 800 متر، ويتدنى بعد الظهر إلى 500 متر. ويصل في ساعات المساء - فجر الخميس إلى بكركي وحاريصا».

ولفت خنيصر إلى أنّ «الثلوج ستتدنى إلى 350 متراً وسماكتها تصل من 3 إلى 4 سم في الشمال. وفجر الخميس، سيلاحظ سكان المناطق المطّلة على البحر مشهداً أبيض اللون، والحرارة ستكون من 3 إلى 4 درجات على الساحل».

وتابع: «الثلج سيتوزّع على كلّ لبنان بنسبة 70 في المئة، وسيتراكم على الساحل على ارتفاع 300 - 400 متر بسماكة ما بين 2 و5 سنتيمترات.

أما على ارتفاع 500 - 700 متر، فستتراكم الثلوج ما بين 5 - 10 سنتيمترات. وفوق الـ900 إلى 1200 متر، 30 سنتيمتراً. ومن 1200 إلى 2000 متر 35 إلى 50 سنتيمتراً.

والمناطق البقاعية كلها سيغطيها الثلج على أنّ يتراكم بين 15 و20 سنتيمتراً». وأردف خنيصر أنّ «درجات الحرارة ستتدنى الاربعاء وتصل إلى -4 إلى 6- درجات تحت الصفر على ارتفاع 1000 متر. أما على ارتفاع 600 متر، فستتدنى الحرارة إلى -1 و-2. وعلى الساحل 3 - 4 درجات. ومساء الخميس تتدنى درجات الحرارة أكثر، وتصل في المناطق البقاعية ما بين -6 إلى -12 درجة. وعلى الـ1000 متر ما بين -5 و-7 درجات. على 700 متر -4 درجات تحت الصفر».

ونبّه من أنّ «الثلج لن يذوب، والثلوج ستبقى على ارتفاع 600 وما فوق لنهار الاحد، موعد وصول منخفض جويّ غزير الأمطار، سيتحوّل إلى مُثْلِج مساء الأحد، وتتدنى الثلوج إلى 600 -750 متر الاثنين.

ومدّة هذه العاصفة 3 أيام». وأضاف خنيصر أنّ «لبنان على موعد مع منخفض جوّي ثالث آخر الشهر الجاري، وعاصفة ثلجية جديدة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي