No Script

مستشار الديوان الأميري وثّق دور وفد الكويت في الأمم المتحدة خلال حربي الخليج الأولى والثانية

محمد أبوالحسن... حقائق وخفايا

تصغير
تكبير

- بعد نكسة يونيو صدر قرار انسحاب إسرائيل من «أراض عربية»... وملاحظتي بعدم وجود «الـ» التعريفية تم تداولها في مجلس الأمن
- قبول عضوية الكويت بالأمم المتحدة في 14 مايو 1963 بعد مزاعم عبدالكريم قاسم بأنها عراقية
- «حرب الناقلات» بدأت العام 84 والقصف العشوائي الإيراني استهدف حركة الملاحة في مياه الخليج
- خبر الغزو علمت به عن طريق السفير الأميركي توماس بيكرنغ في مكالمة هاتفية في الساعة 9:15 مساء الأربعاء

وثّق المندوب السابق لدى الأمم المتحدة المستشار في الديوان الأميري محمد عبدالله أبوالحسن، دور وفد دولة الكويت الدائم في نيويورك، من خلال حدثين هامين جداً في مسيرة الكويت وأمنها واستقرارها، هما الحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الديبلوماسي الذي قضى 23 عاماً في المنظمة الدولية.

وضمّن أبوالحسن إصداره الحديث، بعنوان (حقائق وخفايا... ذكرياتي) 4 أقسام رئيسية: الأول قبول الكويت عضواً في الأمم المتحدة عام 1963 والثاني الحرب العراقية - الإيرانية، والثالث الغزو العراقي لدولة الكويت العام 1990، والرابع مناقشة قضية العدوان العراقي على دولة الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

سرد الذكريات يبدأ منذ لحظة انطلاق مسيرة أبوالحسن الديبلوماسية والقنصلية والتحاقه في وزارة الخارجية في 15 يوليو 1965، حيث بدأت بعدها حرب الأيام الستة عام 1967، وانتهت بهزيمة الجيوش العربية، واحتلال كل الأراضي الفلسطينية وسيناء والجولان وأراض أردنية.

وأوضح أنه «بعد وقف النار، بدأت ترد إلى قسم الأمم المتحدة في الوزارة، برقيات عديدة من وفدنا الدائم في نيويورك، تتعلق بصياغة قرار صدر بعد ذلك وحصل على شهرة واسعة، وهو القرار رقم 242 /67، ومن خلال قراءتي للبرقيات لفت انتباهي في إحداها أنها تتحدث عن الانسحاب من أراضٍ عربية محتلة، وكان سبب ما لفت انتباهي هو أن كلمة أراضٍ لم تسبقها (الـ) التعريفية، وبالتالي قد يفسر ذلك على أن إسرائيل تستطيع أن تنسحب من بعض الأراضي وتحتفظ ببعضها الآخر، وبالفعل كتبت تلك الملاحظة على تلك البرقية، وبعدها بيومين طلب السفير عيسى الحمد مقابلتي، وقال لي (هل تعلم أن ملاحظتك هذه يتم تداولها في الوقت الحاضر في مجلس الأمن في نيويورك في صياغة القرار المرتقب لوقف إطلاق النار؟)».

أولاً: الكويت عضواً في الأمم المتحدة

افتتح أبوالحسن الفصل الأول من كتابه (قبول الكويت عضواً في الأمم المتحدة) والتي كانت بسبب مزاعم أطلقها قائد الانقلاب العسكري في العراق عبدالكريم قاسم، بأن الكويت جزء من العراق، وأنها القضاء التاسع عشر، وحرك بعض قواته العسكرية إلى الحدود مع الكويت، هذا الموقف واجهه الشعب الكويتي بجميع مكوناته بموقف رافض وصلب واستعداد كامل للتضحية بالغالي والنفيس للدفاع عن حرمة التراب الكويتي، كما جاء الموقف نفسه من بقية الدول العربية والأجنبية.

وأضاف «على أثر الادعاء العراقي وتحريك بعض قواته تجاه الحدود، طلبت القيادة السياسية في الكويت من بريطانيا إرسال بعض من قواتها إلى الكويت، في يوم 1 يوليو 1961، وفي اليوم نفسه وجهت الكويت أول شكوى لها إلى مجلس الأمن، للنظر في المزاعم العراقية، وطلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن.

وقد جاء طلب الكويت هذا رغم أنها ليست عضواً في الأمم المتحدة بعد، وعلى أثر زيادة الزخم العربي والإقليمي والعالمي المؤيد لاستقلال الكويت، تقدمت الكويت رسمياً إلى مجلس الأمن يوم 6 يوليو 1961 بطلب للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، وتم ذلك في 14 مايو 1963 ووافق جميع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على قبول الكويت، لتكون العضو المئة والأحد عشر».

ثانياً: الحرب العراقية - الإيرانية

وانتقل أبوالحسن إلى القسم الثاني من كتابه (الحرب العراقية –الإيرانية) متحدثاً عن انشغال مجلس الأمن بموضوع الحالة بين العراق وإيران وتعرض ناقلات النفط الكويتية وبعض المناطق الساحلية في الكويت للاعتداءات وقرارات مجلس الأمن في شأن الحالة بين العراق وإيران وقرار مجلس الأمن في شأن وقف إطلاق النار وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بتكليف هيئة محايدة للتحقيق عن الدولة المسؤولة عن إشعال الحرب بين العراق وإيران.

وأسهب في متابعة الوفد وجميع وفود دول مجلس التعاون استهداف أمن الكويت مباشرة وسلامة أراضيها ومصالحها الاقتصادية وتحديداً عندما بدأ في عام 1984 استهداف ناقلات النفط الكويتية، ثم انتقل إلى الاستهداف العشوائي من الطرف الإيراني لمجمل الملاحة في مياه الخليج الأمر الذي أطلق عليه في حينها «حرب الناقلات».

ثالثاً: الغزو العراقي لدولة الكويت

وتطرق إلى الغزو العراقي لدولة الكويت بالتفصيل، منذ لحظة علمه بخبر الغزو عن طريق السفير الأميركي توماس بيكرنغ، وذلك في مكالمة هاتفية كانت نحو التاسعة والربع من مساء يوم الأربعاء، حيث كان برفقة سفيرين في أحد المطاعم.

وتحدث عن فترة الغزو بكل تفاصيلها من خلال نقاط رئيسية عدة، هي:

1. المشهد الدولي قبل الغزو العراقي للكويت.

2. مزاعم العراق بغية تهيئة الرأي العام العربي والدولي للغزو.

3. كيف عرف الوفد الدائم في نيويورك بخبر الغزو.

4. بدء تحركات الوفد لعرض القضية على مجلس الأمن.

5. صدور أول قرار لمجلس اللأمن رقم 660 /90.

6. العقوبات الاقتصادية الشاملة، بموجب قرار مجلس الأمن 661 /90.

7. إدانة مجلس الأمن ضم الكويت للعراق، بموجب قرار 662 /90.

8. رفض شعب الكويت وهو تحت الاحتلال التعاون مع قوات الاحتلال.

9. التحرك الرسمي والشعبي ضد الغزو في غالبية دول العالم.

10. العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق.

11. التصرفات العراقية غير الإنسانية ضد رعايا الكويت والمقيمين فيها.

12. جلسة مجلس الأمن الخاصة للاستماع إلى شهادات بعض الكويتيين، والأجانب من ضحايا العدوان العراقي في 27 نوفمبر 1990.

13. وسائل تهديد العراق لإرغامها تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

14. بدء العمليات العسكرية لتحرير الكويت.

15. قبول العراق جميع قرارات مجلس الأمن في 2 مارس 1991.

16. شروط مجلس الأمن لوقف إطلاق النار مع العراق.

17. قبول العراق رسمياً للالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن 687 /90.

18. إنشاء مناطق حظر الطيران العراقي شمال وجنوب العراق.

19. ترسيم الأمم المتحدة للحدود بين الكويت والعراق.

20. أساليب العراق في التهرب من تنفيذ التزاماته.

21. مصير المزارعين العراقيين الذين كانوا على الأراضي الكويتية، قبل ترسيم الحدود.

22. قضية الأسرى والمرتهنين والمفقودين.

23. لجنة الأمم المتحدة للتعويضات.

24. إعادة الممتلكات الكويتية.

25. أسلحة الدمار الشامل العراقية.

26. برنامج النفط مقابل الغذاء.

27. دلائل معالجة مجلس الأمن للعدوان العراقي على دولة الكويت.

28. الترشيحات والانتخابات السنوية لعضوية مجلس الأمن.

29. علاقتي الشخصية مع الرئيس فيدل كاسترو رئيس جمهورية كوبا.

رابعاً: مناقشة العدوان العراقي في الأمم المتحدة

واختتم أبو الحسن كتابه في القسم الرابع والأخير، وهو مناقشة قضية العدوان العراقي على الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، متحدثاً عن زيارات الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد إلى الأمم المتحدة، وقرارات الجمعية العامة في الأمم المتحدة في شأن الأسرى والمرتهنين، والتعاون الدولي لتخفيف ما نجم عن العدوان العراقي، والاحتفال باليوم السادس من نوفمبر، من كل عام كيوم عالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات.

اتصال مفاجئ من الشيخ سعد: بارك الله فيكم... استمروا على هذا النهج

أورد أبوالحسن في كتابه أنه تلقى تعليمات من حكومة الكويت عام 1984، على إثر حرب الناقلات، واستهداف الجانب الإيراني حركة الملاحة في الخليج بالقصف العشوائي بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في هذا التصعيد وتحدثنا عن خطورة تلك التطورات وآثارها على أسواق النفط إلى أن تم صدور قرار مجلس الأمن 552 /84 يدين المجلس الاعتداءات على السفن التجارية.

وأضاف «بعد ذلك وبعد عودتي وعائلتي إلى منزلي في عطلة نهاية الأسبوع أبلغني الحارس في المنزل، بأن سمو الشيخ سعد العبدالله، اتصل علي في الواحدة بعد منتصف الليل، ففوجئت بهذا الخبر، ثم اتصلت برقم بدالة قصر سموه، وفي أقل من دقيقة سمعت سموه يقول لي (أهلاً بالسفير أبوالحسن) وبدأ يتحدث عن البرقيات المفصلة والمليئة بالمعلومات والاقتراحات التي أرسلها لوزارة الخارجية، والتي تصل إلى مكتبه، وأبدى إعجابه بهذا المجهود. وقال (أود أن أوجه لك شكراً خاصاً بنفسي، لك ولأعضاء الوفد جميعهم). وقال (بارك الله فيكم جميعاً استمروا على هذا النهج)».

حنكة صباح الأحمد في «حرب الناقلات»

كشف أبوالحسن أن الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، قام بخطوة جريئة غير مسبوقة ولا متوقعة في حرب الناقلات، إذ لجأ إلى الولايات المتحدة وطلب منها رسمياً نقل النفط الكويتي عبر ناقلات نفط أميركية، وبعد دراسة لهذا العرض لم تقبل الولايات المتحدة، وقدمت تبريرات سياسية وعسكرية، ونتيجة لخطورة الأوضاع أرسل الشيخ صباح الأحمد طلباً إلى الاتحاد السوفياتي، الذي وافق على الفور، وفوجئت الولايات المتحدة بالتطور الكويتي الروسي، فقبلت كل العرض الكويتي السابق، وكانت هذه الحنكة والحكمة للشيخ صباح مثار إعجاب عربي وإقليمي وعالمي.

الكتاب مرجع وثائقي

يوثق الكتاب الحقائق ويسرد بعض الخفايا في اجتماعات مجلس الأمن وجلسات المشاورات خلف أبوابه المغلقة، بهدف:

- توضيح بعض التجاذبات وأسبابها ومحاولات الإقناع، وصولاً إلى الموقف الموحد لمجلس الأمن تجاه العدوان العراقي عام 1990.

- بيان دور الاتصالات عالية المستوى بين الكويت وحكومات أعضاء مجلس الأمن لتحقيق سرعة صدور قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإلزاميتها.

- معرفة كيف تحقق التناغم والدعم بين موقف مجلس الأمن وموقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وبذلك يشكل الكتاب مرجعاً وثائقياً وتذكيراً مستمراً للأجيال المعاصرة والقادمة في الكويت والعالم العربي عن واحدة من أكبر إنجازات مجلس الأمن والشرعية الدولية والكويت في تحقيق الأمن والسلام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي