حروف باسمة

علي يوسف جمال في أمان الله

تصغير
تكبير

الحياة، كتاب كبير الذي يقلب صفحاته يدرك مزيداً من الأفكار ويشاهد عديداً من الصور، ويرى أنماطاً من الإشارات وأنواعاً من الهدي لأناس جدوا واجتهدوا فخلدوا صفحات مشرقة ومفعمة بالخير والرشاد.

من هؤلاء الذين تمتلئ قلوبهم بالرحمة وأيديهم بالخير، الاستاذ علي يوسف جمال الذي رحل عن دنيانا في الاسبوع الماضي (أبو حسين) شمعة مساراتها تشع بالخير والإصرار والصبر والعمل الدؤوب من أجل بلوغ الغاية وتحقيق الأمل.

ما أجمل فكره، وما أحسن قدرته وما أبهى استعداده إذا اتجه في مضمار العمل ليحقق مبتغى الفرد في مجال النمو والتنمية.

هكذا أبو حسين، يرحمهُ الله الذي ترعرع على أرض هذه الديرة الطيبة ونهل من تراث أهلها ودرج في أحضانها ودرس في مدارسها حتى أكمل دراسته الجامعية في القاهرة (كلية التجارة) ليتخصص في المحاسبة.

بعد التخرج عمل في وزارة المالية قسم المناقصات وتدرج في عمله الى أن أصبح مديراً مالياً في إدارة أملاك الدولة حتى عام 1986،عُين بمجلس الإدارة بإدارة الإسكان منذ عام 1975 حتى عام 1984. شارك أبوحسين، يرحمه الله في كثير من الدورات واللقاءات والاجتماعات الخارجية، منها دورة المحاسبة في ميزانية الأمم المتحدة لمدة عشرة أشهر من فبراير 1967 حتى أكتوبر 1967.

وكانت هذه الدورة تهدف لبحث بعض الأزمات العالمية في تلك الأيام، مثل أزمة فلسطين، وأزمة فيتنام، وأزمة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أزمة كوبا وغيرها من الأزمات في تلك الأوقات. وحضر أبوحسين، يرحمه الله دورة المعهد القومي للإدارة العليا من أول مايو إلى آخر يونيو 1964 في قصر المنتزه بالإسكندرية. عطاء وفير، المُطلع على صفحاته، يدرك وميضاً ينبئ عن صبر متدفق وإصرار واثق وهدي رصين وإشارات راشدة.

رحمك الله يا أبا حسين، كنت دالاً على الخير ومرشداً إلى الهدي ومتمسكاً بالصبر الجميل. اللهم بارك لأبي حسين في حلول دار البلاء، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له، واخلف على أهله وأصحابه ومحبيه بالصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه حقاً:

هو الموت فاختر ما علا لك ذكرهُ

فلم يمت الإنسان ماحيي الذكر

في أمان الله وحفظه يا أبا حسين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي