No Script

«الراي» رصدت تبايناً جديداً في آراء أهل الفن

قضايا المرأة... هل نقلها المسرح الكويتي بصورة فعلية؟

تصغير
تكبير

منذ نشأة المسرح الكويتي، وهو يأخذ على عاتقه طرح القضايا الاجتماعية التي تهم جميع شرائح المجتمع.

وكون المرأة، هي نصف المجتمع، كما هو متوافق عليه، فمن البديهي أن يناقش من خلال عروضه قضاياها المختلفة ويقوم بتسليط الضوء على معاناتها.

ولكن السؤال هنا، هل نقل المسرح الكويتي قضايا المرأة بصورة فعلية؟... هذا ما طرحته «الراي» على نجوم الوسط الفني وصناعه ومن يعملون فيه، والذين استرجعوا الماضي واستشهدوا بما قدمه المسرح الكويتي في تلك الفترة من قضايا تخص المرأة مقارنة مع ما يقدمه المسرح حالياً.

ورغم ذلك، إلا أن الآراء لم تلتقِ عند هذه النقطة، فمنهم من رأى أن المسرح مقصر بحق المرأة، ومنهم من اعتبر أنها ليست مظلومة، فيما حمّل البعض المسؤولية للمنتج والكاتب.

داود حسين: لا أعتقد أن المرأة مظلومة

بدأ الفنان داود حسين حديثه قائلاً «على مدار السنوات التي مضت، كانت هناك محاولات موجودة في طرح قضايا المرأة في بعض المسرحيات، وفي المقابل هناك مسرحيات تركت بصمات واضحة من خلال طرحها لقضايا المرأة مثل مسرحية (حرم سعادة الوزير) للكاتب الراحل عبدالأمير التركي، وكذلك مسرحية (الشرطية الحسناء) و(انتخبوا أم علي) لكاتبهما محمد رشود رحمة الله عليه».

وأضاف «هنا لا أتكلم فقط عن المسرحيات التي تحمل في عنوانها اسم المرأة، بل توجد مسرحيات كثيرة في أيام الفنان الراحل عبدالعزيز النمش تطرقت إلى المرأة، ولكن ليس بشكل متواصل، إلا إذا كان النص يتطلب ذلك. وبرأيي، لا أعتقد أن المرأة مظلومة في المسرح، لأن هناك أعمالاً كثيرة تكلمت عنها»، لافتاً إلى أن «كل مؤلف مسرحي يتكلم من منطلق ما يؤمن به ومن وجهة نظره، فهناك كتاب يحاولون أن ينصفوا المرأة في مسرحياتهم، ومن الجهة الأخرى هناك كتاب يفكرون في المواضيع الاجتماعية والسياسية، وهذا الطرح يختلف من كاتب إلى آخر».

بدر محارب: البطل هو الرجل

قال الكاتب بدر محارب «إذا حاولت أن أتذكر أعمالاً سابقة في المسرح الكويتي عن المرأة، أجد أن المسرح لم يقدم أي أعمال محسوسة تتعلق في حقوق وهموم ومعاناة المرأة، إنما قدم قضايا تعبر عن ما تمر فيه المرأة من صراعات (فقط)، سواء كانت مع الرجل أو مع المرأة نفسها، ولكن في التلفزيون قدمت سهرة تلفزيونية ما زالت تذكر إلى اليوم بعنوان (إجازة أم) للفنانة الراحلة عائشة إبراهيم التي طرحت من خلالها قضية معاناة المرأة كونها زوجة وأماً تأخذ لنفسها إجازة من غير علم أولادها، وهذا العمل الوحيد الذي تعرض لقضية المرأة وحاجتها لمساواتها مع الرجل».

ولفت إلى أن «الكاتب يتحمل نوعاً ما عدم تسليطه الضوء على قضايا المرأة بشكل واضح ودقيق، وفي أحيان كثيرة تقع المسؤولية على المنتج نفسه، خصوصاً إذا كان مثقفاً وواعياً لدور المسرح وأهميته في طرح قضايا المرأة. فعلى المنتج أن يأتي بفكرة عمل مسرحي يتناول فيها كل ما يخص المرأة من قضايا ويتناقش بها مع الكاتب الذي بدوره يجسدها على أرض الواقع من خلال عرض مسرحي خاص بالمرأة».

وأردف «في نهاية الأمر، الفكرة هي التي تحكم الكاتب، وبما أننا في الكويت ومنطقة الخليج مجتمع ذكوري، نجد دائماً الأفكار لا تنتبه للمرأة ودورها وحقوقها، بل تنتبه للصراعات الدائرة في مجتمعاتنا والتي يكون فيها البطل هو الرجل، وشخصياً لا أؤيد أن يكون هناك مسرح للمرأة ومسرح للرجل، إذ برأيي أن المسرح هو الحياة بين الرجل والمرأة والأبناء، فهو المجتمع كاملاً ولا أحبذ تخصيص مسرح للمرأة ولا أجده أمراً مقبولاً، ولكن لا أمانع من طرح قضايا المرأة على خشبة المسرح وأتمنى من الكتاب أن تصل لهم أفكار جديدة تخدم هذه القضية».

عبدالله عبدالرسول: طرح غير مقبول

لفت المخرج عبدالله عبدالرسول إلى أن مجمل القضايا التي طرحها المسرح الكويتي هي قضايا مجتمعية مهمة ويتفاعل معها المجتمع بشكل كبير، «وهناك أعمال كثيرة تناولت قضايا المرأة من الناحية الاجتماعية والإنسانية، فالمسرح الكويتي قدم للحركة المسرحية شخصيات إبداعية نسائية عدة ولم يغفل دور المرأة في أي حال من الأحوال.

فلو تكلمت عن حقوقها السياسية على سبيل المثال، فالمسرح كان له دور كبير في تسليط الضوء على هذا الموضوع وساهم بشكل واضح في نيل حقها السياسي من خلال ما قدمه الكاتب محمد رشود رحمه الله في مسرحياته».

وتابع «لا أرى أن قضايا المرأة في المسرح طرحت بشكل هامشي من قبل الكتاب، فالمرأة هي جزء من المجتمع وأي قضية تطرح على خشبة المسرح هي تخص المرأة، ومن يقول إن المواضيع التي يتناولها المسرح تخص الرجل فقط، فهذا طرح غير مقبول».

خالد البريكي: المسرح مقصّر بحقها

أوضح الفنان خالد البريكي أن «المسرح الكويتي في تاريخه، هو دائماً يطرح القضايا الاجتماعية التي تهم جميع شرائح وعناصر المجتمع، سواء كانت تخص المرأة أو الرجل أو حتى الأسرة بشكل عام، وأعتقد أن المسرح في الفترة الأخيرة ابتعد عن مهمته الاجتماعية في طرحه واتجه إلى جانب آخر من المواضيع، مثل إنهاء المعاملات في الوزارات والإجراءات الروتينية ولم نعد نشاهد مسرحيات تتناول بشكل كامل مواضيع تخص الزوجة والابنة والأخت».

وتابع «إن كانت هناك مسرحية فيها موضوع المرأة، نجده يمر مرور الكرام من دون أي تأثير أو تركيز، فهناك قضايا مثل العنوسة والطلاق لم أجد إلى اليوم مسرحية تتناولها بكل تفاصيلها وإعطائها حقها. فالمسرح برأيي مقصر في الفترة الأخيرة بحق المرأة».

وأشار إلى أن «المسؤولية يتحملها المنتج الذي يختار الكاتب، وكذلك المنتجون الفنانون ونجوم الشباك في تناسيهم لمثل هذه القضايا الاجتماعية المهمة التي تخص المرأة والتي يهدف لها المسرح دائماً، ولا أحمّل المسؤولية للكاتب، فهو عبد المأمور وما يقدمه من نصوص مسرحية هي بطلب من المنتج نفسه، فنحن لا نملك كتاباً مبدعين وإن وجدوا فهم قلة قلية ونصوصهم تركن في الأدراج».

حصة النبهان: قلة وجود الكاتبات

أكدت الفنانة حصة النبهان أنه «في السابق، كانت هناك مسرحيات تتكلم عن قضايا المرأة، ولكن بصورة غير مباشرة. وكون المسرح ينقل قضايا المجتمع ويتكلم بلسان الشعب، فمن المؤكد أن هناك هموماً سياسية وقضايا اجتماعية تأخذ حيزاً من النصوص المكتوبة والتي تطرح على خشبة المسرح».

وأضافت «لكن في ما يخص المواضيع المتعلقة بالمرأة، فإنها تطرح بشكل مبسط، وربما يعود هذا إلى قلة وجود الكاتبات (البنات) في المسرح الجماهيري، بل نادراً ما نجد كاتبة تطرح مواضيع مهمة تخص معاناة المرأة وبتفاصيل دقيقة في المسرح الجماهيري عكس مسرح الطفل الذي يشهد تواجد كاتبات كثيرات، وأعتقد أن هذا أحد الأسباب المهمة في عدم تسليط الضوء بشكل مباشر على القضايا التي تخص المرأة بكل المواضيع».

هدى حمادة: أيام الأبيض والأسود

أشارت الفنانة هدى حمادة إلى أن «المسرح تناول قضايا المرأة بشكل جداً ضعيف وهامشي ولم يكشف عن معاناتها ولم ينقل قضيتها بصورة فعلية، عكس ما كان في السابق (أيام الأبيض والأسود)، إذ كانت هناك أعمال مسرحية تهتم بقضايا المرأة وتتكلم عنها بشكل عميق وبتفاصيل دقيقة جداً، وتكون هي المتنفس لها ولمعاناتها وربما تطرح حلولاً أيضاً».

وأضافت «أما من فترة التسعينات إلى هذه اللحظة، لم أشاهد مسرحية واحدة تخص المرأة، وهنا أقصد عملاً كاملاً بكل فصوله وليس مسرحية تحمل اسم امرأة كعنوان لها»، لافتة إلى أن «المسؤولية تقع على الكاتب وعلى جهات أخرى.

فالكاتب ربما يحكمه المجتمع الذي يحد من أفكاره ويقيد كتاباته ويجعلها ضمن حدود معينة لا يمكن أن يتجاوزها».

وأكملت «في المقابل، على الجهات الأخرى مثل وزارة الإعلام والمسرح مسؤولية في أن يضعوا أشخاصاً ملمين ومن أهل الاختصاص لديهم القدرة على معرفة نوعية القضايا والمواضيع التي تهم المجتمع، فلا بد أن يكون هناك قسم للمواضيع التي تخص المرأة وأقسام لمواضيع أخرى، وهذا سوف يساعد أكثر في انتعاش الحركة المسرحية بشكل عام وعلى تسليط الضوء على قضايا المرأة بشكل أوسع وبمساحة أكبر، لأن القائمين على هذا القسم سوف يتبادلون النقاش مع الكتاب حول أي نص مسرحي يخص المرأة، وربما يقومون بإضافات عليه وإعطائهم الملاحظات التي تساهم في نجاح المسرحية سواء كانت كوميدية أو اجتماعية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي