No Script

أبعاد السطور

لماذا كان يُكبّر «إخوان من طاع الله»؟

تصغير
تكبير

في عهد حاكم الكويت التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح، وتحديداً في 10 أكتوبر سنة 1920 جاء جيش الخوارج الذي كان يطلق على نفسه آنذاك (إخوان من طاع الله)، أو كما يسميهم البعض بـ «الإخوان»، وهذه التسمية لا علاقة لها بحزب الإخوان المسلمين السياسي، لا من قريب ولا من بعيد، جاء جيشهم لقتال أهل الكويت لأنهم كانوا يرونهم كفاراً! وعددهم كان ما يقارب من 8000 مقاتل، فتلقاهم في غرب الكويت جيش الشيخ سالم الصباح الذي كان مستعداً لهم، فقَتَل منهم أكثر من 3000 مقاتل من المشاة، جعلوهم صرعى في عرض الصحراء.

بينما اتجه باقي جيش الخوارج (إخوان من طاع الله) وهم يركبون الإبل والخيول إلى مدينة «‫الجهراء»‬، دونما أن يراهم أو يشعر بهم جيش الشيخ سالم الصباح، لأنهم التفوا من خلف جيش الشيخ سالم الصباح في أثناء المعركة التي كانت تدور رحاها مع قلب جيش (إخوان من طاع الله) الخارجي.

فقتل جيش (إخوان من طاع الله) الخارجي كل من وجدوه أمامهم، حتى وصلوا إلى القصر الأحمر في مدينة الجهراء، فحاصروا من كان به، وكانوا يرون أن نصرهم الحقيقي في اقتحام القصر وقتل من يتحصن.

لكن الخوارج لم يكونوا يعلمون أن في داخل القصر فرسان شجعان قاوموا محاولات جيش الخوارج في اقتحام القصر مرات كثيرة، وكانوا يرمونهم من أعلى القصر بنيران البنادق فكانت تحصد من أرواحهم الكثير دون تأنٍ، على الرغم من قلّة الرجال الذين كانوا متواجدين في القصر.

يروي البطل شبنان بن وهف، والبطل حمود الدبوس - رحمهما الله - في برنامج صفحات من تاريخ الكويت أحداث محاصرة القصر الأحمر في معركة الجهراء بشكل دقيق.

وكلاهما يذكر أن (إخوان من طاع الله) الخوارج كانوا يُكبرون ويُهلِلِون بصوت عالٍ وهم يقاتلونهم، وكأنهم كانوا يقاتلون كفاراً ليسوا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولا هُم من أهل القِبلة!

وهذا الشيء ذاته كان يفعله الخوارج مع كل من قاتلوهم من المسلمين، حتى في قتالهم ضد صحابة الرسول عليه السلام! كان جيش الخوارج يقرأون القرآن في الليل ويُسمع لهم دوي كدوي النحل، وفي الصباح يسنون سيوفهم وحِرابهم لقتال علي بن أبي طالب، ومن معه من الصحابة في معركة النهروان! وفي ذلك ما جاء في موسوعة الفِرق، عن مبالغة الخوارج في العبادة: «اشتهر الخوارج بالمبالغة في العبادة فقد بلغوا فيها مبلغاً عظيماً، وكذلك كان لهم اشتغالهم الدائم بقراءة القرآن قد لا يدركه الكثير من غيرهم».

يصفهم جندب الأزدي بقوله: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، قال: فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن وإذا فيهم أصحاب البرانس – أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة».

وباختصار، أخزى وخيّب الله تعالى إخوان من طاع الله الخوارج، حيث طلبوا الصلح والأمان من الشيخ سالم مبارك الصباح حتى يخرجوا من الكويت ولا يعترض طريقهم أحد، وهذا بعدما جاء مدد كبير من المقاتلين الكويتيين لقتالهم، بعدما خسروا الكثير من أفرادهم على أرض الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي