في البداية، وكمدخل أساسي لهذا المقال، لا بد أن يعرف القارئ أن كلمة «ديربي»، هي مصطلح رياضي، يتعاطاه أهل الرياضة عندما يترقبون أحداث مباراة في كرة القدم، يكون قُطباها فريقين من المدينة نفسها، تكون بينهما منافسة شديدة وعداوة رياضية قديمة.
ويقول المختصون إن أصل كلمة «ديربي» يعود تسميتها إلى تلك المدينة التي تقع في وسط إنكلترا على ضفاف نهر درونت، حيث كان يُقام فيها قديماً سباق للخيول في القرن الثامن عشر، وكان طرفا السباق، اثنين من تجار تلك المدينة، ومع اتساع وانتشار الحماس والتحدي في سباقات الخيول تلك، وصلت كلمة «ديربي» كمصطلح رياضي لمباريات كرة القدم التي تمتاز بطابعها الحماسي الشديد بين الفِرق الرياضية من المدينة نفسها أو الدولة.
أما الدكتور عبيد الوسمي والدكتور بدر الداهوم، فقد أصبح بينهما «ديربي سياسي ملتهب»، نشب بينهما واندلعت نيرانه بلا هوادة، بعدما كانا يلعبان في الفريق السياسي نفسه!
وديربي الداهوم والوسمي، جعل مدرجات الساحة الإعلامية ومدرجات الساحة السياسية ومدرجات برامج التواصل الاجتماعي مزدحمة على الآخر، وجعل الجماهير المشجعة لهما تتقاذف بينها بالكلمات القاسية والعِلب الفارغة ليلاً ونهاراً، وأصبحت تُباع تذاكر هذا الديربي في السوق السوداء، من قِبل الأقطاب المستفيدة من ذلك الديربي المستعر، حماساً!
قبل النقطة الأخيرة في آخر سطور المقال، أقول للداهوم وللوسمي، إن ما تقولانه في حق بعضكما لا يصلح أن يخرج من عقل وفكر وفم أحدكما إلى الآخر، خصوصاً أن كل واحد منكما يحمل شهادة علمية مرموقة، ولأن لكل واحد منكما، أحباباً ومناصرين تؤثر عليهم كلمته، والخصومة بينكما على الأقل لا بد أن تكون فيها عِفة لسان وعِفة قلب، ومملوءة بفروسية الأخلاق، وأن تتعلما من السياسيين الكويتيين السابقين، الذين كانوا مختلفين في النهج والفكر، لكنهم لم يشتموا بعضهم البعض، ولم يجعل أحدهم الآخر عرضة للسخرية والازدراء والقذف لا من قِبلِه ولا من قِبل محبيه وأنصاره.
كما أن عليكما يا الوسمي ويا الداهوم، وضع مصلحة البلاد واستقرارها أمام أعينكما، وتتعاونا مع كل شخص وطني مخلص يريد أن تدور عجلة التنمية والتقدم في البلاد، وأنتما من أعرف وأعلم الناس بالذي جناه الوطن وجناه الشعب من التأزيم السياسي في السابق، حيث لم نجد فيه إلا توقف مصالح المواطنين وانشقاق وحدة الشعب... لذا عودا إلى رشدكما.