«الإرباك في نص أي مسلسل تنتقل عدواه إلى كل تفاصيله»
عابد فهد لـ «الراي»: «شتي يا بيروت» مشروع خيري للمجتمع
- «شتي يا بيروت» عمل غير مفتعل والشخصيات فيه غير مقحمة
- الفنان إنسان ويجب أن يتعب لنبش كل جوانب الحياة
يُعتبر عابد فهد من بين أهمّ الممثلين العرب الذين يختارون أعمالهم بدقة ويحرصون على النوع وليس على الكمّ. وقد تمكن من خلال آخر أعماله «شتي يا بيروت» من أن يقدم شخصية متميزة في مسلسلٍ يصفه بـ «المشروع الخيري» للمجتمع، ولذا كان هناك حرص كبير عند صنّاعه على أن يكونوا من أصحاب الضمير، ومعتبراً أن الفنان حالة استثنائية أعطاه الله الموهبة كي يقدم الجانب المنير من هذه الحياة.
فهد أشار في حوار مع «الراي» إلى أنه عندما يكون هناك إرباك في النص، فإن العدوى تنتقل إلى كل تفاصيله وإلى كل مَن يعمل فيه، وتالياً العمل سيفشل في إيصال الحقيقة رغم كل المحاولات.
* هل يمكن القول إن مسلسل «شتي يا بيروت» هو العمل الأول الذي تقدم من خلاله الأعمال المشتركة عملاً بعيداً عن الدراما المفتعلة، خصوصاً لناحية تواجد الأشخاص والأحداث في مكانهما الطبيعي؟
- نعم، «شتي يا بيروت» هو عمل غير مفتعل، والشخصيات فيه غير مقحمة والبناء الدرامي فيه واضح واقعي ومنطقي. كما أن حالة الهروب في هذا المسلسل منطقية وواقعية، وكذلك عملية الكرّ والفرّ من سورية إلى لبنان. العمل برمّته واقعي وواضح، وعلامات الاستفهام الموجودة فيه توجد عليها إجابات واضحة بين السطور وبين المَشاهد التي نُفذت بمنطق وحرفية.
• وكيف ينعكس هذا الأمر بشكل إيجابي على العمل الدرامي؟
- عندما يكون هناك منطق في العمل يصبح كل شيء فيه منطقياً. الكاميرا منطقية والممثل منطقي والملابس منطقية، وعندما يكون النص منطقياً لا يعود هناك وجود للمطبات في العمل. لذلك، كنتُ مقتنعاً بالعمل والمُخْرِج والمُنْتِج ومنفذي الديكور، ولم يكن هناك حاجة للف والدوران أو للاحتيال على المُشاهد، بينما عندما يكون هناك إرباك في النص، فإن العدوى تنتقل إلى كل تفاصيله وإلى كل مَن يعمل فيه، والعمل سيكون مربَكاً في إيصال الحقيقة، وهي لا يمكن أن تصل رغم كل المحاولات.
• وهل هي كثيرة الأعمال التي نقلت الواقع بشفافية وصدق؟
-لا شك في أن هناك أعمالاً نجحت وقدّمت هذا الواقع، من بينها «غدا نلتقي» كتابة إياد أبو الشامات وإخراج رامي حنا، «تخت شرقي» كتابة يمّ مشهدي وإخراج رشا شربتجي، «الولادة من الخاصرة» كتابة سامر رضوان وإخراج رشا شربتجي، و«قلم حمرة» كتابة يم مشهدي وإخراج حاتم علي.
• يتناول «شتي يا بيروت» مجموعة من القضايا في عمل واحد عدا عن أنه يضمّ كماً كبيراً من المشاعر المتناقضة، فهل نجحت كل الأعمال التي تقدّمها الدراما العربية في تنفيذ هذه المواضيع كما حصل في مسلسلكم؟
- هذا العمل يحمل جرعة كبيرة من الخير والحب والشر والفساد والظلم والقهر وممارسة فعل الدعارة لإنقاذ حياة إنسان، وهو الدور الذي تلعبه زينة مكي بحرفية عالية، حيث تجد نفسها مجبرة على ممارسة هذا الفعل الشنيع لإنقاذ حياة والدها المصاب بمرض عضال. الإنسان يمكن أن يتورط بمشاعره وعواطفه كما يمكن أن يدفع ثمناً باهظاً، ولكن السؤال: هل وُجدت مثل هذه الجرعة في أعمال أخرى ونُفّذت كما يجب؟ من حسن حظ السيناريو والنص أنه وقع بين أيدي أشخاص يملكون الكثير من الخبرة والتجربة. ولو تحدّثنا بشكل مباشر، هناك ورشة عمل اشتغلت على هذا النص، بدأت بالكاتب بلال شحادات وانتهت بيد المخرج إيلي سمعان، مروراً بمجموعة من القراء والكتاب تحت إشراف لمى الصباح.
• ما أهمية الشراكة في أي عمل فني، خصوصاً في الدراما، علماً أنك نشرتَ تغريدة شكرتَ فيها كل مَن شارك في مسلسل «شتي يا بيروت»؟
- الشراكة فعل مقدّس، و«شتي يا بيروت» ينتمي إلى أناس يؤمنون بأن هذه الحياة فيها خير، وهذا العمل الفني هو مشروع خيري للمجتمع نقدم فيه الأسود والأبيض والعتمة والنور والخير والشر. يجب أن نحرص على أن نكون من أصحاب الضمير عند أداء أي مشروع فني، سواء كان مسلسلاً أو كتابة شعر أو أغنية أو رسْم لوحة، لأن الفنان حالة استثنائية والله سبحانه وتعالى أعطاه الموهبة كي يقدم الجانب المنير من هذه الحياة. الفنان إنسان ويجب أن يتعب لنبْش كل جوانب الحياة، وهذا واجب ونحن كفنانين نتحمل مسؤولية هذه المهنة.