وجع الحروف

لا شعبية لحكومة المحاصصة... وبعدين!

تصغير
تكبير

حاول أن تتابع بعض مقاطع المسرحيات والمسلسلات الكويتية القديمة التي تتناقلها وسائل التواصل الإعلامي... معظمها يتحدث عن أمور وقعت لم نتوقع آنذاك أنها ستحصل.

نحن مقبلون على عام 2022... ومانشيت «الراي»، عدد الخميس الماضي، يؤكد «لا شعبية لحكومة المحاصصة السياسية»... فهل ندرك أهمية التغيير للأفضل؟

ماذا جنينا من قيادي المحاصصة، وماذا تغير لدينا؟

لا شيء... فمعظم القضايا الشعبية التي يتطلع لها الشارع الكويتي، بدءاً من الطفل الصغير إلى المسنين مروراً بالشباب... ظلت كما هي من دون معالجة جذرية...

لو فتحت أدراج لجان مجلس الأمة، لوجدت أعداداً كثيرة من المقترحات بقانون، حبيسة الأدراج، والسبب يعود إلى تسييسها، وكأن لسان حال متخذي القرار، يقول «خلوهم معلقين واشغلوهم بالقضايا العالقة»... وبين فترة وفترة تخرج «بالونات اختبار» لجس نبض الشارع الكويتي، بهدف إشغاله عن قضايا الفساد التي تتحدث عنها الدول الأخرى، ونحن حسب ما نراه، تجاوزنا الفساد إلى الإفساد.

لا شعبية لحكومة المحاصصة... وبعدين!

تأتي بقيادي عبر بوابة المحاصصة، يعني أن ولاء هذا القيادي سيظل لمن رشحه للمنصب، وسيخرج قياديون كمحصلة من تعيين هذا القيادي... وتعال «عد وخربط»!

الغريب أن أي وزير يأتي عبر المحاصصة، في الغالب «ينسف» عمل الوزير الذي سبقه، مع أن المفهوم والمعلوم أن برنامج عمل الحكومة إستراتيجياً يفترض ألا يتأثر بتغيير الوزير أو القيادي، ناهيك عن التدوير وتغيير المشاريع أو إيقافها.

المشكلة ما زالت كما هي... إنها مرتبطة بالبطانة وتمسكنا بالنهج والوسائل والتكتيكات القديمة نفسها... فمتى نصحو من غفلتنا؟

المسلسلات والمسرحيات التي مرّ عليها أكثر من 30 عاماً، تتحدث عن قضايا هي ذاتها التي نبحث عن حلول لها في مطلع عام 2022، وسنظل على نفس الخطى نسير، والفرق فقط بأسماء من يوقع القرارات؟

لسان حال السواد الأعظم من الكويتيين، يتساءل «أليس فيكم رجل رشيد»؟

انحياز لمجموعة دون أخرى، وتقريب من لا يستطيع التفريق بين الولاء الوطني والولاء الشخصي، ولا الفرق بين الرؤية والإستراتيجية، ولا بين التعليم كجودة والتعليم كسلعة، وبين المثقف والمتعلم؟

إنها مسألة ثقافة ابتلينا بها، ونحن منذ عقود نطالب باختيار رجال دولة... لكن لا حياة لمن تنادي؟

الطامة الكبرى أن كل المنادين بالإصلاح «تطنطن» عليهم البطانة الفاسدة وتسقط عليهم أبشع الوصوف... ليس لأشخاصهم بل لأنهم يخشون أن يكشفوا ضحالة فكرهم وسوء مستواهم القيادي.

الزبدة:

نعم... لا للمحاصصة، وعلينا اختيار القياديين من الكفاءات المشهود لها علماً وثقافة وخبرة وحسن سيرة وسلوك... فإن لم نتدارك الأمر ونحن نشاهد معظم الدول قد سبقتنا، فسيأتي اليوم الذي نردد فيه المقولة العربية «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، وهو مثل يضرب عند الشعور بالندم بعد «خراب مالطا»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي