يعتقد بعض الأشخاص أنه عندما يتبوأ منصباً معيناً عليه أن يتغير ويتلاءم مع وضعه الحالي والذي يصوره له بعض المنافقين من حوله، فتجده يتعالى على زملائه والمراجعين ويتغطرس ويظن أنه أعلى منهم، فلا يراهم شيئاً ويحاول جاهداً أن يعرقل أعمالهم ومعاملاتهم ويُبعد كل من يجد فيه طموح وجهد في العمل حتى لايكشف ضعف إمكانياته ومعلوماته، فتجد أن المنصب أكبر منه ويحاول جاهداً أن يغطي على فشله في بعض القرارات السلبية والتي تؤثر على سير العمل.
يقول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: «عند الله خزائن الخير والشر، مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله مفتاحاً للخير، ومغلاقاً للشر، وويل لمن جعله مفتاحاً للشر، ومغلاقاً للخير».
فمن يرزقه الله بمنصب أو جاه أو تجارة، أو يكون في مكان عمل لخدمة الناس فإن الله قد رزقه بخير كبير، فلا بد أن يسهل على الناس، ولا يكون حجر عثرة في طريقهم ويؤذيهم بالطلبات والأوامر غير الضرورية، فلا بد أن يسهل عليهم قدر الإمكان، فمن الوارد أن يأتي يوم يكون مكانهم ويتمنى لو سهلوا عليه.
لدينا مسؤولون يتقنون فن إيذاء الناس وكأن الوزارة أو المؤسسة ملك لأجدادهم، فيبطشون بالبشر ويدمرونهم ويجعلون حياتهم مليئة بالمشاكل والهم ويظلمون دون أن يتحققوا ولايهتمون بما سيحدث بعد ذلك.
فهذه رسالة لكل مسؤول ظالم وفاسد، الدنيا قصيرة وهناك ثواب وعقاب لا تعتقد أن قوتك في منصبك ستنفعك، فالأمان الوظيفي لديك قصير وأنت تُدرك ذلك، فتدارك أخطاءك وصححها ولا تظلم الناس وتجعل حياتهم سواداً، فحتماً سيأتي اليوم الذي يقتصون منك، فلكل زمان دولة ورجال، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، فاحرص على سمعتك فهي التي تدوم أما المناصب فهي زائلة، نكتفي بذلك، والله من وراء القصد.
mesferalnais@