«الوضع في لبنان لم يعد يحتمل»
فادي إبراهيم لـ «الراي»: قررتُ الهجرة إلى أستراليا
يبدو أن الممثل اللبناني فادي إبراهيم قرّر الهجرة من لبنان نهائياً بعدما دَهَمه اليأس من تردي الأوضاع في «بلاد الأرز».
ومع أن إبراهيم ينتقل من عمل إلى آخَر، ولكنه لا يشعر بالأمان والراحة، وهو يشير في حواره مع «الراي» إلى أن كل ما يشارك فيه لا يُعدّ عملاً بما تعنيه الكلمة بل هو للاستمرارية فقط.
• كم تُرْضيك الأدوار التي تشارك فيها؟
- من أي ناحية!
• من الناحيتيْن المعنوية والمادية؟
- هي لا ترضيني مادياً ومعنوياً.
• وماذا تُصَوِّر حالياً؟
- «الزمن الضائع» للمنتج إيلي معلوف وإخراج ماريان صقر التي كانت تعمل كمساعدة مُخْرِج و«بيوت من ورق» من إنتاج جاد شويري وإخراج أسامة الحمد. كما صوّرتُ «للموت»، «رقصة المطر»، «شتّي يا بيروت» و«بارانويا».
• هل يمكن القول إنك جوكر الدراما اللبنانية؟
- لا أعرف ما هو التوصيف المُناسِب. أريد أن أستمرّ ولدينا مسؤوليات تجاه عائلاتنا وبلدنا، ولكنني منزعج كثيراً لأنني سأترك لبنان وأهاجر.
• هل تشعر بأن لا ضمانات في لبنان؟
- كل الأبواب موصدة. المصارف صادرتْ أموالنا والدولة صادرتْ مستقبلنا ومستقبل أولادنا. نحن استُنفذنا من كل النواحي. الإنسان يحاول أن يبني مستقبلاً كي يشعر بالسلام والراحة، ونحن لا نشعر بأي منهما.
• وفي أي مجال يمكن أن تَعمل في الخارج؟
- أحمل الجنسية والدولة تهتمّ بي. ومجرد منحي الجنسية هو دليل على احترام هذه الدولة لي. وُلدت في لبنان وعشت في لبنان، ولكن بدل أن أتقدم فإنني أرجع إلى الوراء.
• أي جنسية تحمل؟
- الأسترالية. والدتي أسترالية وجدّي عاش فيها.
• وأولادك يعيشون في الخارج؟
- ابنتي في فرنسا وابني يكمل تعليمه في برلين.
• وهل هناك إمكانية للعمل بالفن في أستراليا؟
- يوجد عمل من كتابتي سأعرضه هناك. ثمة إمكانية للعمل في القطاع الفني، ليس في أستراليا وحدها، بل في أي بلد آخر. مع أن الأولوية عندي هي لبلدي وناسي والأشخاص الذين تربطني علاقة بهم.
• يبدو أنك متردّد في قرار السفر؟
- الشخص منا يتعب كل عمره من أجل أن يترك شيئاً إيجابياً لبلده. مبدئياً، سأزور استراليا. يهمّني أن أبرهن في الخارج أنه يوجد في لبنان إنسان يُنازِع.
• لكنك من الممثلين الذين لا يتوقفون عن العمل؟
- هو ليس عملاً بكل معنى الكلمة، بل هو محاولة للاستمرار. هو ليس العمل الذي يفترض أن يكون عليه، لأن العمل يكون بطريقة مختلفة.
• ماذا تقصد؟
- كل القيّمين الذين من المفترض أن يقفوا إلى جانبنا لا يفكرون سوى بأنفسهم.
• اللافت أن الممثّل اللبناني يلهث للعمل مع المُنْتجين اللبنانيين، فما السبب الذي يجعل الممثل اللبناني غير راضٍ عن وضعه؟
- كل بلد لديه أوضاعه والمجالات التي يمكن العمل فيها والظروف التي تتحكم ببعض الأشخاص. لكن لبنان تربة خصبة لكل شيء. الدراما لا يمكن أن تستمرّ من دون جمهور وتسويق، الأسواق متوافرة والشركات تريد مصلحتها،. لذلك، تقوم الدراما على تركيبات معينة، والمجال مفتوح أمام الجميع.
والمشكلة أن الحكومات المتعاقبة لم تقم يوماً بأي خطوة إيجابية تجاه أي قطاع مُنْتِج في لبنان بما فيها القطاع الفني. هم لا يفكرون إلا بأنفسهم.
• ما الذي يمكن أن يرضيك كفنان؟
- أن نسترجع شيئاً من كرامتنا في هذا الوطن. لا أتحدّث كفنان، بل كإنسان لأنني مواطن قبل أن أكون فناناً.
• هل الأجور التي تتقاضونها لقاء المشاركة في الدراما المحلية والمشتركة هي واحدة ؟
- لا أعرف ما الأجور التي يتقاضاها الآخَرون. أما بالنسبة إلى أَجْري، فهو يرتبط بالدور وعدد أيام التصوير والمَشاهد والحلقات. لا يوجد أَجْر ثابت.
• هل من مشاريع للفترة المقبلة؟
- توجد عروض مختلفة. في الماضي كنا نفرح عندما تأتينا فرصة عمل، أما اليوم فهم سرقوا منا حتى الفرح. ربما أقوم بجولة لعرض مسرحية «لما صرت انسان»، وهي جاهزة منذ فترة طويلة وتتناول كل ما يحصل حالياً في لبنان. أسعى إلى إنجاز الأعمال التي أصوّرها حالياً كي أتمكن من اتخاذ القرار المُناسِب حول الهجرة.
• أي بعد شهر واحد؟
- بل شهران. ربما حينها تتوضح الأمور في لبنان أكثر، وعندها يمكن أن أغادر من دون أن أشعر بعقدة ذنب.