ألوان

العلاقات العامة

تصغير
تكبير

تمتلك الكويت خبرة تراكمية في إدارة المهرجانات والمؤتمرات وغيرها من التجمعات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، ولا يعني ذلك عدم حدوث بعض المثالب بين الكثير من المناقب، وكان آخرها ما حدث في مهرجان الكويت المسرحي الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث إنه حدثت بعض الأمور التي لا يجب أن تحدث، خاصة أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لديه خبرة طويلة في تنظيم مهرجان مسرحي عادي، بل إنه قام بسلسلة من المهرجانات في عام واحد فقط في سنة 2001م، عندما كانت الكويت عاصمة للثقافة العربية، وقد نجحت نجاحاً كبيراً في التنظيم بصورة كبيرة.

ويقع اللوم على إدارة العلاقات العامة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، التي اختارت بعض العناصر غير المختصة في تنظيم مهرجان الكويت المسرحي، حيث تم التعامل مع الشخصيات الكويتية السياسية والإعلامية والثقافية والفنية بصورة لا تليق بسمعة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (!)، فهل يجوز أن يتم وضع من لا يعرف تلك الشخصيات؟

فقد رأيت بأم عيني من يمنع وزير إعلام سابق من الجلوس في الصفوف الأمامية، ويقول له من أنت، فأنا لا أعرفك؟! وامتد ذلك الأمر إلى أحد أشهر الأدباء والنقاد في الكويت وهو أستاذ جامعي، وله وزن كبير في الثقافة الكويتية ثم يأتي من يمنعه من الجلوس، إلى أن تدخل شخص ليقول للذي يمنع الناس، إن هذا الرجل هو وزير إعلام سابق والآخر هو أديب وناقد كبير، والآخر فنان تشكيلي معروف، فكان رده بصوت مرتفع هم طلبوا مني منع كل شخص يريد أن يجلس في الصفوف الأولى، وأنا لا أعرف هؤلاء الناس الذين ذكرتهم!

لا أريد أن أذكر اسم الوزير السابق ولا الأديب ولا بقية الشخصيات احتراماً لمكانتهم، لكنني أحب أن أذكر ما حدث للمسؤولين ابتداءً بالأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل وإلى الأمين العام المساعد الدكتور بدر الدويش، وإلى إدارة العلاقات العامة ليس بهدف التشهير بقدر هدف التذكير بالخطأ الذي قد يؤدي إلى أخطاء فادحة في المستقبل... متى ما كان هناك ضيوف من الأخوة العرب.

وأذكر أن مهرجاناً سابقاً للسينما لم يقم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتوجيه دعوة لنادي السينما، وعندما تم استدعاء مسؤولة عن الحدث لم تقدم عذراً مقنعاً، بل إنها لم تعتذر أمام الأمين العام المساعد في وقتها، كما أنها تعتمد على صحافي بات غير قادر على العطاء.

وأذكر أنه في التسعينات كان هناك موظفة اسمها سلوى الكهيم، وهي رئيسة قسم بالعلاقات العامة التي كانت طاقة كبيرة لعبت مع فريق عملها دوراً رئيساً في نجاح تنظيم الكثير من الأنشطة التي قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتنظيمها فكانت مع زملائها كخلية نحل تعمل ليل نهار دون تعب أو شكوى، بل إنهم كانوا يمتلكون العمل على إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تبرز بصورة مفاجئة، علماً بأنني لا أعرف سلوى الكهيم، ولا أي شخص من فريق عملها، لكنني كنت أرى ما يقومون به عندما كنت أحضر الكثير من الفعاليات، إضافة إلى بعض المواقف التي قالها لي بعض الفنانين التشكيليين الخليجيين والعرب الذين زاروا الكويت.

إن عملية اختيار فريق العلاقات العامة في أي مؤسسة حكومية أو خاصة يجب أن يتم بعناية فائقة، وأن يتم خضوع أفراد العلاقات العامة لدورات تدريبية من أجل الارتقاء بأدائهم إلى أن يصل بهم الأمر إلى أنهم يعلمون ماذا يعملون، وكيف يقومون بذلك العمل على أحسن وجه، وبالتالي فإن الشخص الذي يعمل كفرد بالعلاقات العامة عليه أن يتحلى بالديبلوماسية، والقدرة على ضبط الأعصاب وحسن التصرف بلباقة مع الآخر سواء كان ضيفاً أو من الجمهور العادي أو من وسائل الإعلام المختلفة.

إنني لا أوجه اللوم إلى المسؤولين في بقدر ما أوجهه إلى إدارة العلاقات العامة بالمجلس، وخصوصاً الذي لم يبذل جهداً مناسباً في وضع الشخص المناسب.

إن العلاقات العامة باتت علماً يدرس وفناً له تفاصيل كثيرة في تنفيذه وتقديمه إلى الجمهور، فهي الواجهة أمامهم، خاصة أننا نعيش الآن والعالم أصبح قرية صغيرة بل «فريج» يمكن تطويع الكثير من العناصر في تقديم التواصل الأفضل بين هذا «الفريج»، خاصة مع تطور وسائل التواصل الإعلامي ووسائل الاتصالات المخلتفة، وعندما يعود الجمهور من تلك الفعاليات سواء كان من داخل الكويت أو خارجها فإنه يشير إلى حسن الاستقبال أو أنه يذكر لمن حوله سوء التعامل أو القصور في موقف معين، وهذا ما لا نريده لأن المهرجان يمثل سمعة الكويت فنياً وثقافياً.

وإذا كان الأداء مرضياً، فإن عملية المحافظة على هذا الرضا عملية ليست سهلة، لذا، لا بد من تطوير الأداء في العمل من خلال التنسيق والدورات التدريبية، والاستماع إلى آراء الناس لمعرفة قياس النجاح ومعرفة المناقب والمثالب بعد كل نشاط.

إن العلاقات العامة في الشأن الثقافي مهم جداً، ولديّ الكثير من الذكريات والحوادث ذكرت البعض منها، وعلى المحبة نلتقي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي