اتّهم واشنطن بغزو الدول على هواها... وأكد أن موسكو سترد «بالشكل المناسب» على أيّ اعتداء غربي
بوتين: الأميركيون على عتبة دارنا ولا مجال للتراجع أكثر
هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السياسات الأميركية التي تعتمد التدخل عسكرياً في دول أخرى، متسائلاً «ماذا تفعل الولايات المتحدة الآن على الأراضي الأوكرانية، الواقعة ليس على بعد آلاف الكيلومترات من حدودنا، ولكن على عتبة دارنا»؟ ومؤكداً «يجب أن يفهموا أنه ليس لدينا مكان لمزيد من التراجع».
وأشار بوتين، خلال اجتماع موسع لقيادة وزارة الدفاع في موسكو، أمس، إلى أن الولايات المتحدة «تلتزم قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة عندما يكون ذلك مفيداً لها، لكنها تتناسى ذلك على الفور إذا كان لا يتوافق مع مصالحها»، مضيفاً أن مثل هذه التلاعبات «أصبحت مزعجة».
وقال بوتين «مَنْ أعطى (الولايات المتحدة) الحق في توجيه ضربة لعاصمة أوروبية، مدينة بلغراد؟ لا أحد... قرّرت ذلك بنفسها بكل بساطة...».
وتابع «وبأي حجة دخلوا العراق؟ (تحدثوا عن) تطوير أسلحة الدمار الشامل.
دخلوا ودمروا البلاد وأوجدوا بؤرة للإرهاب الدولي ثم تبيّن أنهم أخطأوا.
قالوا الاستخبارات خذلتنا. رائع! وهذا هو كل التبرير! اتضح أنه لم يكن هناك أيّ أسلحة».
وتساءل أيضاً «كيف دخلوا سورية؟ هل بموافقة مجلس الأمن؟ كلا... إنهم يتصرفون على هواهم».
وحمّل بوتين، واشنطن مسؤولية تدهور الوضع في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، مشيراً إلى أن تسليح أوكرانيا وحضها على مواجهة روسيا يخلق تهديدات خطيرة للأمن القومي.
وأكد أن بلاده سترد بـ«الشكل المناسب» على أيّ اعتداء غربي وستواصل تطوير جيشها.
وتساءل «لماذا وسّعوا حلف شمال الأطلسي وتخلوا عن معاهدات الدفاع الصاروخي؟ إنهم المسؤولون عما يحدث الآن، (مسؤولون) عن التوترات المتصاعدة في أوروبا».
وأضاف أن واشنطن بعد ما اعتبرته انتصاراً لها في الحرب الباردة، قامت بتغليف هذا التقدير بالنشوة مما قادها إلى اختيارات سياسية خاطئة.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا، مطالبة حلف شمال الأطلسي بعدم قبول الجمهورية السوفياتية السابقة عضواً به، وضمان عدم نشر أي أسلحة أو قوات هناك.
وقال بوتين إنه يأمل في محادثات بنّاءة مع واشنطن وبروكسيل حول مطالب الضمانات الأمنية التي تقدمت بها روسيا ما دامت هناك دلائل على أن الغرب مستعد لبحث هذه القضية.
وأضاف أن موسكو تريد ضمانات أمنية قانونية طويلة الأمد من قبل الغرب وليس وعوداً شفوية.
وتابع «الصراعات المسلحة وإراقة الدماء ليست إطلاقاً الشيء الذي سنختاره. لا نريد مثل هذا السيناريو».
من جهته، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو، خلال الاجتماع، إن أكثر من 120 عنصراً من شركات عسكرية أميركية خاصة يعملون في دونباس الأوكرانية، مؤكداً أن أميركا والناتو يستخدمان الطيران الإستراتيجي بشكل أوسع في مناوراتهما قرب الحدود الروسية.
وأضاف أن محاولات حلف الأطلسي ضم الجيش الأوكراني إلى أنشطته «تمثل تهديداً أمنياً».
ميدانياً، تبادل الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لموسكو إطلاق النار، مما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
في الأثناء، كشف المكتب الإعلامي لأسطول المحيط الهادئ الروسي، عن إطلاق صاروخ بالستي من طراز «كاليبر» من غواصة في بحر اليابان ليصيب هدفاً على الأرض على مسافة ألف كيلومتر.