بدأت فصول القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى، حين دخلت القوات البريطانية إلى فلسطين، ثم أصبحت تحت الانتداب البريطاني في عام 1917.
وبدأ التخطيط لتنفيذ وعد بلفور، والذي تعهدت فيه بريطانيا على لسان وزير خارجيتها (بلفور) بمنح اليهود وطناً قومياً على أرض فلسطين وتجميعهم من شتى بقاع العالم.
وفي عام 1948، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت ساعة الصفر لتنفيذ ذلك الوعد المشؤوم، حيث توافد اليهود إلى فلسطين تحت حماية القوات البريطانية، وبعد
أن ازداد عدد اليهود أعلن رؤساؤهم قيام دولة إسرائيل في سنة 1948.
وقد رفض الفلسطينيون هذا الأمر بسبب إعطاء من لا يملك الأرض لمن لا يستحق، وللأسف لا تزال تلك الدولة قائمة في قلب الأمة العربية.
وبدأ تقسيم فلسطين آنذاك كما يلي:
1 - دولة عربية على مساحة 42 ٪
2 - دولة يهودية على مساحة 58 ٪
3 - القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية.
وهنا، كانت بداية الصراع بين العرب والكيان المحتل.
بعد اندلاع حرب 1967، احتلت إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية، ومارس الغزاة شتى أنواع القتل والتعذيب والدمار والتوسع ببناء المستوطنات، ومارسوا شتى أشكال الضغوط على الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم لتهجيره وترك أرضه.
كان رهان اليهود بأن الكبار يموتون والصغار ينسون - لكن بالرغم من كل هذه الأمور - لا تزال الأرض تضج بأنها فلسطينية.
- ونحن جيل تربينا ونشأنا منذ ذلك الحين على أن العدو الصهيوني هو عدونا الأوحد، وأن أرض فلسطين هي أرض العرب جميعاً، وأنها لا تزال محتلة، ودليل على هذا الترابط الوجداني مع قضية فلسطين، كنا نساهم ونحن صغار بمصروفنا اليومي عندما كنا طلبة في المدارس نصرة لأخواننا الفلسطينيين، وكذلك كانت هناك استقطاعات سواء من تذاكر السينما، أو من الأماكن الترفيهية مساهمة منا للمقاومين.
- نحن الكويتيين خاصة، نشعر بما يشعر به إخواننا الفلسطينيون كوننا مررنا بتلك التجربة المريرة أثناء الاحتلال العراقي لدولتنا الحبيبة سنة 1990، عندما فقدنا الأمن والأمان والشعور بالطمأنينة، ناهيك عن عمليات الخطف والسجن والتعذيب والقتل لشعبنا في الداخل، وفي الخارج كان الآخرون من شعبنا الكويتي مهجرين في شتى بقاع الأرض ومحرومين من وطنهم طيلة 7 شهور، حتى منّ الله علينا بنعمة التحرير من براثن الاحتلال.
لا شك، في أن الموقف الكويتي الرسمي مشرف وثابت ومساند للقضية الفلسطينية - وهذا الموقف الكويتي لا يزال ثابتاً بالرغم من مرور عشرات السنين على هذه القضية الإنسانية والقومية، والكويت تعتبر من أكبر الداعمين للحقوق الفلسطينية في كافة المحافل والمنظمات الدولية إيماناً منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية، ولا يختلف موقف البرلمان الكويتي الصلب والممثل للشعب الكويتي في دعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني عن الموقف الرسمي لدولة الكويت، بل هو امتداد لموقف الدولة الرسمي المبدئي من القضية الفلسطينية.
وللأسف، تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر وتداول تغريدات سافرة ومستفزة من مغردين صهاينة والتي تمس الشأن الداخلي للدول العربية، وتداول الأخبار عن الكيان الغاصب بصورة تشعر المستمع لها بأن هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين هو دولة صديقة وصادقة في علاقاتها مع العرب!
وفي الوقت نفسه، يصف هؤلاء المدّعون من يقوم بمقاومة الاحتلال الصهيوني بالعمالة ومعاداة السامية!
- المقبورة غولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، عرابة الإبادة البشرية ضد أطفال فلسطين ما تزال كلماتها عالقة في الأذهان، عندما سئلت عن أسوأ يوم في حياتها وأسعد يوم، فقالت: «أتمنى كل صباح أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة»!
«أسوأ يوم في حياتي، يوم أن تم إحراق المسجد الأقصى، لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي، لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يحركوا ساكناً، وعلمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده».
وللأسف، فإن ذلك دلالة على التفكك والضعف الذي فرق بيننا، فاختلفت الولاءات وجعلتنا أحزاباً بتخطيط بارع من قبل الأعداء.
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )» (الآية 82).
آية صريحة من العليم الخبير سبحانه، تدعونا للحيطة والحذر من التعامل مع هؤلاء وتشير إلى صفات (الغدر / والخيانة / الكيد / المؤامرة، وجرائمهم ونواياهم) - (لديهم مشروع يهدفون إلى تحقيقه) - فهؤلاء هم أشد الناس عداوةً للمؤمنين.
وهنا يأتي دور وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية الرافضة لهذا النهج من الاستسلام والخنوع للعدو الغاصب لدحض هذه التوجهات اللا مسؤولة والمنافية للقيم والمبادئ العربية والإسلامية، والتي ترفض إقامة أي علاقة مع العدو الغاصب ما دام مصراً على احتلال الأرض العربية في فلسطين، وعن طريق قيام الإعلام الحر الرافض لمثل هذه التوجهات وقيامه بنشر الأخبار والمعلومات الصحيحة منعاً لتفشي الإعلام السلبي وما يتبعه من الانحرافات في هذه القضية المصيرية التي تمس الأمن والسلم الداخلي للدول العربية، ويجب أخد الحيطة والحذر، خاصة من المؤامرات التي تحيكها الصهيونية العالمية ومخططاتها في منطقتنا العربية والتي هي من الأخطار الكبيرة التي تهدد أمن وسيادة الدول العربية.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة والحمدلله رب العالمين.