عبدالسلام عبدالله الشطي يكتب عن الراحل فوزي الخرافي: صوامٌ قوام

فوزي الخرافي
فوزي الخرافي
تصغير
تكبير

المرحوم بإذن الله فوزي محمد عبدالمحسن الخرافي رجل من نوع فريد في عطائه وفي علاقاته مع الآخرين.

علاقته الدنيوية قليلة، فأكثرها مع ربه ومع الأيتام والمحتاجين في بقاع كثيرة من الأرض. فصدقة السر عنوان ورمز له، وكل من ارتبط به بعمل الخير من لجان وأفراد لا يعرفون إلا أن المتبرع أبو حسام، فلا يملكون ما يثبت أن المتبرع ومن قدم العطاء هو فوزي الخرافي. فهو رحمه الله كان حريصاً على سرية العطاء وعمل الخير. وبوفاته، أغلق أحد أبواب صدقة السر.

كثيراً ما كان يسألني عن أشخاص ولجان يريد أن يقدم لهم العطاء، ليتأكد من استحقاقهم للمساعدة، فقد كان حريصاً على أن تصل المساعدة لمستحقيها.

أبو حسام رجل سهل ومرن في تعاملاته وعلاقاته، فهو يدرس الأمور جيداً قبل الإقدام عليها. أنا أتكلم عن فوزي، رجل الخير الذي علاقته بصخب الحياة قد تكون معدومة، فقد سخّر حياته وجهده لله وطاعته وعبادته وإدخال السرور للمحتاجين. فإذا أردت مقابلته، ليس بديوان أو مكتب، بل في بيت من بيوت الله، وهو مسجد الخرافي بالبدع، حيث الصلاة والقيام فيه، فهذا هو عنوانه الدائم.

شخص قليل الكلام كثير الفعل، لا يتكلم إلا همساً وردوده مختصرة... رجل يده مبسوطة للفقراء والمحتاجين، وكأنه خلق لذلك.

إنه من سلالة الخير، فوالده المرحوم محمد الخرافي وأخواه المرحومان جاسم وناصر، فنهج واحد في بسط اليد المفتوحة للخير. لا يمكنك أن تتكلم عنه كسياسي أو اقتصادي أو رياضي، فحتماً لن تجد ما يشبعك من حديث إلا إذا دخلت من باب العطاء، فستسبح في بحر العطاء ومنهل الخير.

المرض أصابه فترة ليست بالقصيرة، فلم يكن سبباً في إغلاق باب مد اليد للمحتاج. فهو صوامٌ بالنهار قوامٌ بالليل.

اللهم اجعل عمله نوراً له في مثواه وآخرته. قولوا معي يا ناس ومن القلب آمين الله يرحم من رحل بالسلامة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي