رسائل في غاية الأهمية خرجت من الرياض، لتعلن عن بدء سياسة جديدة بعد نجاح القمة الخليجية الـ42 بتمثيل عالي المستوى من قِبل دول مجلس التعاون، ولعل مستوى التمثيل العالي كان أول الرسائل التأكيدية لذوبان الاختلافات والتضامن الخليجي المتين، وتوحيد المواقف في التعامل مع ملفات المنطقة.
منذ مغادرة دونالد ترامب البيت الابيض، وخسارة الحزب الجمهوري ووصول جو بايدن الديموقراطي لدفة القيادة العالمية، كان واضحاً برود وتذبذب العلاقات الأميركية مع دول الخليج، واكبر دليل على ذلك الانسحاب الإماراتي من صفقة طائرات F35 التي عقدتها مع ترامب، ومن هنا تأتي أهمية هذه القمة، والتي قد تكون من أكثر القمم أهمية وبداية لمرحلة جديدة واعادة التفكير في التحالفات العالمية الكبيرة.
نجاح القمة وبيان توحيد المواقف والسياسات الخارجية ووحدة الدفاع المشترك، أوجعت طهران ووضعت يدها على الجرح الايراني، فردت على البيان الختامي ببيان تتهم فيه بيان القمة بانه غير بنّاء وغير صحيح، والحقيقة ان ما ازعجها ليس البيان الذي أكد المؤكد، وانما هذه الوحدة الخليجية التي لطالما سعى النظام الإيراني لتفريقها وراهن على تشتيتها.
رسائل كثيرة بعثها البيان الختامي لقمة الرياض عبرت بشكل كبير عن تطلعات شعوب المنطقة، ولم تكن نهاية القمة ختاماً...، وانما كانت بداية جديدة لمرحلة جديدة في توحيد المواقف السياسية إقليمياً ودولياً، إلا أن المهم جداً أن تصل هذه الرسائل داخلياً للشعوب الخليجية قبل ان تكون خارجية، لندرك ونعي جملة التحديات الخارجية وأن المرحلة المقبلة صعبة، فنكون عنصراً مساعداً في هذه المرحلة وليس مصدر قلق وتأزيم.
Hamadaljedei@