في حفل عشاء حضره سعد الفرج ومجلس إدارة الفرقة
«المسرح الكويتي» احتفى بالمبدعين... «الساعة التاسعة»
وسط أجواء احتفالية مُبهجة، احتفت فرقة المسرح الكويتي أول من أمس، بمبدعيها الفنانين أبطال مسرحية «الساعة التاسعة»، التي شاركت أخيراً في فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، وحازت جائزة أفضل مؤثرات صوتية، كما نالت استحسان النقاد والجمهور، ممن أجمعوا على أن العمل اكتملت فيه عناصر العرض المسرحي.
وشهد حفل العشاء، الذي أقيم في مقر الفرقة بالسالمية، حضور حشد غفير، تقدمه الفنان القدير سعد الفرج، إلى جانب رئيس مجلس إدارة الفرقة الفنان أحمد السلمان، ونائبه الفنان عبدالله غلوم، فضلاً عن حضور الفنان عبدالله العتيبي، والفنان إسماعيل الراشد، وكوكبة كبيرة جداً من أعضاء الفرقة ونجوم المسرح، في حين قدمت فقرات الحفل الإعلامية حبيبة العبدالله.
بعد ترحيبها بالضيوف، دعت الإعلامية العبدالله رئيس الفرقة السلمان ونائبه غلوم إلى تقطيع كعكة الاحتفال بحضور الفرج، الذي تحدث قائلاً: «لا يخفى أن فرقة المسرح الكويتي هي أساس المسرح في الكويت، ويعود الفضل إلى محمد النشمي، وحمد الرجيب، وعقاب الخطيب وصالح العجيري، كلهم أبناء هذا المسرح.
أنا انضممت إلى المسرح الشعبي في سنة 1958، وكنتُ فخوراً أن أكون عضواً في المسرح الكويتي، فحافظوا على سمعة هذا المسرح، واستمروا في العطاء، وأنا سعيد أن أكون بينكم».
من جانبه، أشاد غلوم بجهود الفنانين، لافتاً إلى أنه رأى العام الماضي وهذه السنة أفضل العروض، مستعرضاً مشواره مع فرقة المسرح الكويتي منذ العام 1973، وما قدمه من أعمال يعتزّ بها مع نخبة فنانين، بينهم الراحل ماجد سلطان.
أما السلمان، فقد عبّر في مستهل حديثه عن حزنه لوفاة الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح، «الذي كان سنداً لفرقة المسرح منذ العام 1992»، داعياً الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت، حداداً على رحيله.
بعدها أعرب عن فخره واعتزازه بحضور الفرج إلى الاحتفالية ودعمه الدائم للفنانين الشباب، لافتاً إلى أن مهرجان المسرح الكويتي الأخير، أكد علو المواهب والكفاءات الكويتية، «الذين أثبتوا قدرتهم على إنجاح المهرجان لوحدهم، حتى وإن تعذّر حضور الفنانين الضيوف من الدول العربية، كعادة المهرجان في دوراته السابقة»، مثنياً في الوقت ذاته على عضو الفرقة الفنان نواف الشحيتاوي الذي قال إنه كان يعمل بجد واجتهاد ومن دون أن يطلب مقابلاً مادياً، و«هو مثال حيّ على أن الشاب الكويتي متفانٍ في عمله، وليس كما يشاع بأن الكويتيين لا يعملون».
وكشف السلمان عن معاصرته لكل المهرجانات المسرحية منذ انطلاقتها في العام 1989 وحتى يومنا هذا، «حيث كنّا نعاني دوماً من شح النصوص، ولطالما نقول إن المعهد المسرحي منذ 1973 لم يخرّج لنا إلا مؤلفاً واحداً وهو الكاتب بدر محارب، غير أن المهرجان في دورته الأخيرة قدّم لنا خمس كاتبات مبدعات (ينشدّ الظهر فيهن)، وهذا الشيء يدعو للفخر والاعتزاز، خصوصاً وأن تلك الطاقات الإبداعية هي التي أسهمت في إنجاح المهرجان».
وتابع: «نحن نريد العنصر النسائي، فقد كانت لدينا في السابق الكاتبة فطامي العطار، ولكن في دورة المسرح الكويتي هذا العام اختلف الوضع، حيث شاهدنا أكثر من مؤلفة، بالإضافة إلى تنوّع النصوص وتميزها في طرح الأفكار.
وأكمل قائلاً: «نبارك لتغريد الداود حصولها على أفضل نص على مستوى الوطن العربي بالشارقة، وهي بلا شك أفضل كاتبة كويتية».
كما أشاد بمخرج مسرحية «الساعة التاسعة» الفنان بدر الشعيبي، «الذي خاض تجربة الإخراج للمرة الأولى، وقد نجح العمل بشهادة النقاد والجمهور ممن وصفوه بأنه عمل عالمي»، متمنياً أن تُعاد المسرحية مرة أخرى في أحد المهرجانات المحلية أو الخارجية.
بعدها، جرت مراسيم التكريم لأعضاء فرقة المسرح الكويتي، حيث دعت الإعلامية العبدالله، الفرج والسلمان وغلوم إلى تسليم الدروع التذكارية وشهادات التقدير لهم، لما قدموه من جهود حثيثة في جميع المهرجانات المسرحية، التي شاركوا بها.
سعد الفرج لـ «الراي»: لم يأتِ وزير إلا وطالبته بعودة المسرح المدرسي
أعرب الفنان القدير سعد الفرج لـ«الراي» عن فرحته العارمة بمخرجات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، «من مؤلفات مبدعات وفنانين شباب نتوسم بهم النجاح وتحقيق الإنجازات»، متمنياً أن يواصلوا المشوار على نهج من سبقوهم من الروّاد، محمد النشمي وحمد الرجيب وعقاب الخطيب وصالح العجيري، وغيرهم.
وأضاف «أتمنى الازدهار دوماً للمسرح الكويتي، وشحذ الهمة من الشباب حتى يرسخوا المسرح أكثر وأكثر محلياً ودولياً، لا سيما وأن جذور المسرح الكويتي تمتد إلى الحرب العالمية الثانية، وهو دائماً في المقدمة، حيث دأب على طرح قضايا المجتمع، ولطالما كان مرآة عاكسة لآمال وتطلعات الشعب».
وطالب «بوبدر» بعودة المسرح المدرسي إلى سابق عهده، «لأنه الأساس في كل شيء، فهو من يصنع الفنان ويخلق الجمهور، ولم يأتِ وزير للتربية إلا وطالبته بعودة المسرح في المدارس، مثلما كانت عليه الحال في الستينات والسبعينات، فإذا أردنا أن تقوم قائمة للمسرح فلا بد من عودة المسرح المدرسي».