سافر إلى ذاتك

ماذا تعني لك جائزة؟

تصغير
تكبير

تم حصولي على جائزة الكويت للإبداع، عن ابتكار لعبة «تعال أبيك» المعرفية، وهي لعبة هدفها تطوير العلاقات الاجتماعية، وتحسين المعارف الفكرية، وإيجاد معنى للحياة، وبنيت على دراسات علمية، في التقليل من الاكتئاب وصناعة المعنى.

هي لعبة مرت بليالي إعداد طويلة، وتحضير ومراجع عديدة في الإرشاد النفسي، ومقاييس كثيرة قلبية وبعدية لقياس تأثيرها، والكثير من التعديلات والإضافات والحذف، ولجنة حكم من مختصين بالصحة النفسية، صارمة، ورحلات سفر طويلة ولبلدان متعددة، شريط من ساعات العمل وتفاصيل الإنجاز ومتاهات التفكير كانت بعقلي.

ولدى توجهي لاستلام درع التكريم، ووقوفي في المنصة، كان المصورون يلتقطون لقطاتهم، وأنا التقط لقطاتي الخاصة معهم، لقطة تحفزني أكثر وأخرى تطبطب على أيام الغربة الصعبة، وأخرى رغبة بالتطوير أكثر، وأخيرة... حصاد تعب وجهد يومي... كانت لحظة تختصر كل اللحظات، وكل شيء لشيء أنجزته، وكل المشاعر لشعور عشته، وكل السعادة لموقف سعيد، وبين فخري بالجائزة، وبين استمتاعي بحصول إنجازي على التميز، كان بداخلي تساؤل عن كمية السعادة القصوى التي تصنعها جائزة وتكريم، وما أهمية ذلك في حياتنا؟

بالتأكيد الأستاذ ماضي الخميس، سبّاق كعادته في صناعة المبدعين، ودعمهم، وتشجيعهم، واحتوائهم، وإبرازهم وهو ينعم بسعادة مختلفة، وهي سعادة الدعم وتقديم العون، وصناعة جيل مبدع، يتنافس على الأسبقية والأعمال الفريدة، وكل من تكرم بذاك اليوم كان يتميز بشيء فريد ومهم وجميل، أما عن سعادة المكرمين كانت سعادة الإنجاز الذي استغرق ساعات من العمل، وأياماً من الإعداد، وتفاصيل من الخيبات لترى أعمالهم النور، وتكرم إنجازاتهم، كان مجرد النظر للمكرمين والمبدعين، كافياً لترى السعادة، تتلألأ بأعينهم، تسمعها بأصواتهم، تراها بلغة أجسادهم، وتترجمها ابتساماتهم، ولو أخذنا مجهراً نفسياً داخل قلوب وأفكار المكرمين والمبدعين، الأمر ليس درعاً وتصفيقاً وتكريماً فحسب، بل دافع للتقدم، باب لإبداع جديد، رغبة بتقديم المزيد، مسؤولية أكبر وعطاء أكثر.

ولأن التساؤل مهم، تكون الأسئلة أكثر أهمية، ماذا تعني لك جائزة؟ هل ربحت في أولمبياد مدرسة ميدالية، أو ربحت في «ملاهي» لعبة، أو فزت بسحب جائزة، أو كرمت كفائق بالمدرسة، أو حصلت على جائزة حفظ قرآن، أو مسابقة شعر، ماذا يعني لك كل هذا؟ ماذا تعني لك جائزة؟ وهل مهم أن نحصل على جوائز؟ نعم مهم لأنها تعبير لنا وعنا، أننا مهمون، وموجودون، ومن أهم المشاعر للإنسان هي حاجته للتقدير، وأن جهده يرى ويقاس في تأثيره على مجتمعه لكن من يستحق الجائزة؟ أنت مع نفسك تستحق، والجميع في أسرهم يستحقون، والموظفون المميزون، والمبدعون بمجتمعاتهم والمفكرون.

ومتى تحصل على جائزتك؟

إن كل شيء تفعله في حياتك يستحق أن تكافئ نفسك عليه، كأن تتدرب على الاستيقاظ باكراً، لمدة سنة، أو تطور لغتك، أو تبدع بمجال، أو تتخلص من سلوك أزعجك، كل ما تفعله يحتاج تكريماً لتستمر أكثر، فمثال أن تدرب نفسك على سلوك تريده، ستقاوم التغير وتتعب ثم تنجح، تستحق التكريم، كذلك أطفالك وعائلتك يستحقون أن تكرمهم كل شهر أو كل فترة، مثال تكريم ابنك على حفظ القرآن، أو درجة بشهادة أو سلوك جيد، وأيضاً الجائزة مهمة للعاملين معك بالوظيفة، لتشجعهم وتحتويهم مدعمة بكلمات الشكر والثناء، إن الجوائز ليست أشياء تقديرية فحسب، هي تقدير وقدر وسعادة وإسعاد وإضافة وتطور ودافع أكثر.

قرر من اليوم أن تكرم نفسك، وتكرم من حولك، وتجتهد أكثر... قرر من اليوم أن تسلم جائزة لكل منجز ومجتهد، وتقدر أي عمل، أو أي اجتهاد ولو كان بسيطاً.

وتذكر الجائزة قد تكون كلمة أو هدية أو دعماً معنوياً، أو مادياً، وتشجيعاً، لا صورة للجوائز ولا مقياس لشكلها، أو نوعها، لكنها جائزة ومشاعرها جميلة.

Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي