اللهم وفّق بلادنا الخليجية للتقدم واكفها شرّ الأعداء.
هذا المقال نبدأه بالدعاء ونختمه بالدعاء، سائلين الله سبحانه أن يوفّقَ شعبنا الخليجي لتوحيد صفوفهم وبناء السد الاجتماعي الصاد لكل محاولات اختراق جسمنا الخليجي العربي.
إن كل مواطن كويتي عليه أن يثبت اليوم ولاءه للكويت، لن نأتي في الأوقات الصعبة ونختلف، لو حدث هذا في الغزو العراقي لما عادت الكويت حرة مستقلة. لقد مررنا بتحدٍ كبير، فقد انتشرت بيننا روح الطائفية وتباعد أبناء الوطن الواحد، هبّت علينا سموم وافدة من الخارج أدخلتنا جميعاً في جدل عقيم لا خير فيه أبداً.
لكن اليوم، الأمر مختلف فقد عادت روح الأخوة من جديد، قوية داخل الجسد الخليجي الواحد. يقول الدكتور محمد الرميحي في مقال نُشر منذ فترة طويلة في جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان (الحزم) يقول: (في هذا الوقت بالذات لن يتم التفريط في ما كسب على الأرض العربية، - إن دولة إقليمية - سوف تقوم بإظهار شوكها في أي مكان قادرة على إظهار الشوك فيه والتابع لها في الجسم العربي، من هنا فإن الحزم واجب أيضا مع ذلك الشوك الذي عليه أن يختار بوضوح بين تبعيته للأجنبي أو ولائه للوطن)، انتهى قول الدكتور الرميحي.
يمكن اليوم أن نبدأ صفحة جديدة في التعاون الخليجي، لا سيما بعد أن علّمتنا التجارب وكشفت لنا حجم الترصد لهذا التعاون والتحالفات التي عُملت من أجل إضعافه.
الإنسان الخليجي اليوم أكثر تجارب وقدرة على الرد على التشكيك والغمز واللمز الذي يخرج من مشكاة واحدة تهدف إلى محاربة كل نجاح عربي خدمة لأجندات شعوبية وطائفية، شق الصف في وقت الأمل ليس من شيم أهل الكويت، احذروا الطابور الخامس، احذروا من يستغل أفكاركم السياسية أو الدينية لتُضعفوا بلدكم، هؤلاء لن تجدوهم أمامكم وقت الحاجة.
كلنا مع الوطن الذي اختار التعاون الخليجي، وبإذن الله قريباً سوف يتطور ذلك التعاون ليزداد قوة ويصبح الخليج العربي كله وطناً واحداً، وطناً قوياً متماسكاً قادراً على تحقيق طموحات التنمية والتقدم، ومحققاً الخطوة الحقيقية لعودة العرب إلى موقعهم الصحيح بين صفوف العالم الأول.
ما نراه اليوم في الدول الخليجية مقارنة في دول الإقليم يُبشر بالأمل، ويجعل الحلم ليس بعيداً، هناك اليوم تحركات أهلية لتوسيع التعاون الخليجي فقد أُنشئت تجمعات إعلامية وصحية واجتماعية وأدبية وفكرية وسياسية تحمل أسماء التعاون الخليجي، مثل اتحاد الصحافة الخليجية والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان الذي أُنشئ مع المركز الخليجي لمكافحة السرطان، الأسبوع الخليجي للتوعية بدعم من وزراء الصحة الخليجيين، وحقق خلال ستة أعوام خطوات كبيرة للتوعية، مثل تلك التجمعات الأهلية هي في الحقيقة أوتاد التعاون الخليجي الذي يثبت أن قرار وحدة الخليج ليس فقط رغبة القيادة بل أيضا أمل الشعب الخليجي.
نشكر قادتنا الذين أنهوا اجتماعهم في الرياض بالأمس القريب، ذلك الاجتماع التاريخي الذي أعطى قوة جديدة لأمل قادم.
اللهمّ اكفنا شرّ مَن معنا، أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم.