ألوان

تطوير المؤسسات الصحية

تصغير
تكبير

كنت وما زلت أؤكد على أن الخدمات الصحية وتطورها عامل مهم من علامات تطور المجتمع الكويتي بعد الحقبة النفطية التي يرجع لها الفضل بتطور نواحي الحياة كافة في الكويت، خلال فترة قصيرة في تاريخ الشعوب.

وقد مرت المؤسسات الصحية في الكويت بسلسلة من التحديات منها مكافحة الأمراض والوقاية منها، إضافة إلى الوضع الصحي إبان الاحتلال العراقي للكويت، وبعد التحرير مع نقص عدد العاملين الفنيين، إضافة إلى التحدي الأكبر حين اشتركت مع العالم في مواجهة جائحة كورونا، فكان أداءً رائعاً من قبل الفريق الصحي من إداريين وفنيين وأطباء وممرضين في مواجهة هذه الجائحة الغامضة على الأقل في بدايتها، فكان تحدياً كبيراً في وضع إستراتيجية ناجعة، بيد أن دول العالم تباينت في التعامل مع تلك الآفة، بل إننا شاهدنا دولاً كبرى صناعياً ومادياً أخفقت في تقديم أبسط الرعاية الطبية لشعبها، إلا أننا شاهدنا في الكويت فريق عمل متفانياً، عمل وكأنه في حالة حرب شعواء مع تلك الآفة وقد نجح الطاقم الطبي بقيادة معالي وزير الصحة الدكتور باسل الصباح وفريق عمله في التعامل مع الجائحة، وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه للمواطنين والمقيمين بالتعاون مع وزارات أخرى في مقدمتها وزارة الداخلية والدفاع والإعلام.

ولا يعني ذلك أننا نجحنا بنسبة مئة في المئة، لكنني أؤكد أننا نجحنا بنسبة كبيرة مقارنة ببقية الدول، وهنا علينا أن ننظر بعين الشكر والامتنان للطاقم الطبي، وعلينا أن نتذكر من فقدناهم من أطباء وممرضين وإداريين ومواطنين ومقيمين، وندعو الله أن يرحمهم ويغفر لهم بإذنه تعالى.

وتلك الإشادة لا تعني أنه لم تكن هناك أخطاء كبيرة أو صغيرة أو تجاوزات، ولكن علينا أن نقول الحق في ذكر المناقب قبل المثالب في كل موضوع نتحدث عنه، ولا بد أن تكون هناك لجنة تعمل على تقييم الأداء عند الكوارث وتعلم الدروس التي ستكون خبرة متراكمة لطاقم وزارة الصحة.

وإذا جلست مع بعض العاملين في القطاع الصحي فإنهم يؤكدون أن الخدمات الصحية في الماضي أكثر رقياً منها في الوقت الحالي، رغم أن الموازنة المخصصة للخدمات الصحية تضاعفت عشرات المرات، وهو أمر طبيعي مع زيادة عدد السكان، شاملاً المواطنين والوافدين، ومع تطور التقنيات والعمليات الجراحية وازدياد عدد المستشفيات والفريق الطبي من الكويتيين والوافدين، إلا أن مستوى الخدمات الصحية دون مستوى الطموح، بل إني ما زلت أتذكر مقولة صديق لي في الديوانية بأن الخدمات الصحية تكون بحالة جيدة متى ما رأينا علية القوم وقيادات وزارة الصحة يحصلون على الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية، ولا يلجؤون إلى المستشفيات الخاصة في الكويت أو للعلاج في الخارج.

ومن الظواهر التي لا نستطيع أن نجد لها حلاً هي أن الممرضين القادمين من بلاد جنوب شرق آسيا يأتون للعمل في الكويت ويتدربون على الأجهزة الطبية المتطورة وبعد سنوات تأتيهم فرصة للعمل في الغرب برواتب مغرية، والحل هو العمل على تشجيع زيادة قبول الطلبة من الجنسين على الدراسة في معهد التمريض وكلية الطب المساعد بجامعة الكويت وتهيئة الوضع إدارياً وفنياً لقبول أعداد كبيرة، إضافة إلى تقديم مغريات مادية لمن يعمل في المستشفيات الكويتية.

وذكر أحد الأصدقاء في الديوانية، أنه لا بد من عملية التنويع في الأطباء والفنيين من الدول الشقيقة والدول الصديقة، وهناك أكثر من دولة خليجية لديها حضور مميز للأطباء الكوبيين، فرد عليه صديق آخر أن الكويت بها بعض الطاقم الطبي الكوبي لكن بأعداد قليلة لا تكاد تذكر مقارنة ببقية الجنسيات العاملة في الكويت، وهم على مستوى رائع من التفاني والإبداع في المجال الطبي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي