أحمد الناصر: العلاقات الكويتية الإسبانية مرت بمحطات مضيئة لا حصر لها
أشاد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الثلاثاء، بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الكويت وإسبانيا.
جاء ذلك في كلمتين مسجلتين للوزيرين تم عرضهما في افتتاح الطاولة المستديرة التي أقامتها سفارة دولة الكويت لدى إسبانيا بمناسبة مرور 69 عاما على إرساء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية الكويتي ان «العلاقات بين البلدين الصديقين مرت بمحطات مضيئة لا حصر لها»، لافتا إلى ان ذلك «ساهم في تعزيز العلاقات الرسمية والشعبية بينهما وتوطيدها في كافة المجالات».
وأضاف أن «العلاقات بين البلدين مرت بمواقف مصيرية ووجودية أثبت فيها البلدان التزامهما بمبادئ لا يمكن التنازل عنها من أبرزها موقف إسبانيا الداعم حين قدمت الكويت في فترة استقلالها طلب انضمامها للأمم المتحدة وكذا موقفها التاريخي خلال ما تعرضت له الكويت من عدوان عراقي غاشم عام 1990»، لافتا في هذا السياق إلى ان «الكويت لا تنسى موقف إسبانيا الصديقة المؤيد والداعم للحق الكويتي وانه لا يزال محفورا في ذاكرة جميع الكويتيين وقلوبهم».
واعتبر ان «التواصل الوثيق والمستمر بين حكومتي دولة الكويت ومملكة إسبانيا طوال العقود الماضية لهو دلالة على تنسيق عالي المستوى أفضى إلى تقارب وجهات النظر حيال مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية وإلى تبادل الدعم في المحافل الدولية»، لافتا في هذا السياق إلى الزخم المتواصل للزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين.
وأضاف «عندما نتحدث عن العلاقات الكويتية الإسبانية فإن ما يميزها هو التاريخ المشترك وما يحمله من ارث ثقافي يقرب المسافات وذلك ان مملكة إسبانيا بمختلف مدنها هي أحد وجهات السفر المفضلة للشعب الكويتي على مدار العقود الماضية حتى أصبحت إحدى الوجهات الرئيسة للسياح الكويتيين».
وفي هذا الصدد، شكر «الدعم والرعاية المقدمين من إسبانيا وحكومتها للمواطنين الكويتيين المتواجدين على أرضيها». وأكد في سياق متصل على قدرة دولة الكويت ورغبتها في تعزيز تواجدها في مجال الطاقة في إسبانيا من خلال القدرة التامة على توفير احتياجات السوق الإسباني من المشتقات البترولية نظرا لما تملكه دولة الكويتية من خبرة كبيرة في هذا القطاع.
كما شكر الدور الكبير للشركات الاسبانية المتواجدة في دولة الكويت في تنفيذ روية الكويت 2035، داعيا القطاع الخاص في إسبانيا إلى استغلال الفرص الكبيرة التي يزخر بها السوق الكويتي بما يصب في مصلحة البلدين الصديقين وتعميق العلاقات بينهما.
ولفت إلى ان إسبانيا هي إحدى الوجهات الرئيسة لاستشفاء المواطنين الكويتيين لما تمتلكه من خبرات رائدة في المجال الطبي، لافتا إلى انه أحد المجالات الواعدة لمزيد من التعاون.
وأشاد بمواقف إسبانيا حيال القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعمها المستمر لمبدأ حل الدولتين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ونيل مطالبه المشروعة. وهنأ الجانبين الكويتي والاسباني بهذه المناسبة العزيزة داعيا إلى توسيع وتعميق آفاق التعاون بين البلدين الصديقين. من جانبه، قال وزير الخارجية الاسباني في كلمة مسجلة أيضا ان البلدين تقاسما 60 عاما من الصداقة بين الحكومات وبين شعبي البلدين.
وأضاف انه رغم ان الاحتفال بالذكرى السنوية ال60 لإرساء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين يأتي في خضم جائحة غير مسبوقة فإن البلدين نجحا في تجديد العلاقات الثنائية وتعزيزها وإعطاء دفع جديد للتعاون على جميع الصعد. وشدد ألباريس على أهمية التنسيق وتعميق التعاون الثنائي في القضايا التي تهم البلدين الصديقين في شتى المجالات ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات المشتركة.
وقال ان العلاقات السياسية والديبلوماسية المتميزة بين البلدين يجب أن تأتي مترافقة بالتعاون الوثيق في الجانبين الاقتصادي والتجاري وفي مجال الاستثمارات بما يعود بالخير على شعبي البلدين وعلى الشركات والمؤسسات.
وأكد ألباريس أهمية استغلال الفرص لتعميق التعاون في مجالات الصحة والتربية والأمن الغذائي وكافة المجالات التي لها تأثير كبير على الشعبين الكويتي والاسباني ومنها التحول الرقمي والأمن السيبراني في حين أوضح انه سيتم العمل في الأشهر المقبلة على تعميق التعاون في تلك المجالات وفي مجالي الثقافة والسياحة.
واختتم ألباريس بالتشديد على رغبة حكومة إسبانيا وتعهدها بالعمل الوثيق لتعميق التعاون بين إسبانيا والكويت في شتى المجالات.
وسعت السفارة الكويتية لتكون الاحتفالية بمرور 60 عاما على إرساء العلاقات الثنائية بين البلدين غير تقليدية وحرصت على ان يكون لها مخرجات عملية من شأنها إعداء دفع جديد للعلاقات الثنائية بين البدين الصديقين.
وعقدت طاولة مستديرة ضمت عدة متحدثين رئيسيين من الجانبين الكويتي والاسباني في القطاعين العام والخاص في أربعة محاور رئيسية علما ان الجانب الإسباني شارك حضوريا في حين شارك الجانب الكويتي عبر الاتصال المرئي.