إيران تتهم الأطراف الغربية بممارسة «لعبة إلقاء اللوم»... وتؤكد أن دخول كرج «يتجاوز الضمانات»

واشنطن تحضّر «بدائل» لفشل مفاوضات فيينا

بلينكن يشاهد عرضاً بالسفارة الأميركية في جاكرتا أمس (أ ف ب)
بلينكن يشاهد عرضاً بالسفارة الأميركية في جاكرتا أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

تحضّر الولايات المتحدة في شكل «نشط» مع حلفائها وشركائها «بدائل» للاتفاق النووي الايراني في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى انقاذه، رغم أنها لا تزال تعتبر «حتى اليوم» أن الديبلوماسية «الخيار الأفضل».

في المقابل، اتهمت إيران، أمس، الأطراف الغربية في اتفاقها النووي المبرم عام 2015 بالاستمرار في «لعبة إلقاء اللوم»، غداة قول ديبلوماسيين أوروبيين إن الاتفاق سيكون قريباً عديم الجدوى إذا باءت الجهود الرامية لإحيائه بالفشل.

وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا، أمس، «قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية».

وأضاف أنه «ما لم يحصل تقدم سريع... فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً»، في تصريح يذكر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.

وشدّد على أن «ما نراه حتى الآن هو أن إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة» إلى اتفاق 2015.

وإذ اعتبر أن الديبلوماسية لا تزال «حتى اليوم» تعتبر «الخيار الأفضل»، أضاف «لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا».

غير أن بلينكن لم يوضح إن كان يعتبر على غرار ما قالته وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أن مفاوضات فيينا تُشكّل «الفرصة الأخيرة» لإيران.

والمخاطر كبيرة، ففشل المفاوضات ينطوي على خطر نشوب حرب جديدة في المنطقة، إذ تضغط إسرائيل لانتهاج سياسة مشددة في حال فشلت الديبلوماسية في كبح أنشطة طهران النووية.

وفي تقييم متشائم للمحادثات، حذر ديبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون وألمان، الاثنين، من أن «الوقت ينفد» لإنقاذ الاتفاق الذي قالوا إنه قريباً جداً سيصبح بلا جدوى ما لم يتم إحراز تقدم.

ويرى محللون وديبلوماسيون أن حكام إيران يعتقدون أن الموقف المتشدد الذي يقوده الزعيم الأعلى السيد علي خامنئي قد يجبر واشنطن على قبول شروط إيران.

وقال ديبلوماسي من الشرق الأوسط، «لكن ذلك قد يكون له أثر عكسي. هذا أمر في غاية الخطورة والحساسية. فشل الديبلوماسية ستكون له عواقب على الجميع».

وصرح مسؤول أميركي بارز، بأنه خلال الجولة السابعة من المحادثات التي بدأت في 29 نوفمبر، تراجعت إيران عن أي تنازلات قدمتها في الجولات الست السابقة وتمسكت بالتنازلات التي قدمتها الأطراف الأخرى، وطلبت المزيد.

وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق بعيدة، نظراً إلى الفجوات الكبيرة المتبقية بين إيران والولايات المتحدة في ما يتعلق ببعض القضايا منها سرعة ونطاق رفع العقوبات ومتى وكيف ستتراجع إيران عن خطواتها النووية.

وتصر إيران على رفع فوري لكل العقوبات بشكل يمكن التحقق منه. وأعلنت الولايات المتحدة أنها سترفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي إذا عادت طهران للامتثال لشروطه، ما يعني أنها لن ترفع عقوبات أخرى مثل التي فرضتها في إطار إجراءات تتعلق بالإرهاب أو بحقوق الإنسان.

وتطلب إيران كذلك ضمانات بألا تتراجع أي إدارة أميركية مرة أخرى عن الاتفاق. لكن بايدن لا يملك التعهد بذلك لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانوناً.

في المقابل، اتهمت إيران، الأطراف الغربية بالاستمرار في «لعبة إلقاء اللوم».

وقال كبير المفاوضين علي باقري كني على «تويتر»، أمس، «بعض الأطراف الفاعلة مازالت تمارس لعبة إلقاء اللوم بدلاً من الديبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكراً وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات».

وفي إشارة إلى الولايات المتحدة وانسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، أضاف كني «الديبلوماسية طريق ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، فسيصبح الطريق ممهداً لاتفاق سريع وجيد».

وقال مسؤول إيراني بارز «من انتهك الاتفاق؟ الأميركيون.

من الذي يجب أن يعوض عن ذلك ويكون مرنا؟ الأميركيون بالطبع».

وتابع «كيف يمكننا أن نثق في الأميركيين مجدداً؟ ماذا لو تخلوا عن الاتفاق مرة أخرى؟ لذلك يتعين على الطرف الذي انتهك الاتفاق تقديم ضمانات بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى».

وأضاف «هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا ويتعين عليهم حلها... يمكنهم إيجاد حل وتقديم ضمانات لنا».

في سياق متصل، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران محمد إسلامي، ان مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول ورشة كرج «يتجاوز الضمانات»، وهو أمر لا تقبله طهران.

وأكد «كرج خارج الضمانات.

نتصرف ضمن إطار عمل الضمانات ومعاهدة الحد من الانتشار النووي ولا نقبل أي شيء آخر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي