No Script

اجتهادات

أنتوا من صجكم؟

تصغير
تكبير

أتابع كما يتابع غيري مجريات البطولة العربية لكرة القدم المقامة حالياً في دولة قطر الشقيقة، والتي خرج منها منتخبنا الوطني في التصفيات التمهيدية للبطولة. أتابع هذا الإبهار والجمال في الملاعب والنقل التلفزيوني والحضور الجماهيري، والإبداع والرقي في البرنامج الافتتاحي والتنظيم المثالي والأجواء التنافسية. فهنيئاً لقطر الحبيبة هذا النجاح غير المستغرب.

نقول بعد ذلك (ما علينا)، لنعود مرة أخرى لواقعنا المحلي. الكل يعرف حال ملاعبنا ومنشآتنا وأنديتنا الرياضية وما وصلت إليه من حال يرثى له، ولا حاجة لنا أن نسهب هنا لأن واقع الحال معروف، لذلك أيضاً نقول لمرة أخرى (ما علينا).

لكن المستغرب حقاً، قيام بعض الأندية برفع أسعار تذاكر حضور المباريات فجأة ومن دون سابق إنذار، حيث وصلت الزيادة إلى ثلاثة أضعاف السعر المتعارف عليه، لأتساءل بيني وبين نفسي (انتوا من صجكم؟).

ففي الوقت الذي تعاني منه مسابقاتنا المحلية من ضعف الحضور الجماهيري وتردي المستوى العام، والذي انعكس بدوره على أداء منتخبنا الوطني في جميع مشاركاته الخارجية، وبدلاً من البحث عن الحلول والخطط التي تساهم في رفع أداء الدوري الذي بدوره سيساهم في تحسين أداء الأزرق، والتي من بينها تشجيع حضور الجماهير للملاعب، جاء هذا القرار الغريب وفي هذا الوقت بالتحديد!

شخصياً، ليس لديّ مانع من الزيادة إذا كان هناك ما يمكن تقديمه من خدمات للجمهور، ولكن أتساءل هنا، ألم يفكر صاحب فكرة زيادة الأسعار بحال منشآتنا الرياضية؟ ألم يشاهد حالة الكراسي البلاستيك أو الصبة الخرسانية التي يجلس عليها الجمهور؟ وهل شاهد حجم الوسخ والغبار الذي يتراكم على الكراسي التي يجلس عليها الجمهور دون عناء تنظيفها من النادي؟ وهل شاهد حالة الحمامات وحجم القذارة التي بها؟ وهل شاهد التنظيم السيئ لدخول المباريات؟ وغيرها من الأسئلة التي يطرحها أي شخص يحضر مباريات دورينا المحلي، ليبقى السؤال الأهم ما هي مسببات هذه الزيادة؟

كل ما كنت أتمناه هو أن تنهض الدولة بمنشآتنا الرياضة قبل أن يفكر صاحب القرار بزيادة أسعار التذاكر، فنحن لسنا أقل من غيرنا بالإمكانات المادية، ولكننا بالتأكيد أقل منهم بالعزيمة والرغبة والإرادة وبمراحل كثيرة، لذلك تجاوزونا بمراحل كثيرة، وأنا شخصياً وللمرة الثانية أقول، ليس لديّ مانع من أن أدفع أكثر عندما تقدم لنا الدولة والمعنيون على ملف المنشآت الرياضية ملاعب على مستوى عالٍ كحال بقية الدول المجاورة، ولكن لا حياة لمن تنادي! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي