No Script

مؤشرات بحثية تقرع أجراس إنذار حول «الوباء الصامت»

«كورونا»... رَفَعَ ضغط دم العالم!

No Image
تصغير
تكبير

في خِضمّ نوبات الهلع المتتالية التي تصيب العالم بين الحين والآخر مع ظهور كل متحور جديد من «كوفيد- 19»، انطلق أخيراً جرس إنذار من نوع آخر يحذّر من أن تداعيات وضغوطات وإغلاقات جائحة «كورونا» قد أدت إلى إطلاق «وباء صامت» لا يقل خطورة عن فيروس «كورونا» المستجد.

ذلك «الوباء الصامت» يتمثل في حدوث ارتفاع ملموس ومنذر بالخطر في مستويات ضغط الدم لدى الأشخاص البالغين حول العالم، وهو الأمر الذي لاحظته كيانات بحثية طبية في دول كثيرة من خلال مراقبة ومقارنة بيانات السجلات الطبية لأعداد كبيرة من المرضى قبل الجائحة وأثنائها.

في هذا الإطار، أسفرت نتائج دراسة بحثية استرجاعية أميركية موسعة عن أن معدلات ضغط الدم لدى الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة - خصوصاً النساء - شهدت ارتفاعات ملموسة خلال فترة جائحة كورونا المستمرة منذ نحو عامين.

نسلّط الضوء في التالي على ما أسفرت عنه تلك الدراسة التي تنطبق نتائجها إلى حد كبير على بقية المجتمعات حول العالم: الدراسة الحديثة نُشرت تفاصيلها في دورية «سيركيوليشن» الطبية المتخصصة، ورصدت وحللت وقارنت بيانات ضغط الدم لأكثر من 464 ألفاً من البالغين الأميركيين من جميع الولايات الخمسين على مدار الأعوام من 2018 إلى 2021.

وبالمقارنة مع بيانات العامين 2018 و2019 (أي قبل بداية الجائحة)، لاحظ الباحثون أن منحنى قراءات ضغط الدم بدأ في التصاعد بشكل ملحوظ خلال الجائحة، وتحديداً بين أبريل وديسمبر 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، حيث تراوحت الزيادات في المتوسط من 1.1 إلى 2.5 ملم زئبقي لضغط الدم الانقباضي ومن 0.14 إلى 0.53 ملم زئبقي لضغط الدم الانبساطي.

وقال الدكتور لوك لافين، الذي شارك في الإشراف على تلك الدراسة: «لاحظنا أيضاً أن الزيادات كانت أكثر وضوحاً في ضغط الدم لدى النساء.

وصحيح أننا ما زلنا لا نعرف سبب ذلك، لكننا نعلم وهناك بيانات تشير إلى أن فترات الأوبئة والجوائح تفرض أعباء نفسية أكبر على النساء، لا سيما النساء العاملات، وهي الأعباء التي تصيبهن بتوترات وضغط تؤدي بدورها في رفع معدل ضغط الدم»، مشيراً إلى أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تنطبق بشكل كبير على بقية دول العالم.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن زيادة الوزن خلال فترة الجائحة بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي لم تكن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع في مستويات ضغط الدم، لكنه كان واحداً من بين عوامل أخرى.

وعن ذلك قال الدكتور لافين: «ارتفاع ضغط الدم يحصل بسبب عوامل متعددة، وما نأكله هو واحد من بين تلك العوامل».

وتابع موضحاً: «صحيح أن فترة الجائحة شهدت إفراط الأميركيين في استهلاك الصوديوم (ملح الطعام) والكحوليات، ونحن نعلم أن ذلك يسهم في زيادة ضغط الدم.

لكننا نعلم أيضاً أن ضغط الدم يتأثر بأشياء أخرى كقلة النوم، وتناول أدوية معينة، والتوترات النفسية الإجهادية».

وفي مؤشر ينذر بالخطر، أظهرت نتائج الدراسة أن كل ارتفاع في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 2 ملم زئبقي يرتبط بحدوث زيادة كبيرة في الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض القلب بين البالغين الذين تجاوزوا سن الخمسين.

وعن الفوائد التي يمكن استخلاصها من نتائج الدراسة، قال الدكتور ليفين: «مثلما أنه من المهم مراعاة التدابير الوقائية خلال فترات الجوائح والأوبئة، فإنه ينبغي أن نمنح القدر نفسه من الاهتمام بعدم إهمال عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الحالات الطبية المزمنة.

لذا، فالدرس المستفاد هنا هو أن يحرص البالغون تحديداً خلال هذه الجائحة على اتباع نمط حياة صحي متكامل ومراقبة ضغط الدم بانتظام، والمواظبة على تناول أدوية ضغط الدم عند الضرورة، إذا كنت تتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم، فكلها أمور مهمة للغاية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي