No Script

سافر إلى ذاتك

متى تكافئ نفسك ؟

تصغير
تكبير

جميل جداً أن تقدر نفسك على أي إنجاز تفعله... كأن تحصل على وظيفة أو تربح جائزة أو تكتب دراسة، أو تنجز عملاً، أو تخفض وزناً، أو تأخذ قراراً مهماً في حياتك، ولكن هل مكافأة النفس مرتبطة بالتقدم فقط، أي انه لا اكافئ نفسي إلا إذا انجزت أمراً معيناً وحققت شيئاً ما ؟

كان هذا حديثي مع اخصائية العلاج النفسي زميلتي المقربة، التي اخبرتني: «نادية، هذه السنة اسوأ ما مر عليّ، لم أحقق شيئاً، فاخجل ان اسافر معك لاكافئ نفسي، وأنا لم اقدم أي شيء لنفسي أو لمجتمعي، كل ما فعلته جلست استرخي في البيت، وروتين عادي للعمل يا لحظي العاثر»، وبينما كنت استمع لها، كنت اناقش نفسي في قوانين مكافأة النفس، ما هو هذا القانون، هل هو التقدم وان كان خاطئاً، أو التوقف، وان كان باهتاً، أو الأوسمة، وان كانت وهمية، هل جميعنا نستحق ان نكافئ انفسنا؟ وما المعيار الذي من خلاله اقرر ان اكافئ نفسي ؟

- التفتت إليّ، وسألتني: ما بالك مشغولة البال؟

قلت لها: سارحة بما تكلمني عنه!

انا ارى ان مكافأة النفس لا تعني الصراع مع التقدم بقدر ما تعني القدرة على الهدوء والاسترخاء في عز الانشغال والتعب، أي ان استطيع أن انام قريرة العين وحياتي مليئة بالاشغال بعد النوم... هذه مكافأة، أو استطيع تجاوز مشكلة بصحة نفسية، هذه مكافأة، أو ان استطيع ان اتقبل نفسي دون ان أتنمر على شكل وجهي أو وزني أو نوعية شعري، هذه مكافأة يجب ان اكافئ بها نفسي أو ان اتقبل الآخرين دون اصدار احكام عليهم.

تستحق نفسي المكافأة هنا، أي ان المكافأة الخارجة عن اطار شهادة تقدير ووسام شرف وتصفيق جمهور غفير، هي مكافأة اثمن من كل ما سبق، فهي تعني انتصارات في علاقاتك مع نفسك، في قدرتك على اراحتها، وقدرتك على التفاعل معها، كونك استمتعتي بسنة تكتشفين فيها نفسك وتريحين جسدك وتؤدين عملك... هذه مكافأة انك اعطيت وقتاً كافياً لحياتك.

لذلك، لك صديقتي ولكل من يقرأ، مكافأة النفس لا تعني ان تنجز بل تعني ان تنجز وتتجاوزه وتستطيع وتقدر خلودك للنوم ظهراً للاستعداد لعمل بعد الظهر مكافأة، قطعة من الشوكلاتة اللذيذة مكافأة، حديث شيق مع اصدقاء مكافأة، لا شكل للمكافأة ولا وقت ولا مهم نوعيتها بقدر ان يكون مهماً وقتها ومقدار حاجتنا لها.

Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي