عرض كلاسيكي قدّمته «تياترو» ضمن «الكويت المسرحي 21»

«البروة»... كما تَدين تُدان

تصغير
تكبير

- عفوية نص الفيلكاوي مكّنت النصار من التعامل مع الفعل المسرحي براحة لعناصره فوق الخشبة

«كما تَدين تُدان»...

هذه العبارة القصيرة، لخّصت أحداث مسرحية «البروة» لفرقة «تياترو»، التي عُرضت أول من أمس، على خشبة مسرح الدسمة، ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي.

دارت أحداث العرض، حول قصة تراثية - كلاسيكية، تضيء على استخدام النوخذة لسلطته على البحارة بمن فيهم «المجدمي» ومساومته على بروة البيت أو قبوله بتزويج إحدى بناته مقابل سداد دينه، وقد دفع النوخذة ثمن استغلال ضعف حاجة المجدمي الذي أصبح عاجزاً عن القيام بمهنته بعدما تعرض لحادثة، خلال رحلة الغوص.

عفوية النص الذي ألّفته فلول الفيلكاوي، مكّنت المخرج شملان النصار من التعامل مع الفعل المسرحي بشكل يمثل راحة لعناصره فوق الخشبة، والاشتغال على أداء الممثلين، فلا يوجد هناك ما يستحق التخوّف منه، لا لغة عربية نخشى الوقوع في نحويتها، ولا نص عالمي مستوحى من الأدب العالمي أو الروسي أو «الشكسبيري».

هذه العناصر التي توافرت ساعدت المخرج النصار في العبور بعمله إلى بر الأمان، معتمداً رؤية إخراجية متناغمة مع روح تلك الحقبة الزمنية، حيث لجأ إلى المؤثرات الصوتية والإيقاعات البحرية، فكانت تلك الموسيقى والأغنيات بمثابة فاصل موسيقي تطرب له الآذان، وتزداد جماليته مع التمازج الذي خلقه المخرج بين الحوار والفعل والإضاءة والموسيقى.

بخصوص الأداء التمثيلي، فقد أثبت أبطال العرض قدرتهم على تنفيذ خطة المخرج الشملان بالشكل المطلوب، وفق إمكاناتهم المتاحة، بعيداً عن التكلف في الأداء، فكانت «قماشة» الابنة الكبيرة للمجدمي أهلاً للقيام بدور الفتاة المكافحة التي رفضت أن تعصف بها رياح السلطة، وقررت أن تقف في وجه النوخذة.

أيضاً، لا نغفل براعة بقية الممثلين الذين قاموا بشكل جيد بتأدية المهام الملقاة على عاتق كل واحد منهم، فلم نشعر بوجود مقحم لأحدهم وهذا يعيدنا للمربع الأول، وهو وجود مخرج مميز.

يُذكر أن «البروة» من بطولة مشعل العينان، غدير حسن، آمنة العبدالله، بشاير، فراس السالم، أحمد الصفار، مشاري المويل، جابر فهاد، سينوغرافيا الدكتور فهد المذن، موسيقى ومؤثرات صوتية لمحمد النصار، تنفيذ الموسيقى لرشا النصرالله، مخرجين مساعدين حسن الجميعي ورشا النصرالله، ومخرج منفذ عبدالله الهويدي.

الندوة التطبيقية

أعقب العرض المسرحي ندوة تطبيقية في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها الإعلامي فادي عبدالله، بحضور المعقبة الناقدة والإعلامية ليلى أحمد، ومؤلفة العمل فلول الفيلكاوي ومخرج المسرحية شملان هاني النصار.

بعد الترحيب بضيوفه، ثمن عبدالله الدور الكبير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة هذه الدورة بعد جائحة كورونا، وعودة الحياة المسرحية، في حين أشارت المُعقّبة أحمد إلى أن «البروة» هي النص التراثي الثالث لمؤلفته فلول الفيلكاوي، «وفي الحكم النقدي لن نتناول بالطبع ما مضى وهو جزء ثالث من ثلاثية، بل ننظر لهذا العرض كحالة متفرّدة، حيث إنه وببساطة شديدة قصة كلاسيكية تكررت كثيراً، بدءاً من الحدث فـ (المجدمي) رجل يتعرض للظلم والاستغلال من النوخذه أيام الغوص، وتتصدى ابنته لظلمه، حيث إن العدالة قبل سن القوانين في البلاد، كانت بحسب الأقوى مالاً ونفوذاً وهو النوخذة، وما أكثر النواخذة في حياتنا المعاصرة».

بعدها، تحدّث مراقب صالات العرض في «مجلس الثقافة» عبدالكريم الهاجري معتبراً أن المسرحية، لناحية الصراع، كانت متكافئة بشكل مقنع وسلس، لافتاً إلى أن مواصفات الصراع كانت دراما مسرحية حقيقية، «وأنا قد افتقدت تلك المواصفات في العروض».

من جهته، قال أستاذ قسم التمثيل والإخراج في المعهد المسرحي الدكتور شايع الشايع إن العرض الذي قُدم مُقتضباً لقصص كلاسيكية كثيرة تشابه هذا المعنى، «لكن الميزة أنه اختصر وهذا الاختصار جيد»، لافتاً إلى أن المخرج حاول بشتى الطرق أن يتعامل مع هذا الشيء «بما نسميه السينوغرافيا المعاصرة، وليست الحديثة، إذ إنه استطاع من قطع بسيطة جداً أن يعمل منها تشكيلاً للسفينة، والسجن، والغرفة، والبيت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي